على وقع محادثات فيينا: إيران تستعرض 133 "إنجازا نوويا"

أزاحة إيران الستار عن "133 إنجازًا نوويًا" في مختلف المجالات الصناعية والطبية والزراعية، وكشفت عن إنتاج وتشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة (IR5 وIR6)، فضلاً عن بدء مرحلة اختبار أجهزة أكثر تطورًا (IR9).

على وقع محادثات فيينا: إيران تستعرض 133

(أرشيفية - أ ب)

أعلنت إيران، اليوم السبت، أنها وضعت في الخدمة سلسلتين جديدتين من أجهزة الطرد المركزي المحدثة التي تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر.

وأعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن بلاده أطلقت "خط إنتاج أجهزة طرد مركزي جديدة وبدأنا بضخ غاز اليورانيوم في أجهزة في مفاعل نطنز النووي".

وبمناسبة يومها الوطني للتقنية النووية، بحضور كبار المسؤولين إلى جانب الرئيس، روحاني، أزاحة إيران الستار عن "133 إنجازًا نوويًا" في مختلف المجالات الصناعية والطبية والزراعية، وكشفت عن إنتاج وتشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة (IR5 وIR6)، فضلاً عن بدء مرحلة اختبار أجهزة أكثر تطورًا (IR9).

ودشّن روحاني، رسميًا، سلسلة تتضمن 164 جهازًا للطرد المركزي من نوع IR6 وسلسلة أخرى تتضمن 30 جهازًا من نوع IR5، في منشأة نطنز النووية، وسط إيران، خلال مراسم أقيمت عبر الفيديو وبثّها التلفزيون الرسمي.

ولم ينشر التلفزيون صور هذه السلسلتين، لكن مهندسين كانوا يرتدون قمصانًا بيضاء أوضحوا أنه بعد تلقي الأمر من روحاني، بدأ إمداد أجهزة الطرد المركزي بغاز اليورانيوم.

وتتيح أجهزة الطرد المركزي من نوعي IR5 وIR6 تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وبكمية أكبر مما تفعل أجهزة الطرد المركزي "من الجيل الأول" أي من نوع IR1، وهي الوحيدة التي يسمح اتفاق فيينا لإيران باستخدامها.

(أ ب)

وأكد روحاني مجددًا خلال المراسم التي نُظّمت بمناسبة "اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية" أن البرنامج النووي لبلاده "سلمي" بحت، وقال: "نؤكد أننا ما زلنا على عهدنا بشأن الالتزام بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية".

وكشف روحاني عن "البدء بالاختبار الميكانيكي على أجهزة طرد مركزي من الجيل التاسع IR9 الذي يحتوي على 50 وحدة ‘سو‘" في نطنز. وأضاف أنه "فاعلية أجهزة الطرد المركزي الحديثة من طراز IR9 تتفوق بعشرات الأضعاف على الأجهزة السابقة".

وأعلن روحاني كذلك "بدأنا عمليا وبشكل رسمي تشغيل القطاع الثاني لإنتاج الماء الثقيل في مفاعل ‘أراك‘ النووي".

وأكد روحاني أن "من أهم نتائج الاتفاق النووي، إضفاء الصفة القانونيّة بشكل كامل على الصناعات النوويّة الإيرانيّة"، معتبرًا أن هذا يُعد انجازًا كبيرًا لحكومته.

وقال إن "الأعداء يبدون قلقين من الصناعة النوويّة الإيرانيّة فيما برنامجنا النووي هو سلميّ"، مشيرا إلى أن بلاده "لن تفكر باستخدام الصناعة النوويّة كما فعل غيرها في اليابان".

ويأتي هذا الإعلان في وقت تُجرى محادثات في فيينا بين طهران والدول الأخرى التي لا تزال مشاركة في اتفاق 2015 (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) حول طريقة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق المبرم في العاصمة النمسوية.

ويواجه الاتفاق خطر الانهيار منذ انسحبت الولايات المتحدة بشكل أحادي منه العام 2018، وأعادت فرض سلسلة عقوبات اقتصادية ومالية على إيران. وردًا على ذلك، بدأت طهران العودة عن تعهّداتها بموجب النصّ اعتبارًا من أيار/ مايو 2019 وكثّفت الوتيرة في الأشهر الأخيرة.

وتحمل الخطوات النووية الإيرانية رسائل في اتجاهات عدة، لعلّ أهمها أن إستراتيجية "الضغوط القصوى" التي مارستها ضدها الإدارة الأميركية السابقة، لم تحقق أهدافها في دفع إيران إلى التخلي عن برنامجها النووي وسياساتها الإقليمية وبرنامجها الصاروخي، وأن الانسحاب جاء بنتائج عكسية.

ولفت مراقبون إلى أن الإعلان الإيراني يحمل رسائل أخرى مفادها أن نتائج جولات المباحثات التي تجري حاليا في فيينا لأطراف الاتفاق النووي مع كل من إيران والولايات المتحدة على حدّ سواء، وهما الطرفان الرئيسان لأزمة تنفيذ الاتفاق، لم تحرز تقدمًا وتراوح مكانها، رغم التفاؤل الذي تبديه بعض الأطراف. ولو كان هناك تقدم يذكر، لما كان هناك داعٍ للجوء إيران إلى تنفيذ خطواتها النووية التي كشفت النقاب عنها اليوم، السبت.

التعليقات