الإكوادور: ارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات في سجن إلى 116

السجون الإكوادورية تشهد منذ أشهر أعمال عنف متكرّرة بين عصابات متناحرة تتنازع للسيطرة على تهريب المخدرات، بحسب السلطات. وفي شباط/فبراير، أدّت أعمال شغب إلى مقتل 79 شخصا، بعضهم قُتل بقطع الرأس

الإكوادور: ارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات في سجن إلى 116

سجن غواياكيل، أمس (أ.ب.)

ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات الدموية بين عصابات متناحرة في سجن في الإكوادور إلى 116 قتيلا، مع إصابة قرابة 80 آخرين، كما أعلن الرئيس غييرمو لاسو، الأربعاء، فيما حاصر الجنود المنشأة التي تعد من أكثر السجون اكتظاظا والتي تعاني نقصا في العاملين.

واندلعت أول من أمس، الثلاثاء، في مجمع السجون في غواياكيل مواجهات مسلّحة بين سجناء يعتقد أنهم مرتبطون بعصابات مكسيكية لتهريب المخدرات خصوصا كارتيلَي "سينالوا" و"خاليسكو نيو جينيريشن".

وأعلن لاسو عن الحصيلة الجديدة خلال مؤتمر صحافي، عقده مساء الأربعاء، واصفا المذبحة التي حصلت في السجن بأنها "حدث مؤسف".

وقام جنود ودبابة بحراسة المجمع، فيما واجه شرطيون يمتطون خيولا يقومون بدوريات في المحيط، أفراد عائلات قلقين على أحبائهم المحتجزين في الداخل. وقالت امرأة رفضت ذكر اسمها إنه "نريد معلومات لأننا لا نعرف أي شيء عن عائلاتنا وأبنائنا. ابني هناك".

عائلات سجناء خارج السجن، أمس (أ.ب.)

وأعمال العنف هذه هي الأحدث في سلسلة اشتباكات دامية في السجون، هذا العام، أسفرت عن مقتل حوالى 200 سجين في الإكوادور حتى الآن.

وأعلنت مصلحة السجون في تغريدة على تويتر إنه تأكد مقتل "أكثر من 100" سجين وإصابة 52 آخرين. وقال مكتب المدعي العام في وقت سابق إن ستة على الأقل قطعت رؤوسهم، مضيفا أن شرطيين أصيبا خلال عملية لاستعادة السيطرة على السجن. وتعرّض عناصر في الشرطة لهجوم سجناء بأسلحة.

في وقت سابق الأربعاء، أعلن لاسو على تويتر "الحالة الاستثنائية في كل سجون البلاد"، التي تسمح له بتعليق الحقوق واستخدام القوة لإعادة إحلال الهدوء. وأضاف أنه سيرأس لجنة أمنية في غواياكيل لإدارة حالة الطوارئ، متعهدا في الوقت نفسه حماية "حقوق الإنسان لجميع المعنيين".

وأشار قائد شرطة مدينة غواياكيل، فاوستو بوينانو، إلى أن تدخل الشرطة حال دون وقوع "المزيد من القتلى".

ومنذ أشهر تشهد السجون الإكوادورية أعمال عنف متكرّرة بين عصابات متناحرة تتنازع للسيطرة على تهريب المخدرات، بحسب السلطات. وفي 23 شباط/فبراير، أدّت أعمال شغب متزامنة في أربعة سجون رئيسية في البلاد إلى مقتل 79 شخصا، بعضهم قُتل بقطع الرأس.

والأسبوع الماضي، ضبطت الشرطة مسدسات ونحو 500 طلقات ذخيرة وقنبلة يدوية وسكاكين وأصبعي ديناميت ومتفجرات محلية الصنع في أحد سجون المدينة. وقبل أسبوعين، تعرض سجن غواياكيل رقم 4 لهجوم بطائرات مسيّرة، كجزء من "حرب بين عصابات دولية"، بحسب مصلحة السجون. ولم يسفر ذلك الهجوم عن وقوع إصابات.

وقال الخبير الأمني الإكوادوري، فرناندو كاريون، لوكالة فرانس برس إن "هناك أزمة في السجون منذ العام 2010، بمعدل 25 جريمة قتل سنويا، لكنها تسارعت بشكل كبير بدءا من العام 2017 لتصل إلى ذروتها هذا العام".

وتعاني سجون الإكوادور من الاكتظاظ، إذ يبلغ إجمالي عدد السجناء في البلاد حاليا 39 ألف سجين في حين أنّ طاقتها الاستيعابية القصوى هي 30 ألفا. ويتولّى 1500 حارس مراقبة هذه السجون في حين تتطلّب السيطرة الفعّالة عليها وجود أربعة آلاف عنصر.

وتُعتبر الإكوادور الواقعة بين كولومبيا والبيرو، أكبر الدول المنتجة للكوكايين، نقطة عبور رئيسية لشحنات المخدرات المتوجهة إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وغواياكيل هي المرفأ الرئيسي في الإكوادور والمدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان.

وبين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس، ضبطت السلطات الإكوادورية نحو 116 طنا من المخدرات، معظمها من الكوكايين، مقابل 128 طنا في العام 2020 بكامله.

وأدانت لجنة الدول الأميركية لحقوق الإنسان العنف المستمر في سجون الإكوادور.

التعليقات