إطلاق سراح كنديين بعد تسوية مشكلة مسؤولة في "هواوي" مع واشنطن

أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إطلاق سراح مواطنين كنديين اثنين كانا محتجزين في الصين بتهمة التجسس، بعد أن توصلت مسؤولة تنفيذية كبيرة في شركة "هواوي" الصينية العملاقة للاتصالات، إلى اتفاق مع وزارة العدل الأميركية بشأن تهم بـ"الاحتيال".

إطلاق سراح كنديين بعد تسوية مشكلة مسؤولة في

منغ وانتشو بعد قرار الإفراج عنها وقبل مغادرتها كندا متجهة إلى الصين(أ ب)

أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إطلاق سراح مواطنين كنديين اثنين كانا محتجزين في الصين بتهمة التجسس، بعد أن توصلت مسؤولة تنفيذية كبيرة في شركة "هواوي" الصينية العملاقة للاتصالات، إلى اتفاق مع وزارة العدل الأميركية بشأن تهم بـ"الاحتيال".

وتوجّهت المديرة الماليّة لشركة "هواوي"، منغ وانتشو، التي كانت تخضع للإقامة الجبريّة في كندا منذ ثلاث سنوات، أمس، الجمعة، إلى الصين، بعد أن أمرت قاضية كنديّة بإطلاق سراحها إثر التوصّل إلى تسوية بين واشنطن و"هواوي".

بعيد ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي، ترودو، أنه تم الإفراج عن الكنديَّين مايكل سبافور ومايكل كوفريغ، اللذين كانا معتقلين في الصين منذ أواخر 2018، مؤكدا أنهما في طريق عودتهما إلى كندا.

واستقلّت منغ (49 عاما) طائرة متّجهة إلى مدينة شنجن، حسب ما أظهرت لقطات تلفزيونيّة، بعد فترة وجيزة على إطلاق سراحها بموجب التسوية.

وأمرت قاضية كنديّة الجمعة بإطلاق سراح منغ، منهيةً بذلك إجراءات تسليمها، في جلسة استماع قصيرة بالمحكمة العليا في فانكوفر.

جاستن ترودو (أ ب)

وعُقدت جلسة الاستماع هذه بحضور منغ، بعد ساعات قليلة على التوصّل إلى تسوية بين واشنطن و"هواوي" تسمح للمديرة الماليّة لشركة الاتّصالات الصينيّة العملاقة، المحتجزة منذ ثلاث سنوات في كندا، بالعودة إلى الصين.

وكانت قضيّة منغ قد فاقمت الانقسام بين بكين وواشنطن، فيما علِقت كندا في النزاع القانوني بينهما.

وقالت القاضية هيذر هولمز، بعد الجلسة، "وقّعتُ أمر الإفراج".

في أعقاب ذلك، عقدت منغ مؤتمرًا صحافيًّا وجيزًا، شكرت فيه خصوصًا القاضية وعائلتها وأصدقاءها.

وقالت "خلال السنوات الثلاث الماضية، انقلبت حياتي رأسًا على عقب. كانت فترة مقلقة لكوني أمًّا وزوجة" وموظّفة في شركة.

بعد الحكم، أكّدت وزارة العدل الكنديّة أنّ منغ "حرّة في مغادرة كندا" وأنّها استفادت من "العدالة الإجرائيّة أمام المحاكم، وفقًا للقانون الكندي".

وكان القضاء الأميركي قد وافق في وقتٍ سابق على التسوية التي توصّلت إليها واشنطن مع منغ.

وتنصّ التسوية على تعليق الإجراءات القضائيّة بحقّ منغ، لتجنيبها التّهم الموجّهة إليها والتي أدّت إلى احتجازها منذ ثلاث سنوات في كندا، وهو ما مهّد في نهاية المطاف الطريق لإطلاق سراحها.

وقال محامي وزارة العدل الأميركيّة، ديفيد كيسلر، خلال جلسة عقِدت في محكمة فدراليّة في بروكلين، إنّ الإدارة الأميركيّة وافقت على تعليق الإجراءات القضائيّة بحقّ منغ حتّى الأوّل من كانون الأوّل/ ديسمبر 2022، شرط التزامها ببنود الاتّفاق، على أن تُسقط التّهم بعد ذلك.

كما طلب "إطلاق سراحها بناءً على تعهّد شخصيّ"، من دون أيّ كفالة ماليّة، قائلاً إنّ الوزارة ستتخلّى عن المطالبة بترحيلها إلى الولايات المتحدة لمحاكمتها.

