المحادثات حول النووي الإيراني تصطدم بـ"خلافات جدية"

لا تزال الانقسامات قائمة حول قضايا رئيسية بين إيران والدول الكبرى الست في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق المبرم في العام 2015 حول النووي الإيراني، وفق ما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، في ختام الجولة السادسة.

المحادثات حول النووي الإيراني تصطدم بـ

المفاوضون في فيينا (أ ب)

لا تزال الانقسامات قائمة حول قضايا رئيسية بين إيران والدول الكبرى الست في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق المبرم في العام 2015 حول النووي الإيراني، وفق ما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، في ختام الجولة السادسة.

وشدد المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، على أن الولايات المتحدة تعتبر أن التوصل لاتفاق في المحادثات التي تستضيفها فيينا لا يزال واردا، على الرغم من انتخاب المحافظ المتشدد، إبراهيم رئيسي، رئيسا لإيران.

وقال المسؤول الأميركي خلال إحاطة صحافية قدمها لوسائل إعلام دولية ونقلتها وكالة "فرانس برس" إنه "لا تزال هناك خلافات جدية قائمة بيننا لم تحل بعد".

وقال المسؤول إن الجانبين على طرفي نقيض حول قضايا محورية بما فيها الخطوات التي يتعين على طهران اتّخاذها للعودة إلى التقيّد التام ببنود اتفاق العام 2015 الذي لم يعد ساريا (أميركيا) بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، منه قبل ثلاث سنوات.

ولا تزال العقوبات التي ستعرض واشنطن رفعها عن إيران قيد النقاش، كما والتسلسل الدقيق للإجراءات التي ستُتّبع في حال التوصل إلى اتفاق. وشدد المسؤول على أن الاتفاق يجب أن يكون سلة متكاملة.

وتابع "لن نشارك في جولة سابعة إن لم نعتقد أنه من الممكن التوصل لاتفاق". وبعدما خلف ترامب في سدة الرئاسة الأميركية في كانون الثاني/ يناير أبدى بايدن عزمه على إعادة بلاده إلى الاتفاق بشرط امتثال طهران مجددا لكل بنوده.

واستؤنفت المفاوضات في فيينا في نيسان/ أبريل بمشاركة بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وممثلين عن الهيئة المشرفة على اتفاق العام 2015.

والأحد قال مفاوض الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، إن أطراف المحادثات باتوا "أقرب" لإنقاذ الاتفاق النووي، لكن قضايا شائكة لا تزال عالقة. إلا أن انتخاب رئيسي، الأسبوع الماضي، أثار تساؤلات حول احتمال تغيّر الموقف الإيراني.

وعلى الرغم من أن رئيسي لن يتولى سدة الرئاسة قبل آب/ أغسطس المقبل، إلا أنه أعرب الإثنين عن تأييده لمحادثات فيينا.

وأكد رئيسي أنه لن يسمح بإجراء "مفاوضات من أجل المفاوضات"، لكنه يدعم "أي محادثات تضمن مصالحنا الوطنية"، وأن أي تفاوض يجب أن يؤدي الى تحقيق "نتائج" للشعب الإيراني.

وقال المسؤول الأميركي إن انتخاب رئيسي "لا يضعف تصميمنا على السعي للتوصل إلى اتفاق". وتابع "إلى الآن الإيرانيون جادون في المحادثات".

لكنّه شدد على أنه بالرغم من عدم وجود مهل زمنية محددة، لا يمكن أن تستمر المحادثات إلى ما لا نهاية، خصوصا وأن إيران تواصل تطوير برنامجها النووي. وقال المسؤول: "بالتأكيد ليس الوقت عاملا إيجابيا. هذه العملية لن يبقى مجالها مفتوحا إلى ما لا نهاية".

بينيت: سنتشاور مع أصدقائنا ولكن مصيرنا بأيدينا

وعلى صلة، ألمح رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، إلى أن إسرائيل ستواصل من عملياتها العسكرية ضد الأنشطة النووية الإيرانية، والاستمرار بالتنسيق مع الولايات المتحدة في هذا الشأن، مشددا على أنه "لكن في النهاية، سنبقي المسؤولية عن مصيرنا في أيدينا، وليس في أيدي أي شخص آخر".

وفيما كرر بينيت الرفض الإسرائيلي للعودة الأميركية للاتفاق النووي، صرح بأن "أعداء إسرائيل، العراق سابقا وإيران حاليا، يتطورون ولكننا نعقد العزم على الدفاع عن أنفسنا"، وأضاف أن "إسرائيل ستواصل التشاور مع أصدقائها ولن تتردد في التصرف إذا لزم الأمر".

وشدد بينيت على أنه "لا يجوز توقيع صفقات مع النظام الإيراني الذي يسعى للحصول على أسلحة نووية"؛ ويأتي ذلك بعد يومين من "عملية تخريبية"، استهدفت أحد مباني منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

والأحد الماضي، قال بينيت في أول اجتماع لحكومته إن بلاده لن تسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية، داعيا القوى العظمى إلى "الاستيقاظ" قبل العودة للاتفاق النووي مع طهران.

وعلق بينيت على انتخاب رئيسي قائلا: "لمن تساوره الشكوك فإن ذلك ليس اختيار الجمهور، بل اختيار (المرشد الإيراني الأعلى علي) خامنئي. لقد اختاروا جلاد طهران"، وفق قوله.

واعتبر أن انتخاب رئيسي "إشارة أخيرة للقوى العظمى بأن عليهم الاستيقاظ، قبل العودة للاتفاق النووي وأن يروا مع من يبرمون الصفقات".

التعليقات