"طالبان انتصرت"... الحركة تحكم سيطرتها على كابُل

انتشر مقاتلو حركة "طالبان" في العاصمة الأفغانية كابُل، وسيطروا على القصر الرئاسي ومطار المدينة العسكري، وذلك بعد فرار قوات الأمن؛ فيما أكد مسؤول في "طالبان" أن الحركة ستعلن "قريبا" الإمارة الإسلامية من القصر الرئاسي في كابُل.

قادة في حركة "طالبان" يسيطرون على القصر الرئاسي في كابُل (تصوير شاشة)

انتشر مقاتلو حركة "طالبان" في العاصمة الأفغانية كابُل، وسيطروا على القصر الرئاسي ومطار المدينة العسكري، وذلك بعد فرار قوات الأمن؛ فيما أكد مسؤول في "طالبان" أن الحركة ستعلن "قريبا" الإمارة الإسلامية من القصر الرئاسي في كابُل.

وتستعدّ الحركة الإسلامية المتشددة للعودة إلى السلطة، بعد عشرين عامًا على طردها من الحكم من جانب تحالف بقيادة الولايات المتحدة، بسبب رفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.

من جانبه، أعلن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، مساء الأحد، أنه فر من بلاده لتفادي "إراقة الدماء"، مع إقراره بأن "طالبان انتصرت". وأبدى غني ثقته بأن "عددا كبيرا من المواطنين كانوا سيقتلون وأن كابل كانت ستدمر" لو بقي في أفغانستان.

وأضاف في رسالة عبر "فيسبوك": "انتصرت طالبان (...) وهي مسؤولة الآن عن شرف الحفاظ على بلادها". وتابع "إنهم يواجهون حاليا تحديا تاريخيا جديدا. إما أن يحافظوا على اسم وشرف أفغانستان وإما أن يعطوا الأولوية لأمكنة أخرى وشبكات أخرى".

ولم يحدد غني مكان وجوده، لكن مجموعة "أفغان تولو" الإعلامية ذكرت أنه توجه إلى طاجيكستان.

ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية عن مسؤول في "طالبان" (لم تسمّه) قوله إن "الحركة ستعلن قريبا "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابل.

ودخل مقاتلو طالبان العاصمة الأفغانية، الأحد، بعد هجوم واسع النطاق. وأكد مسؤولون في الحركة أن مسلحيها سيطروا على القصر الرئاسي، فيما تبث قناة "الجزيرة" لقطات لمقاتلي طالبان من القصر الرئاسي في العاصمة كابُل.

وأظهرت مشاهد متلفزة، عشرات من مقاتلي حركة طالبان يسيطرون على القصر الرئاسي في كابل ويحتفلون بانتصارهم على الحكومة الأفغانية؛ وقال أحد عناصر الحركة لقناة "الجزيرة" إن "بلادنا تحررت والمجاهدون انتصروا في أفغانستان".

وبعد وصول مسؤولي اللجنة العسكرية لطالبان إلى القصر الرئاسي في كابل، أعلنت الحركة عفوا عاما، وطمأن المتحدث باسم "طالبان"، سهيل شاهين، المواطنين في أفغانستان - وخاصة في العاصمة كابل - بأن ممتلكاتهم وحياتهم آمنة.

من جانبه، قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إنه لا خطر يهدد السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في العاصمة الأفغانية؛ فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين في طالبان قولهما إنه لن تكون هناك حكومة انتقالية في أفغانستان، وإن الحركة تتوقع تسليما كاملا للسلطة.

وأكد شاهين على ضرورة تسليم العاصمة كابل والسلطة إلى "إمارة أفغانستان الإسلامية"، قائلا "سيكون لدينا حكومة إسلامية أفغانية شاملة في المستقبل"، فيما قال الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، إنه "بعد مغادرة أشرف غني والمسؤولين ومنعا لحدوث فوضى، تشكلت لجنة لنقل السلطة سلميا".

ولفت إلى أن اللجنة مؤلفة من عبد الله عبد الله وحامد كرزاي وقلب الدين حكمتيار.

