انتهاء الجولة الأولى من اجتماعات فيينا بشأن الاتفاق النووي: محادثات بناءة

عبّرت الأطراف المشاركة في المحادثات الجارية حاليا في فيينا بشأن الاتفاق النووي عن تفاؤل حذر بعد انتهاء الجولة الأولى من اجتماعات لجنة العمل المشتركة للاتفاق النووي، التي بدأت أعمالها اليوم في فيينا برعاية الاتحاد الأوروبي، ومشاركة من الولايات المتحدة

انتهاء الجولة الأولى من اجتماعات فيينا بشأن الاتفاق النووي: محادثات بناءة

(أ ب)

عبّرت الأطراف المشاركة في المحادثات الجارية حاليا في فيينا بشأن الاتفاق النووي عن تفاؤل حذر بعد انتهاء الجولة الأولى من اجتماعات لجنة العمل المشتركة للاتفاق النووي، التي بدأت أعمالها اليوم في فيينا برعاية الاتحاد الأوروبي، ومشاركة من الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ وصول إدارة الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وجرى اللقاء برعاية الاتحاد الأوروبي واستمر نحو ساعتين وجمع موقعي الاتفاق وهم إيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا.

وشاركت الولايات المتحدة، وإن بشكل غير مباشر، في المحادثات التي انطلقت في فيينا في محاولة لانقاذ الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، في أول تقدم ملحوظ على هذا الصعيد منذ تولي بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة.

وقال كبير المفاوضين النوويين في إيران، عباس عراقجي، لتلفزيون بلاده الرسمي، إن "المحادثات في فيينا كانت بناءة، وفي المسار الصحيح ومن المبكر الحديث عن نتائجها".

فندق غراند فيينا حيث تعقد المباحثات خلف الأبواب المغلقة (أ ب)

ورغم ذلك، أكد عراقجي أن اجتماع فيينا لن يؤدي إلى تغيير موقف بلاده من "مبدأ خطوة بخطوة"، مشيرا إلى أن الاجتماع القادم سيعقد يوم الجمعة المقبل.

وقال إن إيران ستواصل مع القوى الكبرى بحث سبل استئناف الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في 2018.

وأضاف أن طهران لن تعلق تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20% في مقابل الإفراج عن مليار دولار من أموالها المجمدة في دول أخرى بسبب العقوبات الأميركية.

ودافع عن جدية بلاده في تنفيذ الاتفاق النووي، قائلا إنها لو لم تكن جادة لانسحبت من الاتفاق النووي، كما انسحبت منه واشنطن.

رسائل إيجابية من البيت الأبيض

وقال البيت الأبيض إن محادثات القوى الكبرى وإيران لا تزال في بدايتها وإن الرئيس بايدن مقتنع بأن الدبلوماسية هي الحل. وأشار إلى أن مستوى التمثيل الأميركي في المحادثات هو رسالة بجدية واشنطن في التوصل لاتفاق.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن البيت الأبيض يتوقع "عملية طويلة وصعبة في بعض الأحيان". ونبّهت أنه لم يتم حسم أي شيء، مشيرة إلى أن إرسال مسؤول رفيع المستوى إلى فيينا في شخص المبعوث الأميركي إلى إيران، روبرت مالي، أظهر الأهمية التي توليها واشنطن لهذه الناقشات.

من جهته، صرّح المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن المحادثات "بناءة". وقال للصحافيين "نعتبر أن هذه الخطوة بناءة وبالتأكيد مرحب بها".

غير أن المبعوث الأميركي إلى إيران، روبرت مالي، قال إن موقف طهران بشأن رفع العقوبات قبل تغيير أنشطتها النووية يظهر عدم جديتها. وأضاف أن المحادثات في فيينا خطوة أولى في مسار طويل وصعب، بهدف إعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال للاتفاق.

وأكد مالي في حديث للإذاعة الوطنية العامة الأميركية (إن بي آر)، أن محادثات فيينا تشمل نقاشات حول تحديد الخطوات التي يتعين على واشنطن وطهران اتخاذها، لأن الجانبين كانا في حالة عدم امتثال لالتزاماتهما النووية بشكل متزايد.

"اجتماع اللجنة المشتركة مثمر"

بدوره، قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، إن "اجتماع اللجنة المشتركة مثمر"، وجرى اللقاء برعاية الاتحاد الأوروبي واستمر نحو ساعتين وجمع موقعي الاتفاق وهم إيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا.

وأضاف أن "إعادة تفعيل" الاتفاق المبرم في العام 2015 في فيينا والذي تعرّض لخروق كثيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة منه "لن تكون أمرا فوريا، الأمر يتطلّب وقتا"، مبرزا أن "الأهم (...) هو أن العمل الفعلي للوصول إلى هذا الهدف قد بدأ".

وأفاد دبلوماسي أوروبي أن مجموعتين من الخبراء ستتوليان المهمة "لمدة 15 يوما، أو شهر، لا نعرف بالضبط"، كما ستجتمع اللجنة المشتركة مجددا بعد ظهر الأربعاء.

وتدور النقاشات المغلقة أمام الصحافة في فندق فخم بالعاصمة النمساوية، على مرمى حجر من فندق كبير آخر يقيم فيه الوفد الأميركي.

إنريكي مورا يغادر فندق "غراند فييما" (أ ب)

ويتم إبلاغ الولايات المتحدة التي وصل مبعوثها، روبرت مالي، منتصف النهار إلى فيينا، بشكل منتظم بالتقدم المحرز من خلال الأوروبيين، وترفض طهران أي اتصال مباشر.

وقال نائب الأمين العام لشؤون العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، على تويتر، إنه "يجب علينا الاستفادة القصوى من هذا الفضاء الدبلوماسي لإعادة خطة العمل الشاملة المشتركة إلى مسارها الصحيح".

وكانت واشنطن قد أرسلت إشارة إيجابية قبيل المحادثات، وعبّرت على لسان مبعوثها، مالي، عن إمكان انفتاحها على رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق، وهي تعليقات وصفها المتحدث باسم الحكومة الايرانية، علي ربيعي، بأنها "واعدة".

وقال ربيعي للصحافيين في طهران "نجد هذا الموقف واقعيا وواعدا. قد يكون بداية تصحيح للعملية السيئة التي أوصلت الدبلوماسية إلى طريق مسدود". وأعاد التأكيد على استعداد إيران للعودة عن الخطوات التي اتخذتها ما أن يتم رفع جميع العقوبات التي فرضت عليها خلال عهد ترامب.

ووعدت إيران بتجديد التزاماتها النووية التي تخلصت منها تدريجياً منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية بمجرد رفع هذه الإجراءات العقابية التي تخنق اقتصادها.

وقال رئيس الوفد الإيراني إلى فيينا، عراقجي، إنه في حال حصل ذلك "ستكون الجمهورية الإسلامية على استعداد تام لتعليق إجراءاتها التصحيحية".

وقال مالي للإذاعة الأميركية: "لدينا مخاوف بشأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني (...) وأنشطتهم في المنطقة. نريد التحدث عن كل هذا. لكننا مهتمون بمناقشتها بعد الانتهاء من القضية النووية الحالية".

التعليقات