"فيضانات الموت": 108 قتلى في أوروبا بينهم 93 في ألمانيا

قتل 93 شخصا على الأقل في العواصف الشديدة والفيضانات التي ضربت جزءا من ألمانيا، وفقا لحصيلة جديدة أعدتها السلطات المحلية، اليوم الجمعة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للقتلى في أوروبا إلى 108.

طاقم إنقاذ في ألمانيا (أ ب)

قتل 93 شخصا على الأقل في العواصف الشديدة والفيضانات التي ضربت جزءا من ألمانيا، وفقا لحصيلة جديدة أعدتها السلطات المحلية، اليوم الجمعة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للقتلى في أوروبا إلى 108.

وفي ولاية شمال الراين وستفاليا، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا، بلغ عدد القتلى حتى الآن 43، بعدما كانت الحصيلة 31 في اليوم السابق.

وأحصت السلطات الإقليمية في راينلاند بالاتينات الألمانية صباح اليوم، مقتل 50 شخصا بسبب العواصف التي تضرب البلاد، ما يرفع العدد الإجمالي للقتلى.

ارتفاع حصيلة الضحايا في بلجيكا

وارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات في بلجيكا، اليوم، إلى 14 قتيلا؛ جراء هطول الأمطار الغزيرة في مناطق متفرقة من البلاد.

وذكرت قناة " RTBF" البلجيكية أن "الفيضانات أودت بحياة 14 شخصا على الأقل في البلاد"، موضحة أن "مياه الفيضانات تغمر العديد من المناطق، وعلى وجه الخصوص وسط مدينة "ويفر" في وادي" دايل" .

(أ ب)

وأكدت أن "معظم السكك الحديدية تحتاج لأسابيع حتى تعود لوضعها الطبيعي، لاسيما في منطقة "والون". فيما لا يزال الوضع معقدًا على الكثير من الطرقات، بحسب المصدر نفسه.

وأضافت " RTBF" أنه "تم فرض حظر تجول مساء أمس، في بلدية فيرفيرز التابعة لمقاطعة ولياج لوضع حد لأعمال النهب التي رافقت فوضى الفيضانات". كما بقي أكثر من 21 ألف شخص بدون كهرباء صباح اليوم في إقليم "والونيا".

نحو 1300 شخص في عداد المفقودين

في السياق، أعلنت السلطات المحلية في مقاطعة أرفايلر، غربي البلاد، عن فقدان نحو 1300 شخص جراء الفيضانات في المنطقة.

وقالت إدارة المقاطعة في بيان، أمس الخميس، إنه في محيط مدينة باد نوينار أرفايلر وحدها، جرت نحو ألف عملية إغاثة.

(أ ب)

وأضافت السلطات أنه "بسبب الوضع المعقد الناجم عن الدمار الحاصل، يعتبر التقييم النهائي للوضع مستحيلا".

ولا تزال بعض المدن مقطوعة عن باقي البلاد، بسبب غرق الطرق وتدمير الجسور فيما تستمر عمليات إجلاء السكان من بعض المناطق غربي البلاد، بينما تم إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق الأخرى.

وضربت الفيضانات المفاجئة أجزاء من ولايتي راينلاند- بالاتينات، وشمال الراين-وستفاليا، وهما أكثر الولايات الألمانية اكتظاظا بالسكان، مما أدى إلى تحويل الشوارع إلى أنهار، وانهيار المنازل.

وأعلنت حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا، حالة الطوارئ، وحثت الناس على تجنب المكوث في المنطقة.

ميركل من واشنطن: خشية من عدم تقدير حجم الكارثة

وأعربت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، من واشنطن، حيث التقت الرئيس الأميركي، جو بايدن عن خشيتها "من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة".

(أ ب)

وقالت ميركل للصحافيين في واشنطن: "قلبي مع كل الأشخاص الذين فقدوا أحباء لهم في هذه الكارثة والقلقين بشأن مصير أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين".

وذكرت أن حكومتها لن تترك المتضررين "وحدهم في معاناتهم"، مضيفة أنها "تبذل قصارى جهدها لمساعدتهم في محنتهم".

