"طالبان" تشرع بمشاورات لتشكيل حكومة وتطلق سراح المعتقلين السياسيين

اجتمع قادة سياسيون أفغان بزعماء بارزين في حركة "طالبان"، اليوم الأربعاء، في العاصمة كابُل، في اجتماع تحضيري، في سياق سعي طالبان لتشكيل حكومة، وتمهيدا لنقل السلطة إلى مسؤولي الحركة التي سيطرت على البلاد بعد 20 عامًا من هزيمتها على يد القوات الأميركية.

حقاني يجتمع بعبد الله وكرزاي (أ ب)

اجتمع قادة سياسيون أفغان بزعماء بارزين في حركة "طالبان"، اليوم الأربعاء، في العاصمة كابُل، في اجتماع تحضيري، في سياق سعي طالبان لتشكيل حكومة، وتمهيدا لنقل السلطة إلى مسؤولي الحركة التي سيطرت على البلاد بعد 20 عامًا من هزيمتها على يد القوات الأميركية.

وذكرت مصادر أفغانية، أن عضو المكتب السياسي لـ"طالبان"، أنس حقاني، وأعضاء آخرين في الحركة، اجتمعوا مع الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، عبد الله عبد الله، في كابل.

ونقلت قناة "طلوع نيوز" عن المصادر (لم تسمها)، أن الاجتماع عقد في منزل عبد الله، مشيرة إلى أن التفاصيل حول ما تمت مناقشته في الاجتماع لم تتوافر بعد.

من جانبها، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" أن اجتماع كرزاي وعبد الله بحقاني كان "تحضيريا"، "للإعداد لمفاوضات نهائية مع الملا عبد الغني برادر"، قائد طالبان ورئيس مكتبها السياسي، بحسب ما نقلت الوكالة الأميركية عن متحدث باسم كرزاي.

وفي وقت سابق الأربعاء، أكد عضو المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة، مولوي خير الله خيرخوه، والموجود حاليًا بمدينة قندهار الأفغانية، أن نائب زعيم الحركة الملا عبد الغني برادر، و8 أعضاء آخرين من طالبان وصلوا إلى قندهار، الثلاثاء، قادمين من قطر.

وقال خيرخوه: "لم نعد نرى أحدًا كأعداء لنا".

وفي سياق المساعي لتشكيل نظام يقود أفغانستان في الفترة المقبلة، عقد رئيس المكتب السياسي لطالبان، برادر، اجتماعات مع زعماء القبائل وعلماء الدين في قندهار. وقال مسؤول في الحركة إن قادة طالبان لن يظلوا خلف جدار من السرية والتخفي، وأشار إلى أنهم يتحاورون مع مسؤولي الحكومة السابقين لضمان شعورهم بالأمان.

وقررت طالبان، اليوم، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في مختلف ولايات البلاد، وجاء في بيان للحركة على "تويتر" أنه "بناء على قرار العفو العام الصادر من قبل زعيم الإمارة الإسلامية سماحة أمير المؤمنين شيخ الحديث هبة الله آخوند زاده - حفظه الله - فإنه يُحكم بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من جميع سجون البلد".

وأضاف البيان "لذا على جميع حكام الولايات - من الغد - إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين (كبارا وصغارا) من دون أي قيد أو شرط، وتسليمهم إلى أسرهم".

والثلاثاء، أكدت "طالبان" أنها تسعى إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، وتعهدت الحركة بتشكيل "حكومة إسلامية شاملة"، على الرغم من أن بعض المشككين أشاروا إلى سجلها السابق من عدم التسامح مع من يعارضون تفسيرها المتشدد لتعاليم الإسلام.

طالبان لا تستطيع الوصول إلى احتياطات أفغانستان

وعلى صلة، قال رئيس البنك المركزي الأفغاني، أجمل أحمدي، إنّ طالبان لن تتمكن من الوصول إلى معظم احتياطات البلاد من النقد رغم استيلائها السريع على السلطة.

وكتب محافظ البنك المركزي الأفغاني، أحمدي، على "تويتر"، أن المصرف لديه احتياطات تقدر بنحو 9 مليارات دولار، لكنّ معظمها موجود في مصارف خارج البلاد، بعيدا عن متناول طالبان.

وأضاف أحمدي، الذي فر من البلاد، الأحد، مع دخول طالبان العاصمة كابل، أنه "وفقا للمعايير الدولية، فإن معظم الأصول محتفظ بها في أصول آمنة سائلة مثل سندات الخزانة والذهب".

وجمدت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، احتياطيات الحكومة الأفغانية المودعة في الحسابات المصرفية بالولايات المتحدة، لتحرم طالبان من مليارات الدولارات، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، الثلاثاء، عن مسؤولين في البيت الأبيض.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن "أصول البنك المركزي التي تملكها الحكومة الأفغانية في الولايات المتحدة، لن تكون متاحة لطالبان".

وأشار أحمدي إلى أن الاحتياطي الفدرالي يحتفظ بسبعة مليارات دولار من احتياطات البلاد بما فيها 1,2 مليار دولار من الذهب، في حين أن البقية موجودة في حسابات دولية منها في بنك التسويات الدولية في بازل.

ووسط تقارير عن قيام طالبان باستجواب موظفي البنك المركزي بشأن موقع الأصول، قال أحمدي "إذا كان هذا صحيحا فمن الواضح أنهم في حاجة ماسة إلى إضافة خبير اقتصادي إلى فريقهم".

وأوضح أن واشنطن قطعت، الجمعة، الشحنات النقدية إلى البلاد مع تدهور الوضع الأمني.

وبالإضافة إلى تجميد الأصول، يمكن لواشنطن أيضا أن تحظر المساعدات لأفغانستان من مقرضين متعددي الأطراف مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما فعلت مع أنظمة أخرى لا تعترف بها، مثل فنزويلا.

ومنذ أيار/ مايو الماضي، بدأت "طالبان" توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية، المقرر اكتماله بحلول 31 آب/ أغسطس الجاري.

وسيطرت الحركة، خلال أقل من 10 أيام، على معظم أفغانستان تقريبا، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، خلال نحو 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

وكان تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن، أسقط حكم "طالبان" عام 2001، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات في الولايات المتحدة في 11 أيلول/ سبتمبر من ذلك العام.

التعليقات