"داعش" يتبنى هجوما صاروخيا على مطار كابل ومخاوف من هجمات عنيفة

تبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية - ولاية خراسان" (داعش)، اليوم الإثنين، الهجوم الصاروخي على مطار كابُل، الليلة الماضية، حيث تسابق القوات الأميركية الزمن لإنجاز انسحابها من أفغانستان وإجلاء حلفاء لها، وسط تحذيرات من هجمات أخرى.

من الهجوم الأميركي على آلية مفخخة قرب مطار كابًل، الأحد (أ ب)

تبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية - ولاية خراسان" (داعش)، اليوم الإثنين، الهجوم الصاروخي على مطار كابُل، الليلة الماضية، حيث تسابق القوات الأميركية الزمن لإنجاز انسحابها من أفغانستان وإجلاء حلفاء لها، وسط تحذيرات من هجمات أخرى.

وقال التنظيم في بيان تداولته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام: "استهدف جنود الخلافة مطار كابُل الدولي بستة صواريخ (كاتيوشا)، وكانت الإصابات محققة".

وجاء الهجوم قبل أقل من 48 ساعة من موعد سحب الولايات المتحدة آخر قواتها من أفغانستان وغداة ضربة جوية شنتها الولايات المتحدة في كابُل أمس، الأحد.

ولا يزال التهديد لمطار كابل "حقيقيا" و"محددا"، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، اليوم، الإثنين، عشية استكمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وقال كيربي للصحافيين: "نحن الآن في فترة على قدر خاص من الخطورة" مضيفا "التهديد لا يزال حقيقيا وفي العديد من الحالات لا يزال محددا".

وقال الميجور جنرال بالجيش الأميركي، هانك تايلور، إنه تم إجلاء أكثر من 122 ألف شخص من كابل حتى الآن من بينهم 5400 أميركي. ومن المقرر ان تكمل الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان الثلاثاء.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد حذر من أن هجمات أخرى مرجحة جدا في كابُل، فيما أكدت الولايات المتحدة، الأحد، أنها شنت غارة بطائرة مُسيرة في كابُل على آلية مفخخة قالت إنها تابعة لتنظيم "داعش".

وفيما لم تعلن واشنطن عن سقوط ضحايا بصفوف المدنيين جراء الغارة، نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم إن 10 أشخاص بينهم أطفال لقوا مصرعهم إثر القصف الأميركي.

وتلا ذلك، صباح الإثنين، إطلاق صواريخ باتجاه المطار، أعلن داعش المسؤولية عنه؛ وأكد البيت الأبيض، فجر الإثنين، الهجوم بالصواريخ على المطار، لكنه شدد على أن عمليات الإجلاء "متواصلة".

وستنتهي الرحلات الجوية التي سمحت بإجلاء أكثر من 122 ألف شخص عبر مطار كابُل، يوم غد، الثلاثاء، رسميا، مع انسحاب آخر القوات الأميركية. إلا ان الجيش الأميركي يركز راهنا على سحب جنود والدبلوماسيين الأميركيين خصوصا.

وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في بيان، أن "الرئيس بايدن أبلغ بأن العمليات تتواصل دونما انقطاع في مطار حميد كرزاي في كابُل، وجدد تعليماته للمسؤولين لمضاعفة الجهود للقيام بكل ما يلزم لحماية قواتنا على الأرض".

ورجح مسؤول في حركة "طالبان" أن الهجوم الصاروخي الذي نفذه تنظيم داعش، شمل إطلاق خمسة صواريخ، لكن الدفاعات الجوية الخاصة بالمطار اعترضتها ودمرتها.

من جانبه، قال متحدث القيادة المركزية للجيش الأميركي، بيل أوربان، في بيان، إنّ "5 صواريخ استهدفت مطار كابل صباح اليوم"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

وأضاف أن القوات الأميركية في مطار كابل "استخدمت منظومة C-Ram الدفاعية لاعتراضه". وأوضح أن القوات الأميركية استخدمت سلاحا دفاعيا معروفا بأنه "مضاد للصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون لرد الهجوم". وشدد أوربان على أن الهجوم "لم يسفر عن سقوط أي إصابات في صفوف القوات الأميركية".

ولم تصدر أي تقارير عن وقوع إصابات او أضرار لحقت بالمطار، إلا أن هذا الحادث زاد من القلق الذي يعتري السكان الذين يرزحون تحت صدمة سنوات الحرب الطويلة.

ونشرت مجموعة من الصحافيين على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة بأماكن قالوا إنها "من المرجح أن تتعرض لخطر اليوم وغدًا"، مشيرين إلى أن من بين هذه الأماكن "مطار حامد كرزاي الدولي، ودوار تشهاراهي مسعود المجاور للسفارة الأميركية، ودوار تشهاراهي عبد الحق القريب من السفارات الأجنبية ومن القصر الرئاسي ووزارات مهمة أخرى".

وبينما تمتنع حركة "طالبان" عن الإدلاء برأيها، حول آخر المستجدات، نشر بعض الإعلاميين تصريحات نسبوها إلى المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، جاء فيها "إن الوجود الأميركي سبب لوقوع تلك الهجمات وأن مع انسحابها سيحل الكثير من المشاكل".

وبغض النظر عن انسحاب القوات الأميركية وتأهب "طالبان" للسيطرة الكاملة على كابُل بعد سيطرتها على المطار، تسببت التطورات الأخيرة في خلق حالة من الرعب والقلق في أوساط سكان العاصمة.

وتوضيحًا لهذه المخاوف، قال عبد الله الذي يقيم قرب المطار، لوكالة "فرانس برس": "منذ تولى الأميركيون الإشراف على المطار لا يمكننا النوم بشكل سليم. فإما نسمع إطلاق نار أو دوي صواريخ أو صفارات إنذار أو ضجيج هائل لمحركات الطائرات. والآن يتعرضون لهجمات مباشرة ما قد يعرض حياتنا للخطر".

وتسبب الهجوم الانتحاري، الأسبوع الماضي، في محيط مطار كابُل بأكبر حصيلة قتلى في صفوف الجيش الأميركي في يوم واحد منذ 2011.

ودفع تهديد تنظيم داعش، الجيش الأميركي وحركة طالبان، إلى التعاون لضمان أمن المطار وهو أمر كان يصعب تصوره قبل أسابيع قليلة.

والسبت، واكب مقاتلون من حركة طالبان الأفغان الذين ترجلوا من حافلات، إلى محطة الركاب الرئيسية لتسليمهم إلى القوات الأميركية في سبيل إجلائهم.

التعليقات