زلزال هايتي: 304 قتلى على الأقل ومئات العالقين تحت الأنقاض

ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7,2 درجات هايتي، السبت، قرابة الساعة 8,30 صباحا، على بعد 12 كلم من مدينة سان لوي دو سود التي تبعد بدورها 160 كلم من العاصمة بور أو برنس، وفق المركز الأميركي لرصد الزلازل.

زلزال هايتي: 304 قتلى على الأقل ومئات العالقين تحت الأنقاض

انتشال الضحايا العالقين تحت الأنقاض (أ.ب)

قتل 304 على الأقل ووقعت أضرار جسيمة جراء زلزال قوي ضرب هايتي، السبت، وأعاد إلى الأذهان الذكريات المؤلمة لزلزال 2010 المدمر، بحسب ما أعلنت الحماية المدنية، اليوم الأحد.

وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7,2 درجات هايتي، السبت، قرابة الساعة 8,30 صباحا، على بعد 12 كلم من مدينة سان لوي دو سود التي تبعد بدورها 160 كلم من العاصمة بور أو برنس، وفق المركز الأميركي لرصد الزلازل.

وأدى الزلزال إلى انهيار كنائس ومحال ومنازل ومبان علق المئات تحت أنقاضها.

ويسارع السكان إلى انتشال الضحايا العالقين تحت الأنقاض، غالبا من دون تجهيزات خاصة، في جهود أشادت بها الحماية المدنية.

وقالت هذه الإدارة إن "عمليات التدخل الأولى اتاحت سحب كثيرين من تحت الأنقاض، فيما تواصل المستشفيات استقبال جرحى".

وأعلنت الحماية المدنية عبر تويتر أن حصيلة ضحايا الزلزال ارتفعت إلى "227 قتيلا بينهم 158 في الجنوب، إضافة إلى مئات الجرحى والمفقودين"، بعدما كانت قد أعلنت في حصيلة سابقة عن 29 قتيلا.

وصرح مدير الحماية المدنية جيري شاندلر، أن ثلاثة مراكز استشفاء في بيستيل وكوراي وروزو، بلغت أقصى قدراتها الاستيعابية.

وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري أن "الحكومة أقرت حال الطوارئ لمدة شهر عقب وقوع هذه الكارثة"، داعيا السكان إلى "التحلي بروح التضامن" وعدم الاستسلام للذعر.

ويتوجه رئيس الوزراء على رأس وفد من المسؤولين المعنيين إلى المكان بهدف "تقييم الوضع في مجمله".

وفي واشنطن، عرض الرئيس جو بايدن مساعدة الولايات المتحدة، معلنا في بيان "لقد أحزنني الزلزال المدمّر الذي ضرب سان لوي دو سود في هايتي"، مشددا على إعداد "استجابة أميركية فورية" من أجل "تقييم الأضرار" ومساعدة المصابين.

وكان مسؤول في البيت الأبيض لم يشأ كشف هويته للصحافيين قال إن بايدن "أجاز استجابة أميركية فورية، وكلف مديرة الوكالة الأميركية للمساعدة الدولية (يو إس ايد) سامانتا باورز، تنسيق هذا الجهد".

عند الساحل الجنوبي لهايتي، انهار فندق "لو منغييه" المتعدد الطبقات بالكامل في لاس-كايس، ثالث أكبر مدينة في البلاد.

وانتشِلت جثة مالك الفندق العضو السابق في مجلس الشيوخ بهايتي، غابرييل فورتوني، من تحت الأنقاض بحسب شهود. وأكد رئيس الوزراء وفاته في وقت لاحق.

وشعر سكان مجمل البلاد بالزلزال. وتعرضت مدينة جيريمي التي يقطنها أكثر من مئتي ألف نسمة عند الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة، لأضرار كبيرة في وسطها المكون بصورة أساسية من منازل ذات طبقة واحدة.

وقال جوب جوزيف أحد سكان جيريمي "سقط سقف الكاتدرائية. الشارع الرئيسي مغلق، هنا يتركز كل نشاط المدينة الاقتصادي".

وأورد تاماس جان بيار "لقد جن الناس. الأهل حملوا أبناءهم وغادروا المدينة بعد انتشار شائعات عن تسونامي".

وكان المركز الأميركي للجيوفيزياء أصدر تحذيرا من تسونامي إثر الزلزال سرعان ما ألغاه.

ومدينة جيريمي الشهيرة باسم مدينة الشعراء، معزولة نسبيا عن البلاد كون الطريق الوطنية التي تعبر الجزيرة لم تنجز بعد.

وقالت كريستيلا سان هيلير التي تقطن قرب مركز الزلزال "كنت داخل منزلي عندما بدأ يهتز، كنت قرب النافذة ورأيت كل الأشياء تتساقط".

وأضافت "سقطت قطعة من الحائط على ظهري، لكني لم أصب بجروح خطرة"، مشيرة إلى أن "منازل عدة دمرت بالكامل".

ولا يزال البلد الأفقر في القارة الأميركية يستذكر زلزال 12 كانون الثاني/يناير 2010 ، الذي دمر العاصمة والعديد من المدن.

وقضى يومها أكثر من 200 ألف شخص وأصيب أكثر من 300 ألف آخرين، فضلا عن تشريد مليون ونصف مليون من السكان.

وبعد أكثر من عشر سنوات على هذا الزلزال المدمر، لم تتمكن هايتي الغارقة في أزمة اجتماعية سياسية حادة، من مواجهة تحدي إعادة الإعمار.

التعليقات