طالبان تسيطر على وادي بانشير: بلينكن يتوجه إلى قطر

طالبان أعلنت اليوم "السيطرة الكاملة" على وادي بانشير، حيث تشكلت آخر مقاومة ضدها* بلينكن يقول إنه سيعبر في الدوحة عن "امتنانه العميق" لقطر نظرا لدورها في إجلاء الأجانب من أفغانستان

طالبان تسيطر على وادي بانشير: بلينكن يتوجه إلى قطر

قوات طالبان تجري دوريات في مطار كابل، أمس (أ.ب.)

أعلنت حركة طالبان اليوم، الإثنين، "السيطرة الكاملة" على وادي بانشير، حيث تشكلت آخر مقاومة ضدها منذ سيطرتها على الحكم في أفغانستان منتصف آب/أغسطس الماضي. وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في بيان أنه "مع هذا الانتصار، خرج بلدنا بشكل كامل من مستنقع الحرب".

وكانت قد دعت المقاومة المناهضة لطالبان في بانشير، إلى وقف إطلاق النار، بعد أنباء عن وقوع خسائر فادحة في الأرواح خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقالت "جبهة المقاومة الوطنيّة"، الليلة الماضية، إنّها "اقترحت على طالبان وقف عمليّاتها العسكرية في بانشير وسحب قوّاتها. وفي المقابل سنطلب من قوّاتنا الامتناع عن أيّ عمل عسكري".

سياسيّاً، يصل وزير الخارجيّة الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم، إلى قطر في أوّل زيارة له منذ استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، بحثا عن جبهة موحّدة مع الحلفاء.

تؤدّي قطر دورا رئيسا في الأولويّة الحالية لواشنطن وعدد من الدول الغربية، والمتمثّلة في إخراج مواطنين لهذه الدول ما زالوا محاصرين في أفغانستان إلى جانب كثير من الأفغان الراغبين في الفرار. ويؤدّي القطريّون منذ أشهر دور الوسيط في التبادلات بين الأميركيّين وطالبان.

وأوضح بلينكن أنه سيعبر في الدوحة عن "امتنانه العميق" لقطر نظرا لدورها في إجلاء الأجانب من أفغانستان، وكذلك الأفغان المعرضين لخطر الانتقام من جانب طالبان. كما سيلتقي أفغانا تم إجلاؤهم وكذلك الدبلوماسيين الأميركيين الذين تم نقلهم إلى الدوحة.

بلينكن لدى مغادرته الولايات المتحدة متوجها إلى قطر، الليلة الماضية (أ.ب.)

وسيتحدث بلينكن إلى القطريين عن المساعي الصعبة، بالتعاون مع تركيا، لإعادة فتح مطار كابل المغلق منذ مغادرة الأميركيين، وهو ما يعتبر أولوية لإيصال المساعدات الإنسانية اللازمة وإجلاء من تبقى من الأفغان.

ووعدت طالبان بأنها ستواصل السماح بمغادرة الأفغان الراغبين بترك البلاد. وتشكل هذه المسألة إحدى القضايا الرئيسية التي يعتزم حلفاء الولايات المتحدة معالجتها خلال المحادثات في ألمانيا.، التي سيتوجه إليها بلينكن بعد قطر.

وبحسب مسؤولين أميركيين، لا يعتزم بلينكن أن يلتقي شخصيا في الدوحة ممثلين عن طالبان، حتى لو لم يتم استبعاد حوار كهذا في المستقبل.

وفي وقت سابق صرح مسؤول أميركي كبير لصحافيين بأنه "إذا كان ضروريا أن يتحدث وزير الخارجية مع زعيم من طالبان بشأن مسألة تصب في مصلحتنا الوطنية، فسيفعل ذلك، لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد".

وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة تبقي "قنوات تواصل" مع طالبان رغم أنها أنهت انسحابها من أفغانستان.

وتعهّد قادة أفغانستان الجدد أن يحكموا بطريقة أكثر تساهلا من ولايتهم الأولى، التي جاءت أيضا بعد سنوات من النزاع تمثّل أولا باجتياح القوات السوفياتية البلاد، سنة 1979، أعقبته حرب أهلية.

ووعدت طالبان بحكومة "تشمل الجميع" تُمثّل تركيبة أفغانستان العرقية المعقّدة، رغم أنّ من المستبعد أن تتولى النساء أي مناصب عليا.

وجاء في مرسوم صادر عن نظام طالبان الجديد عشية إعادة فتح الجامعات الخاصة في افغانستان أنّ على الطالبات ارتداء عباءة سوداء والنقاب، وأنهنّ سيُتابعن الفصول في صفوف غير مختلطة. كما يتعيّن على الشابات المسجلات في هذه الجامعات مغادرة الفصل قبل الطلاب بخمس دقائق، والانتظار في قاعات إلى أن يُغادر أولئك المبنى، بحسب المرسوم الصادر أول من أمس والذي نشرته وزارة التعليم العالي.

وتابع المرسوم أنه "سيُطلب من الجامعات "توظيف معلمات للطالبات" أو محاولة توظيف "أساتذة مسنّين" بعد التحقّق من أخلاقهم الحميدة.

ويشار إلى أنه عندما وصلت الحركة إلى السلطة أول مرة، بين عامي 1996 و2001، حالت قاعدة حظر اختلاط الذكور والإناث دون تمكّن النساء من الدراسة. وكان ارتداء البرقع حينها إلزاميًا.

التعليقات