أكد مصدر مطلع على مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، اليوم الأربعاء، أن الأطراف المتفاوضة توصلت إلى مسودة اتفاق، في حين كان يتوقع عقد اجتماع اليوم لاختتام أحدث جولة محادثات من أجل إنعاش الاتفاق.
وذكر المصدر الذي تحدث لمراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن الخلافات المتبقية تتعلق أساسا ببعض التفاصيل العالقة وما وصفها بالتنازلات المتبادلة الضرورية. وأشار المصدر إلى أن هذه التنازلات بالإمكان حلها عبر اتخاذ قرارات سياسية، وهو ما يفسر حاجة الوفود المتفاوضة في فيينا إلى العودة إلى عواصمها من أجل مزيد من التشاور.
ونقلت الصحيفة عن كبير المفاوضين الإيرانيين في فيينا، عباس عراقجي، قوله إن "معظم القضايا العالقة تم حلها خلال محادثات فيينا"، وأشار إلى أنه "سيتم الاتفاق قريبًا حول تاريخ دخول الاتفاقية الجديدة حيز التنفيذ"، وأوضح أن "الوفود المشاركة في مفاوضات فيينا ستعود إلى عواصمها لمزيد من التشاور".
في المقابل، قال البيت الأبيض إن اتفاقا مع إيران يمنعها من امتلاك سلاح نووي من شأنه أن "يصب في مصلحتنا، وسنواصل العمل في ذلك الاتجاه". وشدد البيت الأبيض على أنه سيزود المسؤولين الإسرائيليين بمستجدات المحادثات النووية مع إيران.
وأعلنت الخارجية الأميركي أن "هناك بعض التقدم في مفاوضات فيينا"، وذكرت أن المفاوضات "ستتواصل بوتيرة مناسبة لمعالجة أهم القضايا المطروحة".
من جانبه، توقع المنسق الأوروبي لمحادثات فيينا، إنريكيه مورا أن يتم "التوصل إلى اتفاق بشأن النووي الإيراني خلال الجولة المقبلة من المحادثات".
وتشير التقارير إلى أن المفاوضات في فيينا تستأنف الأسبوع المقبل بالتزامن مع اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي سيعقد من 7 إلى 11 حزيران/ يونيو الجاري.
وأوضح مورا، الذي ترأس محادثات الأربعاء في فيينا، أن وفود روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيران والولايات المتحدة ستعود إلى بلدانهم لإطلاع حكوماتها ثم تجتمع مرة أخرى في العاصمة النمساوية الأسبوع المقبل.
وقال مورا للصحافيين بعد الاجتماع إنه "واثق من أن الجولة المقبلة ستكون هي الجولة التي سنتوصل فيها أخيرا إلى اتفاق". وأضاف "هناك عدد قليل من القضايا السياسية والفنية المعقدة إلى حد ما. ولكن يمكنني القول إن التعقيد أقل مما كان عليه قبل أسبوع. لذلك نحن على مسار جيد".
واستطرد قائلا: "أعتقد أن كل عاصمة يجب أن تعطي الضوء الأخضر لوفدها لنصل إلى اتفاق، وأعتقد أن هذا هو ما سيكون عليه الحال الأسبوع المقبل".
وصف دبلوماسيون أوروبيون آخرون، تحدثوا شريطة تكتم هوياتهم لأنهم غير مصرح لهم التحدث للإعلام، محادثات فيينا بأنها "مكثفة ومثمرة"، لكنهم حذروا من أنها ستزداد صعوبة مع معالجة المندوبين لقضايا أكثر تعقيدا.
التعليقات