حكومة رئيسي.. هيمنة للمحافظين وعبد اللهيان للخارجية

وفيما لم تضم التشكيلة المقترحة أي امرأة، فقد رشح رئيسي رستم قاسمي لوزارة الطرق وبناء المدن وهو الذي عمل كمستشار لقائد فيلق القدس، إلى جانب ضابطين سابقين آخرين في الحرس هما وزير الداخلية أحمد وحيدي والسياحة عزت الله ضرغامي.

حكومة رئيسي.. هيمنة للمحافظين وعبد اللهيان للخارجية

الرئيس الإيراني يقدم مرشحيه للمناصب الوزارية (أ.ب)

تناقش المؤسسة التشريعية الإيرانية تشكيلة الحكومة التي قدمها، الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، كما ستناقش أهلية الوزراء المقترحين لمنحهم الثقة من عدمه في غضون أسبوعين.

وعلى التشكيلة الحكومية لرئيسي أسماء محسوبة على تيار المحافظين، لعل أبرزهم حسين أمير عبد اللهيان المرشح لتولي وزارة الخارجية.

وفيما لم تضم التشكيلة المقترحة أي امرأة، فقد رشح رئيسي رستم قاسمي لوزارة الطرق وبناء المدن وهو الذي عمل كمستشار لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري، إلى جانب ضابطين سابقين آخرين في الحرس هما وزير الداخلية أحمد وحيدي والسياحة عزت الله ضرغامي.

ويأتي ترشيح الدبلوماسي عبد اللهيان في وقت تخوض طهران مع القوى الكبرى مباحثات لإعادة بعث الاتفاق حول برنامجها النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018.

ولم تضم التشكيلة المقترحة وفق الأسماء التي نشرها الحساب الرسمي للحكومة على "تويتر"، أي امرأة. ومن المتوقع أن يعلن مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون، اللائحة، السبت المقبل، قبل أن يشرع في إجراءات منح أعضائها الثقة لتعيينهم بشكل رسمي.

وخلف المحافظ رئيسي المعتدل حسن روحاني الذي اعتمد سياسة "انفتاح نسبي" على الغرب، كانت أبرز نتائجها إبرام اتفاق مع ست قوى كبرى بشأن برنامج طهران النووي عام 2015.

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات مفروضة على إيران مقابل الحد من أنشطتها النووية، لكن مفاعيله باتت شبه لاغية مذ قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه وإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران. وستكون من أولى مهام حكومة رئيسي، ومن ضمنها وزارة الخارجية، استكمال مباحثات فيينا التي تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

من هو عبد اللهيان؟

وصف التلفزيون الرسمي الإيراني عبد اللهيان (56 عاما) بـ"دبلوماسي مرموق لمحور المقاومة"، في إشارة إلى طهران وحلفائها في المنطقة. ويتمتع عبد اللهيان، وفق وسائل إعلام إيرانية، بعلاقات وثيقة مع حلفاء لإيران مثل سورية وحزب الله اللبناني وفصائل عراقية. كما سبق له أن نشر مقالات عن السياسة الخارجية على الموقع الإلكتروني للمرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي.

وأدى عبد اللهيان مهمات دبلوماسية مرتبطة بالجوار الإيراني. وكان عضوا أساسيا في الوفد الذي أجرى مباحثات مع مسؤولين أميركيين في بغداد في 2007، تتعلق بالوضع الأمني في العراق بعد الغزو الأميركي. وعلق على تلك المباحثات على تويتر في 2018 قائلا "التفاوض مع الولايات المتحدة لم يكن يوما أمرا محظورا"، بل المشكلة هي "التنمر الأميركي".

وأجرت طهران والقوى الكبرى ست جولات مباحثات في فيينا بشأن الاتفاق النووي في نيسان/أبريل وحزيران/يونيو، دون تحديد موعد لجولة جديدة. وأكد مسؤولون إيرانيون أن استئنافها يرتبط بتولي الحكومة الجديدة مهامها، فيما أشار مسؤول أوروبي إلى احتمال أن يتم ذلك في أوائل أيلول/سبتمبر المقبل.

عبد اللهيان ودول الخليج

ويعد المرشح لمنصب وزير الخارجية، والحاصل على دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران، من المطلعين على شؤون منطقة الخليج، وسبق أن شغل منصب سفير إيران في البحرين بين العامين 2007 و2010.

ومنذ 2011، تولى عبد اللهيان منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وبقي في المنصب مع وزيرين مختلفين هما علي أكبر صالحي (في الحكومة الثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد)، ومحمد جواد ظريف (في حكومة روحاني الأولى). لكن عبد اللهيان استبعد من المنصب في 2016 من قبل الوزير الحالي ظريف، في خطوة لقيت انتقادات واسعة من التيار المحافظ حيال روحاني ووزير خارجيته.

بعد ذلك، رفض تولي منصب سفير في سلطنة عمان، وفق وكالة "إسنا"، وانتقل للعمل في الأعوام الماضية كمعاون خاص لرئيس مجلس الشورى (البرلمان) للشؤون الدولية.

ضابطان سابقان في الحرس

وعلى صعيد المناصب الوزارية البارزة الأخرى، رشح رئيسي جواد أوجي لوزارة النفط، علما بأنه سبق له أن شغل منصب نائب للوزير، ويتولى حاليا الإدارة التنفيذية لشركة الغاز الوطنية. أما وزير النفط السابق رستم قاسمي، فطرح اسمه لوزارة الطرق وبناء المدن.

وعمل قاسمي، الذي تقدم بترشيحه للانتخابات الرئاسية في 2021، كمستشار الشؤون الاقتصادية لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري.

ومثل قاسمي، ضمت التشكيلة الحكومية ضابطين سابقين آخرين في الحرس على لائحة العقوبات الأمريكية، هما وزير الداخلية أحمد وحيدي والسياحة عزت الله ضرغامي.

التعليقات