اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، مساء اليوم، الخميس، أن اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل حكومة في لبنان يشكل "فصلا مأسويا إضافيا في عجز المسؤولين اللبنانيين"، فيما أعربت الأمم المتحدة، عن أسفها إزاء عدم تمكن القادة اللبنانيين من تشكيل حكومة جديدة.
وقالت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إيري كانيكو، في مؤتمر صحافي عقدته في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، "نعرف أن رئيس الوزراء ( المكلف، الحريري) استقال من مهامه، ونأسف لأن قادة لبنان لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق على تشكيل حكومة جديدة".
وأضافت أنه "نكرر الدعوة للقيادة السياسية في لبنان للاتفاق بسرعة على تشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات العديدة التي تواجه البلاد ".
من جانبه، قال لودريان إن "هذا التدمير الذاتي المستمر شهد للتو فصلا جديدا ولكن لا يزال الوقت متاحا للنهوض مجددا". وتابع قائلا: "هذا مجددا حدث مروع آخر... هناك انعدام تام للقدرة لدى الزعماء اللبنانيين على التوصل لحل للأزمة التي تسببوا فيها".
وأضاف "هذا الأمر يضع المسؤولين السياسيين اللبنانيين أمام مسؤولياتهم"، مبديا أسفه لاتخاذ الحريري قراره قبل أيام من الذكرى الأولى للانفجار المروع في مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس 2020.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن الحريري، اعتذاره عن تشكيل الحكومة بالبلاد بعد نحو 9 أشهر على تكليفه، قائلا عقب لقائه الرئيس ميشال عون إن "موقف رئيس البلاد لم يتغير والتعديلات التي طلبها جوهرية وتطال تسمية الوزراء المسيحيين".
فيما قال بيان للرئاسة اللبنانية تعقيبا على اعتذار الحريري إن الأخير "رفض كل التعديلات المتعلقة بتبديل الوزارات والتوزيع الطائفي لها والأسماء المرتبطة بها".
وعلى مدار نحو 9 أشهر، حالت خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة، لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 آب/ أغسطس 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
وتركزت هذه الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه جماعة "حزب الله"، على "الثلث المعطل"، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.
التعليقات