انتقادات داخلية للمؤسسة الأمنية الإيرانية في أعقاب هجوم نطنز

وجه القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، انتقادات حادة إلى المؤسسة الأمنية في بلاده، وذلك للمرة الثانية في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له المنشأة النووية الإيرانية في نطنز، حملّت السلطات في طهران مسؤوليته لإسرائيل.

انتقادات داخلية للمؤسسة الأمنية الإيرانية في أعقاب هجوم نطنز

محسن رضائي، الثاني من اليسار (أرشيفية - أ ب)

وجه القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، انتقادات حادة إلى المؤسسة الأمنية في بلاده، وذلك للمرة الثانية في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له المنشأة النووية الإيرانية في نطنز، حملّت السلطات في طهران مسؤوليته لإسرائيل.

واعتبر رضائي، الذي يشغل حاليا منصب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أن بلاده أصيبت بـ"تلوث أمني"، وأضاف أنه "في أقل من عام وقعت 3 أحداث أمنية: انفجاران (في نطنز)، واغتيال (العالِم محسن فخري زادة)".

مستطردا بالقول: "قبل ذلك سرقوا مجموعة وثائقنا، وقبل ذلك، جاءت طائرات درون (مُسيرة) قامت ببعض الأعمال". وذلك في إشارة اغتيال القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، في العاصمة العراقية بغداد، وعملية حصول إسرائيل على وثائق خاصة بالبرنامج النووي الإيراني، التي أعلن عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في أيار/ مايو 2018".

ودعا رضائي إلى إعادة النظر في الأجهزة الأمنية بمختلف مستوياتها، وجعلها من أولويات الحكومة المقبلة. وقال: "الوزارات والأماكن الحساسة؛ تجب معالجة هذه النماذج التي تثير الشكوك، وتطهير عناصرها المندسة". وأشار إلى أن القضايا الأمنية "تتكرر منذ 10 سنوات".

وكان رضائي قد اعتبر أن الهجوم الأخير على المشأة النووية في نطنز دليل على وجود ثغرة أمنية في البلاد، مشيرا إلى الحاجة الملحة لتعزيزات أمنية في إيران، وذلك في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، يوم الأحد الماضي، عقب ورود الأخبار عن الهجوم.

وغرّد رضائي قائلا: "ألا يمكن أن يؤشر وقوع حريق جديد في منشأة نطنز النووية بعد مرور أقل من عام على الانفجار السابق على جدية حدوث تغلغل؟". وأضاف: "اعتبروا يا أولي الأبصار... البلد بحاجة إلى تعزيزات أمنية".

تجدر الإشارة إلى أن تصريحات رضائي تأتي في ظل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في حزيران/ يونيو المقبل، علما بأنه كان قد ترشح في الانتخابات الأخيرة كـ"مرشح أصولي مستقل"، في مواجهة الرئيس الحالي، حسن روحاني، وحل المرتبة الرابعة حيث حصل على 3,88 مليون صوت.

وتزامن حادث نطنز مع مفاوضات تجري في فيينا في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015. وتشارك فيه هذه الدول، باستثناء الولايات المتحدة التي تشارك في محادثات غير مباشرة مع إيران في إطار المفاوضات الجارية في فيينا.

توظيف الهجوم في نطنز لتعزيز المصالح الإيرانية؟

ووفقا للتحليلات فإن طهران تبدو عازمة على توظيف وضع الضحية الذي وجدت نفسها فيه بسبب العمليات الإسرائيلية المتكررة ضد منشآتها النووية، لتحقيق هدفها المتمثل في رفع كامل للعقوبات المفروضة عليها خلال المفاوضات الراهنة في فيينا التي تسعى لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وهو مطلب كان سيبدو مبالغا فيه وقد يكلف طهران خسارة تأييد روسيا والصين في ظل ظروف أخرى.

واعتبر محللون سياسيون أن الهجوم الذي تعرضت له المنشأة النووية في نطنز لم يمنح طهران ذريعة مشروعة لتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي الأكثر فعالية في تخصيب اليورانيوم دون تكلفة سياسية تذكر فحسب، بل من شأنه أيضا أن يمنع موسكو وبكين من الضغط على طهران لتقديم تنازلات للتوصل إلى حل وسط خلال مفاوضات فيينا.

ويرى مراقبون أن الهجوم في نطنز يعزز المصالح السياسية للنظام الإيراني على الصعيد المحلي، ويضمن له الفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في حزيران/ يونيو المقبل، وذلك بغض النظر عن المقاربة السياسية التي ستنتهجها الحكومة الإيرانية لتخفيف العقوبات المفروضة على البلاد.

ردا على "الإرهاب النووي".. إيران ماضية في تخصيب اليورانيوم

وكانت طهران قد أعلنت أمس، الثلاثاء، أنها "ستبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%"، لتقترب بذلك من عتبة التسعين بالمئة التي تتيح الاستخدام العسكري؛ وشددت طهران على أن قرارها برفع نسبة تخصيب اليورانيوم "هو "رد على الإرهاب النووي" الإسرائيلي بعد الانفجار الذي ألحق أضرارا بمصنعها في نطنز.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن السبيل الوحيد للخروج من "الدوامة الخطيرة" التي نجمت عن الانفجار في نطنز هو بالرضوخ لمطالب إيران رفع كل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة منذ أن انسحبت من الاتفاق.

وفي تصريحات أشبه بزيادة الضغوط، حذّر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، اليوم الأربعاء، من أن "تطول" المفاوضات الجارية في فيينا من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، فتصبح "مضرة" لإيران.

وتعتزم إيران بدء إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60% اعتبارا من "الأسبوع المقبل"، حسب سفير الجمهورية الإسلامية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت السلطات الإيرانية قد أفادت بادئ الأمر بوقوع "حادث" سببه "عطل كهربائي"، وهي لم تعط الكثير من التفاصيل حول الأضرار لكن عددا غير محدد من أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، تضرر على ما يبدو.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية والاسرائيلية أن "اسرائيل لعبت دورا" في نطنز حيث وقع "انفجار قوي" سببه "عبوة ناسفة أدخلت سرا إلى مصنع نطنز وفجرت عن بعد ما أدى إلى تفجير الدائرة الكهربائية الرئيسية فضلا عن الدائرة البديلة".

قال روحاني إن قرار زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم هو "الرد على خبث الأعداء".

وأضاف "مقابل كل جريمة سنقطع أيديكم (...) لتفهموا أنكم لا تستطيعون منعنا (من الوصول) إلى التكنولوجيا النووية"، وذلك فيما يثير التصعيد بين إيران وإسرائيل قلق المجموعة الدولية.

ومنذ مطلع آذار/ مارس نسبت عدة هجمات على سفن إيرانية إلى إسرائيل، فيما استهدفت عدة سفن إسرائيلية بهجمات إيرانية، كان آخرها أمس، الثلاثاء، حيث تعرضت سفينة تملكها شركة إسرائيلية تعرضت لهجوم بالقرب من السواحل الإماراتية قبالة إيران.

والأربعاء، حذّرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا من أي تصعيد.

التعليقات