أرمينيا تقترع بالحشود

لليوم الثاني على التوالي، تتحاور أرمينيا، التي تتجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، الأحد المقبل، إثر هزيمتها العسكرية أمام أذربيجان، العام الماضي، بالحشود.

أرمينيا تقترع بالحشود

أنصار رئيس الوزراء (أ ب)

لليوم الثاني على التوالي، تتحاور أرمينيا، التي تتجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، الأحد المقبل، إثر هزيمتها العسكرية أمام أذربيجان، العام الماضي، بالحشود.

وعادةً ما تشهد أرمينيا اضطرابات بعد الانتخابات.

فتجمّع نحو 20 ألفا، اليوم، الجمعة، وسط العاصمة، يريفان، دعمًا لأبرز مرشحي المعارضة، روبرت كوتشاريان، في آخر أيام الحملات الانتخابيّة. ووفق تقديرات "فرانس برس"، قارب عدد المتجمعين أو تجاوز قليلا عدد أنصار رئيس الوزراء، نيكول باشينيان، الذين تجمعوا في الساحة نفسها الخميس.

وهتف المتجمعون من كافة الأعمار باسم المرشح المعارض، ورفعوا أعلام أرمينيا وروسيا وحزب كوتشاريان (66 عاما) الذي ترأس البلد السوفياتي السابق بين عامي 1998 و2008.

وقال المرشح أمام الحشد "جئنا لتسوية مشاكل" الأمن والفقر، وأضاف "السلطة الحالية عاجزة عن حلّها"، ودعا أنصاره إلى مراقبة فرز أوراق الاقتراع من كثب حتى "لا تسرق أصواتنا".

ووصل رئيس الوزراء الحالي نيكول باشينيان إلى سدّة السلطة عام 2018، في أعقاب ثورة سلمية، ووعد بالإطاحة بنخب الفساد، بيد أنّ شعبيته قوّضتها الهزيمة العسكرية في إقليم ناغورني قره باغ، خريف 2020.

وخلصت الأعمال القتالية التي أودت هناك بنحو ستة آلاف شخص على مدار ستة أسابيع، إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن يريفان اضطرت بموجبه إلى الخروج من مناطق ظلّت تحت سيطرتها طوال 30 عامًا، في خطوة أشعلت تظاهرات كبيرة ودعوات إلى استقالة باشينيان.

هذا المشهد، الذي ترافق واندلاع نزاع بين رئيس الوزراء وهيئة الأركان في الجيش، دفع باشينيان الذي نعتته المعارضة بـ"الخائن" نحو الدعوة إلى الانتخابات التشريعية المبكرة.

وعقد رئيس الوزراء، مساء الخميس، آخر تجمّع انتخابي له في ساحة يريفان الرئيسة حيث احتشد نحو 20 ألفا من مناصريه في استعراض للقوّة، رغم أنّ الفوز الانتخابي ليس في متناول اليد.

وقال للحشد المندفع "سنذهب لنقترع عند الثامنة في 20 حزيران/يونيو لتحقيق ثورة فولاذية"، واعدًا بـ"فوز ساحق للشعب الأرميني".

وأضاف في تصريح متلفز مساء الخميس "يرى الأرمن أن هناك قوى تسعى لإثارة مواجهات سياسية وحرب أهلية".

ويحظى باشينيان بقدر من الشعبية بفضل قيادته إصلاحات ومواجهته القلّة النافذة ونخب الفساد الذين سقطوا في انتخابات 2018، بيد أنّ انجازاته تضررت نتيجة النزاع العسكري مع اذربيجان والأزمة الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19.

وبعيدًا عن نسبة تجاوزت السبعين في المئة حازها تكتله عام 2018، يرجّح استطلاع رأي حديث حصول حزبه "العقد المدني"، وحزب منافسه الرئيس السابق، روبرت كوتشاريان، على نسب متقاربة، الأحد، مع نحو 24%، يليهما رئيس الوزراء الأسبق، سركيسيان، مع نحو 7%.

ويخشى كثر من وقوع صدامات بين مناصري أقوى حزبين، في وقت استبق باشينيان النتائج داعياً منافسيه إلى التجمّع، الإثنين، في الساحة نفسها للاحتفال بالفوز.

أنصار زعيم المعارضة (أ ب)
أنصار زعيم المعارضة (أ ب)

ولطالما شهدت أرمينيا اضطرابات أعقبت الانتخابات. فقبل انتفاضة 2018، سجِن باشينيان الصحافي السابق لنحو عامين على خلفية دوره في تظاهرات قمعت بشكل دموي عام 2008.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعاه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونصّ على نشر جنود سلام روس قد أتاحا ليريفان الحفاظ على الجزء الأكبر من ناغورني قره باغ، الإقليم الأذربيجاني الذي تسكنه غالبية أرمنية.

غير أنّ أرمينيا خسرت السيطرة على مساحات شاسعة في محيط الإقليم، وسط عودة أذربيجان إلى حدودها، ما أسفر عن اشتباكات عسكرية في الأسابيع الأخيرة.

ودعي نحو 2,6 مليون ناخب أرميني لاختيار مئة ونائب على الأقل لمدة خمس سنوات. وتتنافس أربع قوائم انتخابية و22 حزبا.

في حال عدم انبثاق أي غالبية أو ائتلاف أكثريّ، تنظّم جولة ثانية في 18 تموز/يوليو بين الحزبين اللذين نالا النتائج الأكبر.

التعليقات