الانهيار يتهدد النظام الصحي في أفغانستان

يقدر الصليب الأحمر الدولي عدد المباني الصحية التي أغلقت بأكثر من ألفين، ولم يعد حوالى 23 ألف عامل في هذا القطاع صحي، بينهم سبعة آلاف امرأة، يتلقون رواتبهم أو اضطروا إلى التوقف عن العمل، حسب تقديرات المنظمة الدولية

الانهيار يتهدد النظام الصحي في أفغانستان

افغان في جاكرتا يطالبون بمساعدات لبلادهم، اليوم (أ.ب.)

لم يعد المستشفى الرئيسي في كابل لمعالجة مرضى فيروس كورونا قادرا على الصمود ماليا أكثر من بضعة أسابيع. وكغيره من المنشآت الصحية في البلاد التي تعمل بآخر الاحتياطات التي تملكها، سيضطر لإغلاق أبوابه إذا لم تصل مساعدات دولية.

ويحذر الطبيب فريبا عزيزي، في المستشفى الأفغاني الياباني في كابل، المؤسسة الوحيدة في المدينة التي تملك أجهزة إنعاش لكورونا وخدمات متطورة أخرى، من أنه "قد لا نبقى قادرين على فعل أي شيء خلال شهر لمرضى كورونا لدينا أو لطاقمنا". وأضاف عزيزي، المسؤول أيضا عن إدارة المساعدات المالية للمؤسسة، أنه "ستسجل وفيات كل يوم". وكغيره من زملائه في هذا المركز الطبي، يعمل عزيزي على أساس تطوعي منذ ثلاثة أشهر.

والاقتصاد الأفغاني المنكوب بسبب عقود من الحروب، توقف جزئيا منذ سيطرة طالبان على البلاد، منتصف آب/أغسطس، بسبب تجميد المساعدات الدولية والأصول الأفغانية المحتجزة في الخارج خصوصا في واشنطن. وبدون تمويل دولي، تعاني منظمات غير حكومية عديدة يعتمد عليها النظام الصحي بشكل كبير، من نقص الأموال أو اضطرت إلى وقف عملياتها.

وقال مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ألكسندر ماثيو، إن "هذا ما يشل النظام الصحي".

وبسبب نقص السيولة، يقدر الصليب الأحمر الدولي عدد المباني الصحية التي أغلقت بأكثر من ألفين، ولم يعد حوالى 23 ألف عامل في هذا القطاع صحي، بينهم سبعة آلاف امرأة، يتلقون رواتبهم أو اضطروا إلى التوقف عن العمل، حسب تقديرات المنظمة الدولية.

ومع انقطاع التمويل المعمم، تدهور الوضع في كل البنى الصحية في البلاد. وفي مستشفى قندهار يعيش الأطباء كابوسا. فمع انتهاء القتال، تضاعف عدد المرضى الذين يتدفقون على المراكز الصحية ولم تعد هناك طواقم كافية.

وقال رئيس وحدة طب الأطفال في مستشفى مرويس في قندهار، محمد صديق، إنه "ينقصنا كل شيء. نحتاج إلى ضعف عدد الموظفين والموارد".

ولا يعمل في المستشفى حاليا سوى عشر ممرضات، أي ثلث القوة العاملة المعتادة، تحصل كل منها على ما يعادل نحو 130 يورو شهريا. وفي غرف مكتظة، يتقاسم مرضى صغار، بعضهم في حالات حرجة، سريرا.

وفي شمال البلاد، أدى تقدم طالبان وكثافة القتال إلى محاصرة السكان لأشهر. وفي مدينة بلخ، أوضح الطبيب مزجان سيد زاده، عبر الهاتف، أن "الطرق بقيت مغلقة بسبب الحرب ولم يتمكن الناس من الوصول إلى المستشفى. لكن الآن أصبح عدد المرضى أكبر بكثير من قبل".

ويعتمد حوالى 18 مليون أفغاني، أي نصف عدد السكان، على المساعدات الإنسانية بينما تهدد المجاعة ثلث السكان، حسب آخر تقديرات للأمم المتحدة.

وفي اجتماع طارئ برعاية الأمم المتحدة في جنيف، الشهر الماضي، تعهد المجتمع الدولي الإفراج عن مساعدات لأفغانستان بقيمة 1.2 مليار دولار.

وحطت طائرات أولى محملة بصناديق المساعدات العاجلة، التي أرسلتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والمنظمة غير الحكومية "سيف ذي تشيلدرن"، الأسبوع الماضي على مدرج مطار كابل. وقدمت منظمة الصحة العالمية وحدها 85 طناً من المواد، من معدات الوقاية من فيروس كورونا إلى مستلزمات الإسعافات الأولية ومضادات حيوية وسوائل معالجة الجفاف للأطفال الذين يعانون نقص التغذية.

ورغم عدم وجود بيانات موثوقة حول مدى انتشار وباء كورونا في البلاد، يرى الطبيب عزيزي في كابل أن أفغانستان تشهد "موجة ثالثة" من الوباء ويتوقع موجة رابعة، الشهر الحالي.

وما زالت حملة التلقيح في مراحلها الأولى ولم تشمل سوى 430 ألف شخص، أو واحد في المئة من السكان الأفغان، حسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور.

التعليقات