وثمة خشية كبيرة من فراغ أمني في كابول بعدما تخلى آلاف من عناصر الشرطة والعسكريين عن مواقعهم وأسلحتهم. ومساء الأحد، أعلن المتحدث باسم طالبان، مجاهد، عبر "تويتر" أن "وحدات عسكرية من إمارة أفغانستان الإسلامية دخلت مدينة كابول لضمان الأمن فيها"، مضيفا أن "تقدمهم يتواصل في شكل طبيعي".

وأوضح مجاهد أن الحركة ترغب في بسط سيطرتها على العاصمة بشكل سلمي، وأنها لا تستخدم القوة لتحقيق هذا الهدف. وأكد أن عناصر الحركة سيتولون فرض الأمن في كابل لمنع وقوع أي حالات نهب وسرقة، مؤكدا عدم المساس بمنازل المدنيين.

بدوره، أكد وزير الداخلية الأفغاني، عبد الستار ميرزا كوال، الذي دعا الأفغان إلى "عدم القلق"، أن "انتقالاً سلميَا للسلطة إلى حكومة انتقالية" سيجري.

جلسة طارئة لمجلس الأمن

ويعقد مجلس الأمن الدولي، الإثنين، جلسة طارئة بشأن الوضع في أفغانستان، بحسب ما جاء في صادر عن بعثة الهند لدي الأمم المتحدة، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن خلال آب/ أغسطس الجاري، عقب ساعات من إعلان حركة طالبان بدء سيطرتها على كابل.

وأوضحت البعثة أن الجلسة ستعقد الساعة العاشرة صباح الإثنين بالتوقيت المحلي لمدينة نيويورك.

وفي وقت سابق الأحد، قالت مصادر دبلوماسية أممية إن "الجلسة ستعقد في أقرب وقت ممكن، بناء على طلب تقدمت به النرويج وإستونيا".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طالبان وجميع الأطراف الأفغانيّة الأخرى إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس"، بعد ساعات على دخول مقاتلي الحركة إلى كابل.

وقالت الأمم المتحدة في بيان إنّ "الأمين العام قلق خصوصًا حيال مستقبل النساء والفتيات اللواتي يجب حماية حقوقهنّ المكتسبة بصعوبة". وأشارت إلى أنّه من المقرّر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا الإثنين لمناقشة الوضع في أفغانستان.

واشنطن تجلي رعاياها

في هذا الوقت، باشرت الولايات المتحدة إجلاء دبلوماسييها والمدنيين الأفغان الذين عملوا معها ويخشون على حياتهم إلى مطار كابل، أي نحو ثلاثين ألف شخص يتولى خمسة آلاف جندي أميركي حمايتهم.

وأعلن مسؤول في البنتاغون، الأحد، أن "مئات" من موظفي السفارة الأميركية في كابل غادروا افغانستان. وأوضح المسؤول لوكالة "فرانس برس"، رافضا كشف هويته، أن مطار كابل الدولي يبقى مفتوحا للرحلات التجارية.

وأشارت السفارة الأميركية إلى تلقيها "معلومات عن إطلاق نار في المطار" من دون تأكيد ذلك.

وواصلت مروحيات أميركية التحليق بدون توقف بين المطار ومقر السفارة الأميركية الواقع في "المنطقة الخضراء" المحصنة وسط العاصمة.

ونشرت واشنطن آلافا من الجنود الأميركيين في مطار كابول لتأمين عمليات الاجلاء.

وقرر الرئيس الأميركي إرسال ألف جندي إضافي إلى كابل لتأمين عمليات إجلاء آلاف المدنيين الأميركيين والأفغان، على ما أفاد مسؤول في البنتاغون.

وأوضح المسؤول أن ستة آلاف جندي سيصلون إلى العامصة الأفغانية "في الأيام المقبلة"، في وقت انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد ذعر في مطار كابل.

من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف يساعد في تأمين المطار الذي يتوجه إليها الغربيون والأفغان لمغادرة افغانستان.

ودافع الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن قراره وضع حد لحرب استمرت عشرين عاما في هذا البلد. وقال: "أنا الرئيس الرابع الذي يحكم مع انتشار عسكري أميركي في أفغانستان (...) لا أريد أن أنقل هذه الحرب إلى رئيس خامس".

التعليقات