رغم انتقادته الشديدة للرياض: بايدن يعتزم تعزيز دفاعات السعودية

بايدن قال، أمس، إن الهجوم الذي تقوده السعودية في اليمن "خلق كارثة إنسانية وإستراتيجية"، وخلال حملته الانتخابية تعهد بأنه سيجعلها "تدفع ثمن" انتهاكات حقوق الإنسان، إلا أن الخارجية الأميركية تؤكد أن أولوياتها الدفاع عن السعودية ونفطها

رغم انتقادته الشديدة للرياض: بايدن يعتزم تعزيز دفاعات السعودية

أضرار جسيمة خلفها القصف السعودي في صنعاء، في تموز/يوليو الماضي (أ.ب.)

تبنى الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال حملته الانتخابية، نهجا أكثر صرامة تجاه السعودية مقارنة بأي رئيس أميركي منذ عقود. وقال إنه سيجعلها "تدفع ثمن" انتهاكات حقوق الإنسان و"سوف يجعلهم دولة منبوذة بحق كما هم".

وأشارت وكالة أسوشيتد برس في تقرير نشرته اليوم، الجمعة، إلى أنه إذا كان بايدن يجعل من السعودية منبوذة الآن، فهي دولة منبوذة مع بعض المزايا.

فبينما أعلن بايدن، أمس، أنه يفي بوعود حملته الانتخابية، بإنهاء الدعم الأميركي لحملة القصف التي تقودها السعودية في اليمن منذ خمس سنوات، أوضحت إدارته أنها لن تتخلى عن الدعم العسكري الأميركي للسعودية، وإنها تخطط لمساعدة السعودية في تعزيز دفاعاتها.

ويعكس هذا النهج مدى تعقد العلاقات الأميركية - السعودية. وبالرغم من أن بايدن اتخذ موقفا أكثر صرامة من أسلافه، فإنه يدرك هو وفريق السياسة الخارجية أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تسمح للعلاقات مع السعودية بالانهيار. وهم يرون أهمية الحفاظ على جوانب العلاقة العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب التي ينظر إليها على أنها حيوية لأمن كلا البلدين.

وقالت الخارجية الأميركية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني ردا على أسئلة أسوشيتد برس، إن "الولايات المتحدة سوف تتعاون مع المملكة العربية السعودية، حيثما توافقت أولوياتنا، ولن نخجل من الدفاع عن المصالح والقيم الأميركية عندما لا تتفق (تلك الأولويات)".

بايدن خلال خطابه، أمس (أ.ب.)

وتتضمن الأولويات المتوافق معها، تأكيدا أميركيا بعيد المدى على لعب دور قيادي في الدفاع عن السعودية ونفطها من الهجمات التي قد تهز أسواق واقتصادات الطاقة في العالم. ويرى قادة الولايات المتحدة أيضا أن السعودية تمثل قوة إقليمية موازنة لإيران.

وقال بايدن، أمس، إن الهجوم الذي تقوده السعودية في اليمن "خلق كارثة إنسانية وإستراتيجية"، وأضاف أنه سيوقف مبيعات الأسلحة المتعلقة بالهجوم على اليمن، غير انه لم يأت على ذكر تفاصيل على الفور، عما قد يعنيه ذلك. وأكد بايدن في الوقت نفسه، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون في الدفاع عن السعودية.

وقالت الخارجية الأمريكية إن ذلك سيشمل المساعدة في حماية الأراضي السعودية والبنية التحتية الحيوية ومسارات الشحن، من الحوثيين، معارضي السعودية في اليمن المجاور.

ولم توضح إدارة بايدن بعد كيف تخطط لتعزيز الدفاع عن السعودية. وتشير السعودية إلى هجمات صاروخية وطائرات مسيرة وغيرها من الهجمات عبر الحدود التي يشنها الحوثيون في اليمن.

ووافق عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، السيناتور كريس ميرفي، وأحد منتقدي الانخراط الاميركي في الحملة الجوية السعودية في اليمن، على أن الولايات المتحدة ربما لا تزال لديها مصلحة أمنية في المساعدة في حراسة السعودية.

وقال ميرفي إنه "يجب أن ينصب تركيزنا على توفير قدرات دفاعية أساسية لمساعدة الرياض على الدفاع عن نفسها من التهديدات الخارجية، وليس محاربة تلك التهديدات نيابة عن السعوديين".

وأضاف أنه يجب ألا تقدم الولايات المتحدة "دعما عسكريا إضافيا للسعودية، ما لم نتمكن من التحقق بوضوح من أن هذا الدعم ... لن يستخدم بشكل غير مسؤول كما حدث في اليمن".

ورغم ذلك، وصف ميرفي السعودية بأنها شريك مهم، وقال إنه سيعمل مع الإدارة على استئناف العلاقات مع السعودية ودول الخليج الأخرى.

التعليقات