رئيس أركان الجيش الأميركي يتوقع حربا أهلية في افغانستان

الجنرال مارك ميلي يشكك بقدرة طالبان على ترسيخ سلطتها، وأشار إلى أن حربا أهلية ستعيد جماعات إرهابية، بينها تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية إلى أفغانستان* مقاتلو طالبان يتقدمون في وادي بانشير، الجيب المقاوم الوحيد للحركة

رئيس أركان الجيش الأميركي يتوقع حربا أهلية في افغانستان

مقاتلو طالبان في كابل، أمس السبت (أ.ب.)

قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، في تصريحات لوسائل إعلام أميركية، الليلة الماضية، إنه وفقا لتقديرات عسكرية تتجه أفغانستان نحو حرب أهلية، ستقوي شوكت الجماعات الإرهابية.

وخلال مقابلة لشبكة "فوكس نيوز"، قال ميلي إنه "بحسب تقديراتي العسكرية، يرجّح بأن تتطور الظروف المواتية لاندلاع حرب أهلية". وشكك في مدى قدرة طالبان، التي لم تعلن تشكيلتها الحكومية بعد، على ترسيخ سلطتها وتأسيس حكومة فاعلة.

وأضاف ميلي "أعتقد أن هناك على الأقل احتمال كبير جدا باندلاع حرب أهلية أوسع، من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة، أو تنامي تنظيم الدولة الإسلامية، أو مجموعات إرهابية أخرى".

وفيما شدد على أنه لا يمكنه التنبؤ بما سيحصل في أفغانستان، إلا أنه أعطى تقييما متشائما. وقال لـ"فوكس نيوز" إن "الظروف ترجّح للغاية بأن نشهد عودة للإرهاب من هذه المنطقة بالعموم، في غضون 12 أو 24 أو 36 شهرا".

واجتاحت الولايات المتحدة أفغانستان وأطاحت بأول نظام لطالبان عام 2001 غداة اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر التي نفّذها تنظيم القاعدة، فيما كانت كابل توفر له ملاذا آمنا. وتخشى الحكومات الغربية من احتمال تحوّل أفغانستان مجددا إلى ملاذ للمتطرفين الساعين لشن هجمات. وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستحافظ على قدرة ضرب أي تهديدات لأمنها في أفغانستان.

أفغانيات يتظاهرن في كابل ويطالبن بحقوق، أول من أمس (أ.ب.)

وفي هذه الاثناء، تقدّم مقاتلو طالبان في وادي بانشير، فيما أكّد عناصر المقاومة الأفغانية المناهضة قدرتهم على إبعاد مسلّحي الحركة، إلا أن محللين حذروا من أن قوات المعارضة تواجه صعوبات.

وأفادت وكالة الإغاثة الإيطالية "إميرجنسي"، التي تدير مستشفى في بانشير، بأن قوات طالبان وصلت إلى قرية أنابة، حيث تدير الهيئة مركزا للعمليات الجراحية.

وأضافت "إميرجنسي" في بيان، أن "العديد من الأشخاص هربوا من قرى في الأيام الأخيرة"، مضيفة أنها تواصل تقديم الخدمات الطبية. وتابعت أنه "لم يجر أي تدخل حتى الآن في أنشطة +إميرجنسي+. استقبلنا عددا صغيرا من المصابين في مركز أنابة للعمليات الجراحية".

وتقع أنابة على بعد نحو 25 كلم شمالا داخل الوادي البالغ طوله 115 كلم، لكن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن طالبان استولت على مناطق أخرى كذلك.

وقال مدير تحرير الموقع الإخباري الأميركي "لونغ وور جورنال"، بيل روجيو، اليوم الأحد، إن الوضع لا يزال "ضبابيا بالنسبة للمقاتلين"، وسط تقارير غير مؤكدة بأن طالبان انتزعت عدة مناطق، لكن الوضع "يبدو سيئا". ويشير كل طرف إلى أنه كبّد الآخر خسائر كبيرة.

وأفاد روجيو بأن "جيش طالبان اكتسب خبرة عبر 20 عاما من الحرب، ولا مجال للشك في أن طالبان تدربت كجيش"، مضيفا أن "النصر غير مرجّح" بالنسبة لقوات المقاومة في بانشير.

وأكد أن "جيش طالبان حصل على كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة بعد الانسحاب الأميركي وانهيار الجيش الوطني الأفغاني". وصمد المقاتلون في بانشير على مدى عقد في وجه الجيش السوفياتي وفترة حكم طالبان بين 1996 و2001.

بدوره، شدد الناطق باسم "الجبهة الوطنية للمقاومة"، علي ميسم نظري، المتواجد خارج بانشير، اليوم، على أن القوات المعارضة لطالبان "لن تخفق أبدا".

لكن نائب الرئيس السابق، أمر الله صالح، المتواجد في بانشير إلى جانب أحمد مسعود (نجل القيادي التاريخي المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود)، حذّر من وضع قاتم. وتحدّث صالح في بيان عن "أزمة إنسانية واسعة النطاق" مع آلاف "النازحين جرّاء هجوم طالبان".

وفيما تباهت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مؤيدة لطالبان بسيطرة الحركة على أجزاء من الوادي، لفت نك ووترز، من موقع "بيلينغكات" الذي يبث تحقيقات، إلى أن المنشورات لم تتضمن صورا يمكن التحقق منها. وقال إنه "سيكون من السهل جدا التحقق من تسجيل مصوّر يظهر طالبان داخل وادي بانشير".

ويوفر وادي بانشير، المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، ميّزة دفاعية طبيعية، إذ يمكّن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدّمة لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتّجاه الوادي.

التعليقات