على وقع تهديدات أميركا: عهد رئيسي يبدأ بإيران

تأتي مراسيم تنصيب رئيسي خلفا لحسن روحاني، على وقع التهديدات الأميركية برد جماعي تنسقه واشنطن مع حلفائها، وذلك على خلفية المزاعم التي تتهم طهران بأنها شنت الهجوم على السفينة الإسرائيلية في بحر عُمان الجمعة الماضي.

على وقع تهديدات أميركا: عهد رئيسي يبدأ بإيران

إبراهيم رئيسي ينصب رئيسا لإيران (أ.ب)

ينصب المحافظ إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء، رسميا رئيسا للجمهورية في إيران، في مهمة يواجه منذ مطلعها تحديات أزمة اقتصادية وتجاذبا مع الغرب لا سيما بشأن العقوبات الأميركية والمباحثات النووية.

وتأتي مراسيم تنصيب رئيسي خلفا لحسن روحاني، على وقع التهديدات الأميركية برد جماعي تنسقه واشنطن مع حلفائها، وذلك على خلفية المزاعم التي تتهم طهران بأنها شنت الهجوم على السفينة الإسرائيلية في بحر عُمان الجمعة الماضي.

وسيخلف رئيسي حسن روحاني الذي شغل ولايتين متتاليتين في منصب الرئاسة، وشهد عهده سياسة انفتاح نسبي على الغرب، كانت أبرز محطاتها إبرام اتفاق فيينا 2015 بشأن البرنامج النووي مع ست قوى كبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا، وألمانيا).

وينصب رئيسي خلال مراسم يصادق فيها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي على "حكم رئاسة الجمهورية" وفوز الرئيس السابق للسلطة القضائية بانتخابات حزيران/يونيو، التي شهدت نسبة مشاركة كانت الأدنى في اقتراع رئاسي منذ تأسيس الجمهورية عام 1979.

وتقام المراسم في مجمع الهيئات المرتبطة بمكتب المرشد وسط طهران وتتخللها كلمة للرئيس الجديد للجمهورية يليها خطاب لخامنئي.

والخميس، سيؤدي رئيسي (60 عاما) اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى الذي يهمين عليه المحافظون، في خطوة يتبعها تقديم أسماء مرشحيه للمناصب الوزارية من أجل نيل ثقة النواب على تسميتهم.

ونال رئيسي نحو 62 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات التي خاضها، بغياب أي منافس جدي بعد استبعاد ترشيحات شخصيات بارزة.

ومن المتوقع أن يتيح توليه رئاسة الجمهورية، وتاليا السلطة التنفيذية، للتيار السياسي المحافظ بتعزيز نفوذه في هيئات الحكم، بعد الفوز الذي حققه في الانتخابات التشريعية لعام 2020.

وأبدى رئيسي في تصريحات أوردها مكتبه، "أملا كبيرا بمستقبل البلاد"، مشددا على أنه "من الممكن والمتاح تخطي الصعوبات والقيود الحالية".

وستكون معالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية العائدة بشكل أساسي للعقوبات، والتي زادت من تبعاتها جائحة كوفيد-19، المهمة الأولى لرئيسي الذي رفع خلال انتخابات 2021، كما في 2017 حين خسر أمام روحاني، شعارَي الدفاع عن الطبقات المهمّشة ومكافحة الفساد.

إلى ذلك، اتهمت إسرائيل وأميركا وبريطانيا طهران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف فجر الجمعة الماضي ناقلة نفط تشغلها شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل اثنين من طاقم السفينة؛ أحدهما بريطاني والثاني روماني.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إفادة صحفية إن "السلوك الإيراني يهدد حرية الملاحة الدولية"، وإن بلاده تنسق مع شركائها وحلفائها، وسترد بشكل مشترك مع بريطانيا وإسرائيل ورومانيا".

ونفت إيران مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنها "ترفض هذه الاتهامات وتعتبرها واهية ولا أساس لها". وطلبت من السفير الروماني أن يبلغ احتجاج طهران واستياءها الشديد إلى سلطات بلاده.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن بلاده "لن تتردد في الدفاع عن أمنها ومصالحها، وسترد على أي مغامرة محتملة فورا وبقوة".

وأضاف سعيد خطيب زاده أن المزاعم بشأن ضلوع طهران في الهجوم على الناقلة الإسرائيلية "استفزازية ولا أساس لها من الصحة".

التعليقات