أثيوبيا تعلن سحب إريتريا لقواتها بعد نفي أشهر لوجودها

أعلن رئيس وزراء أثيوبيا، أبيي أحمد، اليوم، الجمعة، أنّ إريتريا ستسحب قوّاتها من منطقة تيغراي، شماليّ أثيوبيا، التي تشهد معارك ضارية منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وسط تعتيم إعلامي واسع جدًا.

أثيوبيا تعلن سحب إريتريا لقواتها بعد نفي أشهر لوجودها

تظاهرة تدعو لوقف الحرب في تيغراي (أ ب)

أعلن رئيس وزراء أثيوبيا، أبيي أحمد، اليوم، الجمعة، أنّ إريتريا ستسحب قوّاتها من منطقة تيغراي، شماليّ أثيوبيا، التي تشهد معارك ضارية منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وسط تعتيم إعلامي واسع جدًا.

وجاءت تصريحات أحمد بعد لقائه اليوم، الجمعة، الرئيس الإريتري، رغم نفي البلدين مرارًا وجود قوات إريتريّة في المنطقة.

واتُهِمَت هذه القوات وكذلك الجيش الإثيوبي، بعمليات قتل واغتصاب ونهب على نطاق واسع.

وأمر أحمد قواته باجتياح منطقة تيغراي في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، بعدما اتهم جبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت الحزب الحاكم المهيمن في المنطقة، باستهداف معسكرات للجيش. وأعلن في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر تحقيقه الانتصار، لكنّ الاشتباكات بقيت مستمرة.

واعترف أحمد، الثلاثاء الماضي، للمرّة الأولى، بوجود قوات إريترية في تيغراي منذ بدء العملية العسكرية في الإقليم وسافر، أمس، الخميس، إلى العاصمة الإريترية، أسمرة.

وقال أبيي أحمد، في بيان نشر على حسابه في تويتر، "خلال محادثاتي مع الرئيس (الإريتري)، أسياس أفورقي، لمناسبة زيارتي لأسمرة في 26 آذار/مارس، وافقت الحكومة الإريترية على سحب قواتها إلى خارج حدود أثيوبيا".

وأشار إلى أن "جبهة تحرير شعب تيغراي" أطلقت صواريخ عدة على العاصمة الإريترية "ما دفع الحكومة الإريترية إلى دخول أثيوبيا لمنع المزيد من الهجمات وحماية أمنها القومي".

وأصدرت وزارة الإعلام الإريترية بيانًا، في وقت مبكر من بعد ظهر اليوم، الجمعة، ذكرت فيه زيارة أبيي دون الإشارة إلى انسحاب القوات.

لكن سفير البلاد لدى اليابان، أستيفانوس أفيوركي، أكد على تويتر أنه "اعتبارا من اليوم" ستعيد "القوات الإريترية" كل المواقع التي أخلتها القوات الأثيوبية "عند اندلاع النزاع".

ودارت حرب دامية بين إثيوبيا وإريتريا بين عامَي 1998 و2000، فيما كانت "جبهة تحرير شعب تيغراي" ممسكة بزمام السلطة في أثيوبيا.

وتقارب البلدان بعد وصول أبيي أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام في العام 2019 إلى السلطة عام 2018. لكن إريتريا و"جبهة تحرير شعب تيغراي" بقيتا في حالة عداء.

وبحسب رئيس الوزراء الأثيوبي، سيطرت القوات الإريترية على مناطق قريبة من الحدود بما في ذلك الخنادق التي تم حفرها خلال الحرب الحدودية وهجرها الجنود الأثيوبيون.

لكنّ جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وسكّانًا من تيغراي وصفوا الوجود الإريتري بأنه أعمق من ذلك بكثير في المنطقة.

واتهمت "منظمة العفو الدولية" ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" جيش أسمرة بقتل المئات من سكان تيغراي في مذبحة في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر في بلدة أكسوم.

وقالت مفوضية حقوق الإنسان الإثيوبية، وهي هيئة مستقلة تابعة للحكومة، الأربعاء، إنّ "المعلومات التي جمعت خلال التحقيق الأولي تؤكد أن في يومي 28 و29 تشرين الثاني/نوفمبر تم ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في أكسوم. أكثر من 100 من السكان... قتلوا على أيدي الجنود الأريتريين".

ووثقت وكالة فرانس برس مجزرة أخرى يعتقد أن القوات الإريترية ارتكبتها في تشرين الثاني/نوفمبر في بلدة دينغولات.

وبعد زيارة لووكرو، الواقعة على مسافة 50 كيلومترا شمال العاصمة الإقليمية ميكيلي، أفاد سكان المنطقة لوكالة فرانس برس أن الجنود الإريتريين ما زالوا موجودين، وهم يرتدون في بعض الأحيان بزات الجيش الأثيوبي.

كما يشتبه في قيام هذه القوات بمهاجمة مخيمات تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين الإريتريين. وأعلنت المفوضية السامية للاجئين، اليوم، الجمعة، أن مخيّمي شيميلبا وهيتساتس في منطقة تيغراي "دُمِّرا كليا" بعدما تمكنت الهيئة التابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى الموقع لأول مرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال حزب المعارضة "سالساي وياني تيغراي"، الجمعة، إن أي اتفاق لانسحاب الجنود الإريتريين "لا فائدة منه" دون "وجود هيئة تنظيمية دولية للإشراف على الامر والتحقق منه".

وكتب مسؤول الشؤون الخارجية في الحزب، هايلو كيبيدي، على تويتر "إنه مستوى آخر من الخداع، وهي لعبة يمارسونها منذ فترة طويلة"، وأضاف "اسحبوا كل القوات وشكلوا فريقا دوليا للمراقبة. يجب ألا ينخدع العالم مجددا".

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، دعا إلى انسحاب الجنود الإريتريين وكذلك القوات الأمهرية الإثيوبية التي أدت دورا رئيسيا في تأمين أجزاء من غرب تيغراي وجنوبه.

وخلّف هذا النزاع ما يقرب من مليون نازح. وتقدر السلطات المحلية أن حوالي 950 ألف شخص فرّوا من عمليات القتال والاضطهاد معظمهم من غرب تيغراي، لكن أيضا من شمال غرب الإقليم ووسطه.

التعليقات