"طالبان" تسيطر على عاصمة ولاية سابعة في أفغانستان وتواصل التقدم شمالا

أعلنت حركة "طالبان"، اليوم الثلاثاء، سيطرتها على مدينة فراه، مركز إقليم فراه في غربي أفغانستان، بعد معارك مع القوات الحكومية، فيما أعلن الجيش الأفغاني التصدي لهجوم كبير للحركة على مدينة مزار شريف، مركز إقليم بلخ شمالي البلاد.

(أ ب)

أعلنت حركة "طالبان"، اليوم الثلاثاء، سيطرتها على مدينة فراه، مركز إقليم فراه في غربي أفغانستان، بعد معارك مع القوات الحكومية، فيما أعلن الجيش الأفغاني التصدي لهجوم كبير للحركة على مدينة مزار شريف، مركز إقليم بلخ شمالي البلاد.

وباتت "طالبان" التي تتقدم بسرعة، تسيطر على سبع من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34، بينهما خمس من عواصم الولايات التسع في الشمال فيما القتال مستمر في العواصم الأربع الأخرى؛ وذلك في ظل سعي الحركة إلى تعزيز سيطرتها على شمال البلاد، الذي يفر منه المدنيون بأعداد كبيرة على وقع تقدم مقاتلي "طالبان" المتواصل.

ومنذ الجمعة، استولت "طالبان" على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران، وعلى شبرغان معقل زعيم الحرب عبد الرشيد دوستم، وعلى قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك على ثلاث عواصم هي ساري بول وتالقان وإيبك.

وقالت عضو مجلس ولاية فراه، شهلا أبوبار: "دخل عناصر طالبان بعد ظهر اليوم مدينة فراه بعد قتال استمر لمدة وجيزة مع قوات الأمن. سيطروا على مكتب حاكم الولاية ومقر الشرطة".

وقال الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على "تويتر" في وقت سابق اليوم، إن مسلحي الحركة "دخلوا إلى مدينة فراه بعد السيطرة على عدة مواقع أمنية في أطراف المدينة".

وأكد مجاهد أن مسلحي الحركة وصلوا إلى مقر الأمن ومركز الاستخبارات، فيما تستمر العمليات فيهما، مؤكدا أن مسلحي "طالبان" في تقدم متواصل.

ولم تعلق الحكومة الأفغانية حتى الآن على هذا التطور.

وكانت "طالبان" قد أعلنت، صباح اليوم، تقدم مسلحيها صوب مدينة مزار شريف الإستراتيجية، بعد السيطرة على 19 موقعًا أمنيًا، ووصول مسلحيها إلى دوار كود برك.

وقال مجاهد، في تغريدة له صباح اليوم، إن "مسلحي الحركة تقدموا صوب المدينة بعد مقتل وإصابة 30 من عناصر الجيش، والسيطرة على تسع مدرعات"، بينما لم يصب أي مقاتل من طالبان بأذى"، على حد قوله.

في المقابل، ذكر الجيش الأفغاني أن قواته "تمكنت من التصدي لهجوم "طالبان" على مدينة مزار شريف".

وقال بيان صادر عن "فيلق شاهين" التابع للجيش، إن قوات الجيش "تصدت لهجوم ‘طالبان‘ على مدينة مزار شريف، بعدما كبدتها خسائر كبيرة في الأرواح".

ويتواصل زحف "طالبان" على مدينتي فراه ومزار شريف في وقت تشهد مدينة لشكر كاه، مركز إقليم هلمند، مواجهات عنيفة بين الطرفين، وسط قصف عنيف من قبل الطائرات الحربية الأفغانية.

ولم تدلِ الحكومة ولا "طالبان" بأي تصريحات حيال الوضع الأمني في هلمند والمعارك الدائرة بينهما هناك؛ فيما ينصب اهتمام الطرفين على المناطق الشمالية في أفغانستان.

ويبدو أن الحركة لا تفكر في إبطاء الوتيرة السريعة لتقدمها في الشمال، حيث ضيقت الخناق على مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ. وفي حال سقطت، تخرج هذه المنطقة عن سيطرة الحكومة بالكامل.

ولطالما اعتُبر شمال أفغانستان معقلًا للمعارضة في وجه "طالبان"، فهناك واجه عناصر الحركة أقوى مقاومة عندما وصلوا إلى السلطة في تسعينات القرن الماضي.

في غضون ذلك، أعلن "الصليب الأحمر" الدولي أنه خلال الأيام العشرة الماضية أصيب أكير من 4 آلاف مواطن أفغاني بجراح من جراء المعارك الدائرة بين الطرفين.

وأضافت المنظمة أنه منذ بداية شهر آب/ أغسطس حتى الآن، تمكن 15 مركزًا صحيًا تابعًا لها من معالجة 4,042 شخصًا كلهم أصيبوا بجراح من جراء المعارك وأعمال العنف.

التعليقات