"فيضانات الموت"... سيستمر عدد الضحايا في الارتفاع

وعنونت صحيفة "بيلد" اليومية الأكثر قراءة في ألمانيا صفحتها الأولى بعبارة: "فيضانات الموت" بعد هطول أمطار غزيرة في مناطق عدة، تسببت بأضرار مادية وزرعت رعبا بين السكان الذين فوجئوا بالفيضانات.

وأحصت بلجيكا المجاورة تسعة قتلى على الأقل فيما تضررت لوكسمبورغ وهولندا بشدة جراء السيول، وقد أجلي الآلاف في مدينة ماستريخت.

(أ ب)

لكن حصيلة القتلى في ألمانيا كانت الأعلى وقد بلغت 81 ومن المرجح أن ترتفع مع بقاء أعداد كبيرة من الأشخاص في عداد المفقودين في ولايتي شمال الراين- وستفاليا وراينلاند بالاتينات، الأكثر تضررا.

وفي منطقة آرفايلر المدمرة في راينلاند بالاتينات، التي فقد فيها نحو 1300 شخص، ذكرت السلطات المحلية، أن هذا العدد الكبير يعود على الأرجح إلى تضرر شبكات الهاتف وبالتالي عدم القدرة على التواصل مع كثر.

وقال وزير الداخلية الإقليمي، روجر لوفنتز لإذاعة "إي دبليو آر":"نعتقد أنه ما زال هناك 40 أو 50 أو 60 شخصا في عداد المفقودين، وعندما لا تعرف أي شيء عن أشخاص لفترة طويلة... عليك أن تخشى الأسوأ".

وأضاف أنه "على الأرجح سيستمر عدد الضحايا في الارتفاع في الأيام المقبلة".

كذلك، من المتوقع استمرار هطول الأمطار في أجزاء من غرب البلاد حيث يرتفع منسوب المياه في نهر الراين وروافده بشكل خطير.

ونُشر نحو ألف جندي للمساعدة في عمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض في البلدات والقرى المتضررة.

ويمكن مشاهدة شوارع ومنازل غارقة تحت المياه وسيارات منقلبة وأشجارا مقتلعة في كل المواقع التي أتت عليها الفيضانات، فيما عزلت بعض المناطق عن العالم الخارجي.

وفي آرفايلر، انهارت العديد من المنازل بشكل كامل، ما ترك انطباعا بأن موجة تسونامي ضربت المدينة.

أما في بلجيكا، فما زال أربعة أشخاص في عداد المفقودين وقد أرسل الجيش إلى أربع مقاطعات من أصل 10 في البلاد للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإجلاء.

ومع غرق المنازل بالمياه منذ الأربعاء، نقل أشخاص من منتجع سبا موقتا إلى خيام.

(أ ب)

وقال رئيس فالونيا، إليو دي روبو إن نهر الموز المتضخم "سيشكل خطرا على لييج"، وهي مدينة مجاورة يقطنها 200 ألف شخص.

وأعادت العواصف ظاهرة تغير المناخ إلى قلب الحملة الانتخابية في ألمانيا قبل الانتخابات المقررة في 26 أيلول/ سبتمبر، والتي ستنهي 16 عاما من وجود ميركل في السلطة.

وقال وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، إن ألمانيا "يجب أن تستعد بشكل أفضل" في المستقبل، مضيفا أن "هذا الطقس المتطرف هو نتيجة لتغير المناخ".

ونظرا إلى أن الغلاف الجوي الذي أصبح أكثر دفئا يحبس المزيد من المياه، فإن تغير المناخ يزيد من وتيرة وشدة الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة.

وفي المناطق الحضرية التي تضم نظام صرف صحي سيّئا ومبان واقعة في مناطق عرضة للفيضانات، قد يكون الضرر كبيرا.

(أ ب)

وقد سارع المرشحون إلى إثارة مسألة المناخ وإطلاق الوعود بشأن المناخ بعد الفيضانات.

ودعا رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، أرمين لاشيت، المحافظ الذي سيخلف ميركل، إلى "تسريع" الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، مشددا على الصلة بين تغير المناخ والظواهر المناخية القصوى.

التعليقات