قادة مجموعة العشرين يجتمعون في روما والتركيز على قضايا المناخ والاقتصاد

يبحث قادة دول مجموعة العشرين، الذين يجتمعون اعتبارًا من اليوم، السبت، في العاصمة الإيطالية، روما، مكافحة وباء كورونا وإنعاش الاقتصاد العالمي، وسط تركيز على قضايا المناخ.

قادة مجموعة العشرين يجتمعون في روما والتركيز على قضايا المناخ والاقتصاد

(أ ب)

يبحث قادة دول مجموعة العشرين، الذين يجتمعون اعتبارًا من اليوم، السبت، في العاصمة الإيطالية، روما، مكافحة وباء كورونا وإنعاش الاقتصاد العالمي، وسط تركيز على قضايا المناخ.

ويسعى المجتمعون إلى توجيه رسالة إيجابية قبيل انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة لتغيير المناخ ("كوب 26") المقرر بين 31 تشرين الأول/ أكتوبر و12 تشرين الثاني/ نوفمبر في مدينة غلاسكو الإسكتلندية.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة، أنه "لا يزال الطريق أمامنا طويلاً على صعيد كل أهدافنا المناخية، وعلينا أن نحث الخطى. لم يفت الأوان لكن علينا التحرك الآن".

وسبق لغوتيريش أن دق ناقوس الخطر مرات عدة، محذرًا من "كارثة مناخية" في المستقبل، ومشددًا على "المسؤولية الخاصة" التي تتحملها دول مجموعة العشرين التي تمثل الجزء الأكبر من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة. واعتبر أنه "لا يزال بإمكاننا أن نضع الأمور على السكة الصحيحة واجتماع مجموعة العشرين هذا فرصة للقيام بذلك".

وسيتوجه قادة الدول والحكومات إلى غلاسكو فور انتهاء قمة مجموعة العشرين، يوم غد، الأحد، إلا أن قدرتهم على الاتفاق خلال هذين اليومين بشأن تعهدات قوية على صعيد المناخ، ليست مضمونة.

وكان رئيس الحكومة الإيطالي، ماريو دراغ،ي قد دعا، في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إلى "التزام مجموعة العشرين ضرورة حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية" وهو هدف طموح منصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ.

من جانبه، شدد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، على أنه "لن نوقف الاحترار المناخي في روما أو خلال اجتماع كوب 26. جلّ ما يمكننا أن نأمل به، إبطاء ارتفاع الحرارة".

"التخلي عن الفحم"

وجدد جونسون تأكيد "القدرة على التخلي عن الفحم"، خلال اتصال هاتفي، الجمعة، مع الزعيم الصيني، شي جينبيغ، الذي لن يشارك على غرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حضوريًا، في قمة مجموعة العشرين، بل عبر تقنية الفيديو.

وأبدت بكين بعض المرونة في موقفها، واعدة في أيلول/ سبتمبر بوقف بناء محطات طاقة تعمل بالفحم الحجري في الخارج، إلا أن الصين ومعها الكثير من الدول الناشئة، تعتمد كثيرًا على مصدر الطاقة الأحفوري هذا الذي تنجم عنه انبعاثات عالية جدًا من ثاني أوكسيد الكربون، لتشغيل محطاتها الكهربائية، في ظل أزمة الطاقة العالمية الحالية.

كذلك حثّ جونسون، زعماء العالم، على ضرورة تصعيد تصديهم لتغير المناخ، قائلاً إنّ الحضارة العالمية يمكن أن تنهار بذات سرعة انهيار الإمبراطورية الرومانية القديمة، ما لم يُفعَل المزيد.

وقال جونسون إنّ الأجيال القادمة تخاطر بالجوع والصراع والهجرة الجماعية إذا لم يُحرَز تقدم في معالجة تغير المناخ. وتابع "لا شك على الإطلاق في أن هذا واقع علينا مواجهته".

وحذر من أنّ الظروف المعيشية يمكن أن تتدهور بسرعة دون تغيير جماعي للمسار، وأضاف "لقد رأيتم ذلك مع تراجع الإمبراطورية الرومانية وسقوطها، ويؤسفني أن أقول إن هذا ينطبق على ما يحدث اليوم".

