أولويّة واشنطن في العلاقات مع موسكو: الاستقرار لا الثّقة

اقترح الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، اليوم الثلاثاء، على نظيره الروسيّ، فلاديمير بوتين عقد قمة في "دولة ثالثة" خلال "الأشهر المقبلة" من أجل "بناء علاقة مستقرة" مع روسيا، وفق البيت الأبيض، فيما أبدى الرئيسان استعدادهما لـ"مواصلة الحوار" بهدف ضمان الأمن العالمي،

أولويّة واشنطن في العلاقات مع موسكو: الاستقرار لا الثّقة

بوتين وبايدن خلال لقاء سابق بينهما (أ ب)

اقترح الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، اليوم الثلاثاء، على نظيره الروسيّ، فلاديمير بوتين عقد قمة في "دولة ثالثة" خلال "الأشهر المقبلة" من أجل "بناء علاقة مستقرة" مع روسيا، وفق البيت الأبيض، فيما أبدى الرئيسان استعدادهما لـ"مواصلة الحوار" بهدف ضمان الأمن العالمي، وفق الكرملين.

الاستقرار لا الثّقة

وأعلنت المتحدثة باسم الأبيض جين ساكي، الثلاثاء، أن الولايات تأمل ببناء علاقة مستقرة مع روسيا ولا تتوقع أن ينسج البلدان علاقات تقوم على "الثقة".

وقالت ساكي للصحافيين: "نسعى إلى أمر مستقر ويمكن توقعه. لا نسعى إلى إقامة علاقة ثقة بل (علاقة) مستقرة ويمكن توقعها".

دعم أميركيّ "راسخ" لسيادة أوكرانيا

بدورها، أعلنت الرئاسة الأميركية في بيان أن بايدن أعرب خلال محادثات هاتفية جديدة مع بوتين عن "قلقه إزاء الحشد المفاجئ للقوات الروسية في القرم المحتلة وعند الحدود الأوكرانية"، داعيا موسكو إلى "خفض التوترات".

وقال البيت الأبيض إن بايدن "شدد على دعم الولايات المتحدة الراسخ لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها"، في حين يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى بروكسل لبحث هذا الملف مع نظيره الأوكراني والحلفاء الأوروبيين والحلف الأطلسي.

دفاع عن المصالح القوميّة

وأكد بايدن أن "الولايات المتحدة ستتحرك بحزم دفاعا عن مصالحها القومية ردا على ممارسات روسيا على غرار الهجمات الإلكترونية والتدخل في الانتخابات".

لكن الرئيس الأميركي شدد أيضا على سعيه لـ"بناء علاقة مستقرة" مع روسيا "تراعي المصالح الأميركية"، بحسب البيت الأبيض، مشيرا خصوصا إلى ضرورة مواصلة "حوار إستراتيجي" حول حظر انتشار الأسلحة وقضايا الأمن.

واقترح بايدن "عقد قمة في بلد ثالث خلال الأشهر المقبلة لبحث مروحة من القضايا"، من دون أن يكشف البيت الأبيض ما إذا قبل الرئيس الروسي الدعوة.

من جانبه، أكد الكرملين في بيان أن بايدن اقترح على بوتين عقد قمة "في المستقبل القريب"، من دون أن يكشف ما إذا الرئيس الروسي قبل هذا الاقتراح.

وقال الكرملين إن الجانبين "أبديا استعدادهما لمواصلة الحوار في المجالات الأكثر أهمية على صعيد ضمان الأمن العالمي، الأمر الذي لا يلبي مصالح روسيا والولايات المتحدة فحسب بل المجتمع الدولي برمته".

وأضاف أن الرئيسين تطرقا خصوصا إلى التوترات المرتبطة بأوكرانيا في ظل اتهام كييف والغرب لموسكو بحشد عشرات آلاف الجنود على حدود هذا البلد الساعي للانضمام إلى حلف شمال الاطلسي.

وتجددت المواجهات منذ بداية العام في شرق أوكرانيا بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا.

وفي هذا السياق، أورد الكرملين أن "فلاديمير بوتين شرح مقاربات تسوية سياسية تستند إلى" اتفاقات السلام التي وقعت في مينسك في 2015 لوضع حد للنزاع الأوكراني من دون أن يطبق الجانب السياسي منها.

الحد من البرنامج النوويّ الإيرانيّ

وتابع المصدر نفسه أن الرئيس الأميركي "عبر عن اهتمامه بتطبيع الوضع" مع موسكو "وإقامة تفاعل دائم حول المشاكل الأكثر خطورة مثل الاستقرار الإستراتيجي والحد من الأسلحة والبرنامج النووي الإيراني والوضع في أفغانستان والتبدل المناخي العالمي".

وأكد البيت الأبيض أن بايدن لا يزال مستعدا لمواصلة المفاوضات مع ايران رغم إعلانها عزمها على تخصيب اليورانيوم بنسبة ستين في المئة، الامر الذي يقربها من القدرة على استخدامه لأغراض عسكرية.

وقالت ساكي: "نحن بالتأكيد قلقون حيال هذا الإعلان الاستفزازي. نحن واثقون بأن المسار الدبلوماسي هو الطريق الوحيد لإحراز تقدم في هذا الصدد، وبأن إجراء محادثات، حتى لو كانت غير مباشرة، هو السبيل الأفضل للتوصل إلى حلّ".

والعلاقات بين واشنطن وموسكو في أدنى مستوياتها انطلاقا من خلافات حول عدد من الملفات أبرزها أوكرانيا وسورية، واتهامات بالتدخل في الانتخابات والتجسس والهجمات الإلكترونية.

التعليقات