كندا: تمييز عنصري ضد السكان الأصليين في الرعاية الصحية

يواجه نظام الرعاية الصحية في كندا انتقادات كثيرة على خلفية اتهامات بالعنصرية ضد السكان الأصليين، فبعد سنوات من الكفاح من أجل الحصول على معاملة منصفة، أصبحت أوليبيكا كيغوكتاك وهي من السكان الأصليين، مستعدة للتحدث عن تجربتها مع النظام.

كندا: تمييز عنصري ضد السكان الأصليين في الرعاية الصحية

زوج جويس إيتشاكوان (أ ب)

يواجه نظام الرعاية الصحية في كندا انتقادات كثيرة على خلفية اتهامات بالعنصرية ضد السكان الأصليين، فبعد سنوات من الكفاح من أجل الحصول على معاملة منصفة، أصبحت أوليبيكا كيغوكتاك وهي من السكان الأصليين، مستعدة للتحدث عن تجربتها مع النظام.

وقالت أوليبيكا، وهي طالبة جامعية في مونتريال ونشأت في منطقة نونافوت في البلاد، إنها أمضت معظم حياتها في محاربة العداء والمقاومة الذين كانا يبديهما المهنيون الطبيون توجهها لطلب المساعدة والمشورة منهم.

وتضيف أنه "يجب أن نشعر بالأمان عندما نذهب إلى المستشفى وأن نشعر بأننا جميعا متساوون. لون الدم يوحدنا".

وتحدثت أوليبيكا عن ذكرياتها المريرة على مدار 26 عامًا عن الاضطرار إلى التهديد بإيذاء نفسها قبل أن يعالجها الطبيب، وهي جزء من رد فعل عنيف متزايد من الشعوب الأولى التي سكنت البلاد بسبب حالة معاملة سيئة في أحد مستشفيات كيبيك.

فقد تعرضت جويس إيتشاكوان، البالغة 37 عامًا، وهي من السكان الأصليين، لإساءات عنصرية شرسة من جانب ممرض قبل وفاتها بفترة وجيزة ما أثار غضبًا شجّع السكان الأصليين في أنحاء البلاد على رفع الصوت.

وأطلق وسم "جوستيس فور جويس"، أي العدالة لجويس، واندلعت احتجاجات مناهضة للعنصرية شارك فيها آلاف الأشخاص في شوارع مونتريال.

ونشرت إيتشاكوان التي أدخلت مستشفى "جولييت" قرب مونتريال وهي تعاني آلام في المعدة، مقطع فيديو على "فيسبوك" قبل وفاتها بفترة وجيزة يظهر الإساءات التي تعرضت لها على أيدي مقدمي الرعاية الصحية.

وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الذي جعل المصالحة مع الشعوب الأصلية من أولوياته، إنها "تعرضت لأسوأ أشكال العنصرية".

ويؤكد ناشطون في حقوق السكان الأصليين أن ما حصل مع إيتشاكوان ليس حالة معزولة.

تذكرت كيغوكتاك اضطرارها للمشاجرة، في سن 19 عامًا، مع طبيب في مستشفى في مونتريال رفض أن يزيل عنها جهاز تحديد النسل، وقالت إنها اضطرت إلى تهديده بأنها ستزيله بنفسها قبل أن يوافق أخيرًا على القيام بالأمر.

وأوضحت أنه "مع وجود تاريخ من تعقيم النساء من السكان الأصليين بالقوة في كندا لجعلهن عاقرات، فقد رأيت ذلك حقا إساءة معاملة: فهم لا يريدون أن أنجب أطفالًا".

وفي تجربة مريرة أخرى ترويها كيغوكتاك، عندما انتظرت ساعات في نيسان/ أبريل الماضي قبل أن تتلقى العلاج من نزف مهبلي، لكن ليس قبل أن يستجوبها طبيب حول ما إذا كانت تتعاطى المخدرات.

وتابعت: "بالنسبة إلي، لو كنت بيضاء لما حدث ذلك على هذا النحو" مضيفة أن التجربة جعلتها تفقد الثقة في نظام الرعاية الصحية.

وهي تقول إن العنصرية موجودة في كل مكان بما يشمل محاولات العثور على شقة أو وظيفة.

وجاءت وفاة إيتشاكوان بعد عام من نشر تقرير خاص خلص إلى أن "السكان الأصليين في كيبيك يتعرضون فعلًا لتمييز منهجي في ما يتعلق بالخدمات العامة".

وأوضحت عالمة الأنثروبولوجيا المتخصصة في قضايا السكان الأصليين في المعهد الوطني للبحوث العلمية، كارول ليفيسك، أنه "حتى عندما يصف السكان الأصليون تجاربهم، فإن غالبية الناس لا يصدقونهم".

ولفتت إلى أن معاناة إيتشاكوان التي شهدها الملايين عبر الإنترنت وحظيت بتغطية إعلامية على نطاق واسع، قد تشكل نقطة تحول في العلاقات العرقية الكندية.

وقال خبراء إن السكان الأصليين الذين يتعرضون للتمييز يلجأون إلى نظام الرعاية الصحية الشاملة الممول من الحكومة بوتيرة أقل ونتيجة لذلك يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان في حالات خطرة.

من جانبه، ذكر دايفيد-مارتن ميلو من جمعية "دكتورز اوف ذي وورلد كندا"، أنه "يُعتقد تلقائيًا أن هذا الشخص عنيف وعدائي لذلك يتم الافتراض أنه تحت تأثير مواد مهلوسة" مشيرًا إلى أن العبء يصبح مضاعفًا عندما يكون أحد المرضى في وضع هش أو مشرّد.

وأنشأت المنظمة غير الحكومية المعروفة أيضًا باسمها الفرنسي، "ميدسان دو موند"، ثلاثة مراكز محلية لضمان حقوق السكان الأصليين في العام 2019 للمساعدة في الحصول على رعاية صحية أكثر إنصافًا في مونتريال.

وأوضح ميلو أن "المجموعة سعيدة لأنها أوجدت روابط ثقة أفضل بين السكان الأصليين والفرق الطبية واستطاعت تلبية المزيد من حاجاتهم".

التعليقات