وفرض النقص المتكرر في السلع والمواد في سلسلة الإمدادات العالمية الذي يهدد بالتأثير سلبًا في وتيرة الانتعاش الاقتصادي، نفسه على جدول أعمال اجتماعات روما يومي السبت والأحد، التي ستتناول أيضًا دين أفقر دول العالم والجهود الهادفة إلى تلقيح السكان لمكافحة جائحة كورونا.

ويتعلق التقدم الوحيد المضمون خلال قمة مجموعة العشرين هذه، بالضريبة العالمية. فيتوقع أن يُقر على أعلى المستويات السياسية فرض الحد الأدنى من الضريبة العالمية على الشركات متعددة الجنسيات.

وبات التحدي يتمثل بتطبيق هذه الآلية في كل بلد، ما يخفف من إمكان حصول تجنب ضريبي من قبل الشركات العالمية، على أن تؤمن 150 مليار يورو من الإيرادات الإضافية، والهدف الموضوع لبدء فرض هذه الضريبة محدد في عام 2023.

روما تستقبل القمة بالتظاهر

ومن المقرر تنظيم تظاهرات عدة، بالتزامن مع انعقاد القمة، اليوم، في روما، حيث دعت نقابات وحركات يسارية ومنظمات بيئية إلى التظاهر، وسط توقعات بمشاركة آلاف الأشخاص.

وحشدت السلطات الإيطالية أكثر من خمسة آلاف شرطي ودركي وجندي، وستحلّق مروحيات وطائرات مسيَّرة باستمرار في أجواء العاصمة الإيطالية، فيما تم "تحصين" الحيّ الذي تعقد فيه القمة.

لقاءات ثنائية على هامش القمة

وسيستغل قادة مجموعة العشرين فرصة اجتماعهم حضوريًا للمرة الأولى منذ بدء الجائحة، لعقد اجتماعات ثنائية أو ضمن مجموعات صغيرة.

ويجتمع اليوم السبت، الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانول ماكرون، فضلاً عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، للاتفاق على معاودة المفاوضات مع إيران.

ويلتقي إيمانويل ماكرون، الذي كرّس يوم الجمعة للمصالحة مع جو بايدن بعد أزمة الغواصات، رئيس الوزراء البريطاني، جونسون، يوم غد، الأحد، على خلفية الأزمة الناشئة بين البلدين بشأن صيد الأسماك، إثر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

ويأمل الرئيس الارجنتيني ألبرتو فرنانديز، من جهته، البحث في مسألة دين بلاده مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا.

وتتوجه كندا وهولندا إلى قمة مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف "كوب 26" بإستراتيجية مشتركة تستهدف الضغط على الدول من أجل تكثيف جهودها في مواجهة تغير المناخ، بحسب التصريحات الي صدرت عن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، في لاهاي، أمس، الجمعة.

والتقى ترودو في لاهاي نظيره الهولندي، مارك روته، قبل قمة مجموعة العشرين في روما. وقال ترودو، في مؤتمر صحافي: "لقد كان لقاء بين أصدقاء يتشاركون الأفكار نفسها".

وقال إن الاجتماع "أتاح لنا وضع إستراتيجية تتعلق بكيفية استمرارنا في ممارسة الضغط لضمان أن العالم يكثف (جهوده) في مواجهة هذه التحديات الهائلة".

وتابع ترودو "نحن نعمل مع حلفاء يتشاركون أفكارنا، بينهم ألمانيا ودول أخرى، لضمان أن يفي العالم في سرعة كبيرة بالتزامه (تخصيص) 100 مليار دولار" لمساعدة البلدان النامية في مكافحة التغير المناخي والذي كان من المفترض أن يتحقق خلال العام الماضي. وأصبح عجز الدول الغنية عن تحقيقه نقطة شائكة وحرجة.

وأضاف "أنا متفائل جدًا. فِرقنا تعمل الليلة وغدًا" على المساهمة التي ستُقدّمها كندا وهولندا في اتجاه الدفع نحو نجاح مؤتمر المناخ. وأكد أنه "لا يزال ممكنًا تحقيق نتيجة جيدة. لكن إذا لم نعمل بجد سنواجه مشاكل".

التعليقات