طهران: محادثات النووي ستُستأنف "قريبا جدا"

أكدت إيران، اليوم الجمعة، على لسان وزير خارجيتها، أنها لا تعتزم "الابتعاد" عن المباحثات بشأن إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي، في ظل امتعاض غربي من طهران جراء عدم تلقي "إشارة واضحة" حول نيتها استئناف التفاوض المعّلق منذ أشهر.

طهران: محادثات النووي ستُستأنف

متفاوضون بفيينا حول النووي الإيراني، حزيران الماضي (أ ب)

أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الجمعة، أن المحادثات المجمّدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني ستُستأنف "قريبا جدا"، لكنه اتّهم الولايات المتحدة ببعث "رسائل متناقضة" بشأن إعادة إحياء الاتفاق.

وقال عبد اللهيان للصحافيين في نيويورك: "نراجع ملفّات مفاوضات فيينا حاليا وستُستأنف قريبا جدا مفاوضات إيران مع دول مجموعة 4+1"، في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا.

وأضاف في مؤتمر صحافي على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة: "نشهد نوعا بنّاء من المفاوضات ستفضي إلى نتائج ملموسة يمكن التحقق منها في السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الجديدة".

ولدى سؤاله عما يعنيه أمير عبداللهيان تحديدا عند قوله إن المحادثات ستستأنف "قريبا جدا"، رد مسؤول إيراني رفيع طلب عدم الكشف عن هويته أن ذلك "قد يعني في غضون بضعة أيام أو بضعة أسابيع".

وأضاف: "فور إتمامنا عملية المراجعة، ومن دون أي إضاعة للوقت، سنعود إلى طاولة المفاوضات".

وفي وقت سابق الجمعة، أفادت طهران، على لسان وزير خارجيتها عبد اللهيان، بأنها لا تعتزم "الابتعاد" عن المباحثات بشأن إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي، في ظل امتعاض غربي من طهران جراء عدم تلقي "إشارة واضحة" حول نيتها استئناف التفاوض المعّلق منذ أشهر.

وقال عبد اللهيان: "لا نريد الابتعاد عن طاولة المفاوضات... سنقوم بالتأكيد باستئناف المفاوضات التي تخدم حقوق أمتنا ومصالحها"، وذلك في لقاء مع وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وأشار إلى أن حكومة الرئيس، إبراهيم رئيسي، تدرس "مقاربات حول مسألة العودة الى المفاوضات، وإن شاء الله، سنعود الى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة".

وأتت تصريحات أمير عبد اللهيان من نيويورك، حيث يترأس وفد بلاده إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت هذا الأسبوع.

وعلى هامش هذه الاجتماعات، لم يخف مسؤولون أميركيون وأوروبيون امتعاضهم لعدم تقديم الجمهورية الإسلامية "إشارة واضحة" بعد حول نيتها استئناف المفاوضات لانقاذ اتفاق العام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس: "لم نحصل بعد على موافقة إيران على العودة إلى فيينا لمواصلة المحادثات، والسؤال هو معرفة ما إذا كانت إيران مستعدة لذلك ومتى"، مضيفا: "ننتظر ردا".

ونبّه مسؤول أميركي في تصريحات صحافية بنيويورك، من أن "نافذة الفرص مفتوحة لكنها لن تبقى مفتوحة الى الأبد".

وعقد أمير عبد اللهيان خلال وجوده في نيويورك، لقاءات مع عدد من وزراء خارجية الدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق، ممن كانوا حاضرين في المدينة الأميركية، إلا أنه لم يتم عقد لقاء مشترك بين كل وزراء هذه الدول ونظيرهم الإيراني.

وأبرمت إيران وست قوى كبرى هي: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وفرنسا، والصين، وألمانيا، اتفاقا في فيينا العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة.

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا ان مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية.

من جهتها، تراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، وذلك بشكل تدريجي بعد الانسحاب الأميركي.

وبدأ أطراف الاتفاق، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام بهدف إحيائه. وأجريت ست جولات من المفاوضات بين نيسان/ أبريل وحزيران/ يونيو، من دون تحديد موعد لاستئنافها بعد.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الثلاثاء الماضي، أن المباحثات ستستأنف "خلال الأسابيع المقبلة"، بدون أن يحدد موعدا لذلك.

التعليقات