اتهامات لأثيوبيا بـ"خنق" شعب تيغراي

رفضت الحكومة الأثيوبية، الجمعة، الاتهامات بأنها تحاول "خنق شعب تيغراي" من خلال حرمانهم من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات، التي هم في أمس الحاجة إليها، رغم أن خطوط النقل والاتصالات ما تزال مقطوعة عن المنطقة التي تواجه أزمة مجاعة.

اتهامات لأثيوبيا بـ

نقاش حاد في أحد أسواق تيغراي (أ ب)

رفضت الحكومة الأثيوبية، الجمعة، الاتهامات بأنها تحاول "خنق شعب تيغراي" من خلال حرمانهم من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات، التي هم في أمس الحاجة إليها، رغم أن خطوط النقل والاتصالات ما تزال مقطوعة عن المنطقة التي تواجه أزمة مجاعة.

وتحدث وزير الخارجية الأثيوبي، ديميكي ميكونين، إلى الصحافيين بعد يوم من تدمير جسر ضروري للوصول إلى معظم المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن القوات الخاصة من منطقة أمهرة المجاورة هي المسؤولة عن تدمير الجسر. واحتلت سلطات أمهرة غرب تيغراي، وأجبرت مئات الآلاف من عرقية التيغراي على الرحيل.

وقال ديميكي إنّ "التلميح إلى أننا نحاول خنق شعب تيغراي من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام الجوع كسلاح حرب هو أمر فاق الحدود. لا يوجد أي سبب على الإطلاق لدينا للقيام بذلك. هؤلاء هم شعبنا".

وتواجه حكومة أثيوبيا ضغوطا دولية متزايدة مع استمرارها في عزل المنطقة عن بقية العالم. وفي منعطف كبير في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت أثيوبيا وقف إطلاق النار من جانب واحد "لأسباب إنسانية" أثناء انسحابها من تيغراي.

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان، الجمعة، إنّ جسرا رئيسيا ثانيا يؤدي إلى تيغراي تم تدميره يوم الخميس، بينما لم تسمح أثيوبيا برحلات لبرنامج الأغذية العالمي تنقل عمال إغاثة تابعين للأمم المتحدة أو غيرها منذ 22 يونيو/ حزيران.

واستأنف البرنامج الآن عمله في تسليم الأغذية إلى تيغراي بعد توقف عمليات القتال في 24 حزيران/يونيو، لكنه أشار إلى أنه لا تزال هناك "تحديات خطيرة".

وتابع برنامج الأغذية العالمي "ستُزهق الأرواح إذا لم تفُتح طرق الإمداد إلى تيغراي بشكل كامل، واستمرت أطراف النزاع في تعطيل أو تعريض حرية حركة البضائع للخطر". وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة إن الشاحنات محملة وجاهزة لتجديد المخزون الغذائي للبرنامج والذي أوشك على النفاد داخل تيغراي، حيث يحتاج 5.2 مليون شخص إلى مساعدات غذائية طارئة.

وقالت الولايات المتحدة إن ما يصل إلى 900 ألف شخص في تيغراي يواجهون مجاعة في أسوأ أزمة جوع في العالم منذ عقد. وجاء في تحديث إنساني جديد للأمم المتحدة صدر في وقت متأخر من يوم الخميس أن "انقطاع الكهرباء والاتصالات والإنترنت في جميع أنحاء منطقة تيغراي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل".

وقال وزير الخارجية الأثيوبي إنّ الحكومة لديها خارطة طريق للحوار لحل أزمة تيغراي التي من المتوقع أن تشمل "أعضاء عاديين في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الذين يظهرون استعدادهم لاختيار مسار سلمي". لكن قوات تيغراي تسيطر الآن على معظم المنطقة وتطالب أثيوبيا بإعادة الخدمات الأساسية قبل أي محادثات.

وكتب رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على "تويتر"، الجمعة، أنّ "وقف إطلاق النار لا يعني قطع الكهرباء في المنطقة أو تدمير البنية التحتية الحيوية... وقف إطلاق النار الموثوق به يعني القيام بكل شيء ممكن حتى تصل المساعدات إلى ملايين الأطفال والنساء والرجال الذين هم في أمس الحاجة إليها".

وكان الوضع الأمني في تيغراي هادئًا بشكل عام بعد انسحاب القوات الأثيوبية وتلك التابعة لإريتريا المجاورة، الذين اتهمهم شهود عيان بارتكاب بعض أسوأ الفظائع في الحرب.

لم يرد مسؤولون من إريتريا، وهي عدو لقادة تيغراي بعد حرب 1998-2000 على طول حدودهم، على طلبات للتعليق.

التعليقات