وكانت السلطات الكنديّة قد أوقفت منغ في فانكوفر في كانون الأول/ ديسمبر 2019، بناءً على مذكّرة أميركية اتّهمتها بالاحتيال على مصرف "إتش إس بي سي" ومصارف أخرى، عبر التلاعب بالروابط بين "هواوي" وشركة "سكايكوم" التابعة لها التي باعت معدّات اتّصالات لإيران.

ووفقًا لوزارة العدل الأميركيّة، اعترفت منغ، بموجب بنود الاتّفاق، بأنّها أدلَت في ذلك الوقت بـ"تصريحات خاطئة" وبأنّها "حجبت الحقيقة" على مصرف "إتش إس بي سي" حول "أنشطة هواوي في إيران"، الدولة الخاضعة لعقوبات أميركيّة ودوليّة.

وكانت قاضية المحكمة الفدراليّة في بروكلين، آن دونلي، قد وافقت رسميًّا على الاتّفاق مع منغ، واصفةً إيّاه بأنّه "جدّي".

وفي حال لم يتمّ الإخلال بهذا الاتّفاق بحلول الأوّل من كانون الأول/ ديسمبر 2022، تسقط الملاحقات القضائيّة، وفق ممثّل وزارة العدل الأميركيّة.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أوردت في وقت سابق، أنّ الاتّفاق قد يسمح لمنغ بالعودة إلى الصين من دون مواجهة عقوبة بالسجن في الولايات المتحدة.

ونقلت الإذاعة العامّة الكنديّة "سي بي سي"، عن مصادر لم تُسمّها، أنّه إذا ما سارت محكمة نيويورك بالاتّفاق، يُمكن عندها رفع الإقامة الجبريّة المفروضة على منغ وإسقاط قضيّة تسليمها إلى الولايات المتحدة.

ومنغ ابنة مؤسّس شركة "هواوي" رن تشانغفي، وكانت أيضًا عضوًا في مجلس إدارة "سكايكوم".

ويتّهم النظام المالي الأميركي، منغ، بإخفاء تعاملات ماليّة للشركة وانتهاك العقوبات الأميركيّة على إيران والكذب بشأنها على محقّقي مكتب التحقيقات الفدرالي.

وكانت واشنطن، التي شنّت حملة ضدّ "هواوي" لبيعها هواتف يُزعم أنّها تسمح للحكومة الصينيّة بالتجسّس على الأميركيّين، قد ضغطت على كندا لاعتقال منغ.

ووُضعت منغ، التي كانت تُواجه عقوبة بالسجن 30 عامًا، قيد الإقامة الجبريّة في كندا بعد احتجازها، بينما ضغطت وزارة العدل الأميركيّة لتسليمها.

والصين التي وصفت قضيّتها بأنّها "سياسيّة بالكامل"، احتجزت بعد أيّام على اعتقال منغ، مواطنَين كنديَين هما رجل الأعمال مايكل سبافور والدبلوماسي السابق مايكل كوفريغ، بتهمة التجسّس.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أمس الجمعة، أنه تم الإفراج عن الكنديَّين سبافور وكوفريغ اللذين كانا معتقلين في الصين منذ أواخر 2018، مؤكدا أنهما في طريق عودتهما إلى كندا.

وأتى ذلك بعد فترة وجيزة على مغادرة منغ كندا متوجهةً إلى الصين؛ وقال ترودو في مؤتمر صحافي: "منذ نحو 12 دقيقة، غادرت الطائرة التي تقل مايكل كوفريغ ومايكل سبافور المجال الجوي الصيني، وهما في طريقهما إلى كندا".

وأضاف: "هذان الرجلان عاشا محنة مروعة خلال أكثر من ألف يوم. لقد أظهرا تصميما (...) وقدرة على التكيف في كل خطوة، وهما مصدر إلهام لنا جميعا".

وقال للصحافيين: "بما أن هذه عملية تجري حاليا، لا يمكنني مشاركة التفاصيل" المتعلقة بها.

من جهته، أشاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بقرار السلطات الصينية الإفراج عن الكنديَين بعد احتجازهما "التعسفي".

وفي آب/ أغسطس الماضي، حكم القضاء الصيني على سبافور بالسجن 11 عامًا، في حين لم يُعلن أيّ قرار في قضيّة كوفريغ.

واتّهمت دول غربيّة الصين باتّباع "دبلوماسيّة الرهائن" في قضية الكنديَين التي أوصلت العلاقات بين بكين وأوتاوا إلى أدنى مستوياتها.

وسبق أن ندّد ترودو بالحكم ضدّ سبافور، ووصفه بأنّه "غير مقبول وغير عادل"، معتبراً أنّ الاتّهامات بحقّه "ملفّقة".

التعليقات