أوكرانيا تتهم بوتين بالسعي إلى "تدميرها" سعيا لـ"إحياء" الاتحاد السوفييتيّ

عدّ سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكرانيّ في ذروة التوترات مع موسكو، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين "يريد تدمير أوكرانيا" و"إحياء الاتحاد السوفياتي"، قائلا إن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل.

أوكرانيا تتهم بوتين بالسعي إلى

بوتين خلال مؤتمر صحافي بموسكو (أ ب)

عدّ سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكرانيّ في ذروة التوترات مع موسكو، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين "يريد تدمير أوكرانيا" و"إحياء الاتحاد السوفييتي"، قائلا إن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل.

ومنذ أكثر من شهر، يتهم الغرب، روسيا، بحشد نحو 100 ألف عسكريّ على الحدود الأوكرانية بهدف التدخل عسكريا فيها، وصعّد من تحذيراته إلى الكرملين الذي ينفي أي نية لشن حرب.

ونقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء عن سكرتير مجلس الأمن الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، القول: "بالنسبة الينا، التهديد موجود كل يوم، بغض النظر عن عدد القوات" التي تنشرها موسكو.

وعدّ أن بوتين لن يحقق غاياته لأنه "في حال وقوع هجوم روسي، فإن المجتمع بأسره، عسكريين ومدنيين سيقاوم... سنحمي بلادنا. نقطة على السطر".

من جانبه، يشكك الرئيس الروسي في وجود أمة أوكرانية منذ سنوات، وقال الخميس، إن أوكرانيا "أنشأها" لينين في عشرينيات القرن الماضي.

لكن دانيلوف قلل من خطر حدوث تصعيد وشيك، مضيفا أنه وفق تقديرات كييف ، ازداد عدد القوات الروسية حول أوكرانيا بشكل طفيف فقط من 93 ألفا في تشرين الأول/ أكتوبر إلى نحو 104 آلاف حاليا.

بوتين (أ ب)

ووفقا له، يسعى الكرملين قبل كل شيء إلى "زعزعة استقرار" أوكرانيا من الداخل عبر "هجمات إلكترونية" و"أزمة طاقة"، إذ إن أوكرانيا هي إحدى أفقر دول أوروبا وتفتقر إلى الفحم والغاز وتواجه انقطاعات خطرة في التيار الكهربائي هذا الشتاء.

وفي حال فشل هذا السيناريو، فإن السلطات الروسية "ستستخدم وسائل أخرى بما في ذلك الوسائل العسكرية"، بحسب تقدير دانيلوف الذي يضيف أنها "تريد تقسيم بلدنا في شكل يفقد حدوده معها".

ويخوض البلدان نزاعا منذ ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، وأعقبت ذلك حرب في شرق أوكرانيا مع انفصاليين موالين لروسيا.

وخلّف هذا الصراع الذي تعثرت تسويته السياسية، أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 1,5 مليون نازح في أوكرانيا التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة وتقع على أبواب الاتحاد الأوروبي.

وتتهم موسكو، كييف، بالتحضير لهجوم عسكري لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، لكن السلطات الأوكرانية تنفي ذلك بشدة.

وأشار أوليكسي دانيلوف، الرئيس السابق لبلدية مدينة لوغانسك التي باتت في أيدي الانفصاليين، إلى أنه "لا يمكننا" استخدام القوة لأن ذلك سيؤدي إلى "عدد كبير جدا من الضحايا المدنيين".

وأضاف "نود ان تكون هناك مفاوضات وأن يسحب الروس عسكرييهم ودباباتهم ويعودوا الى ديارهم لكن بوتين لا يريد ذلك".

وحذّر المسؤول الأوكراني الكبير من أن "ملايين اللاجئين" سيتدفقون "إلى أوروبا" في حال حدوث تصعيد مع موسكو.

وفي حين هدد الغرب موسكو بمزيد من الإجراءات العقابية في حال شنها هجوما، تدعو كييف إلى فرض عقوبات وقائية ومنحها مزيدا من الأسلحة.

وقال دانيلوف: "تزويدنا الأسلحة للدفاع عن أنفسنا هو القضية الأساسية، وليس الوعود والعقوبات القصيرة الأجل". وتساءل مستنكرا "عندما تُدمّر بلادنا، ضد من ستفرض عقوبات؟".

ونبّه سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني، الغرب، من أي ترتيب مع الكرملين مع اقتراب موعد المفاوضات في كانون الثاني/ يناير بين موسكو وواشنطن؛ بشأن المطالب الأمنية لروسيا التي تشترط خصوصا عدم التفكير في ضمّ كييف إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".

ووفق أوليكسي دانيلوف، لن يقبل الأوكرانيون أبدا باتفاقات تبرم "من خلف ظهورهم". وأكد أن "ما يسمى القادة الكبار لا يمكنهم أن يجعلونا نخضع ويتخذوا القرار نيابة عنا".

كييف تشدد على ضرورة مشاركتها في محادثات موسكو و"الناتو"

في السياق، قال وزير الخارجية الأوكرانيّ، دميترو كوليبا، إنه ينبغي أن تشارك كييف في المحادثات الأمنية التي ستجريها روسيا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأضاف كوليبا في تغريدة على "تويتر"، الجمعة، أن القضية ذات الأولوية بالنسبة لهم هي إنهاء الصراع الدولي المسلح.

مناورات عسكريّة في منطقة دونيتسك بأوكرانيا (أ ب)

وذكر أن بلاده تدعم محادثات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو مع روسيا، مضيفا: "أوكرانيا والأمن الأوروبي الأطلسي في خطر، لذلك يجب أن تكون أوكرانيا جزءًا من المحادثات الأمنية".

وفي 15 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن مستشار الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية، يوري أوشاكوف، أن بلاده سلمت مسودة مقترحاتها إلى واشنطن و"الناتو"، وبعد يومين نشرت الخارجية الروسية نص مسودة الاتفاقيات التي اقترحتها موسكو.

وفي اقتراحها بشأن الضمانات الأمنية المقدمة إلى الولايات المتحدة والناتو، سعت موسكو للحصول على تعهدات من واشنطن وحلفائها بأن يتخلى الحلف عن توسعه شرقا، وعدم قبول انضمام دول الاتحاد السوفيتي السابق إليه. كما طالبت روسيا الولايات المتحدة بعدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفيتي السابق والدول غير الأعضاء في "الناتو"، وعدم التعاون مع هذه الدول.

والخميس، قال بوتين، إن "واشنطن تؤيد التفاوض مع روسيا بشأن ضمانات أمنية في أوروبا".

ولفت في مؤتمر صحافي بموسكوإلى أن "واشنطن وافقت على بدء محادثات بشأن الضمانات الأمنية لروسيا أوائل العام المقبل بمدينة جنيف السويسرية".

بوتين يحتفي بنجاح إطلاق "وابل" صواريخ فرط صوتية

وفي سياق ذي صلة، أعلن بوتين عن تجربة ناجحة لإطلاق صواريخ "زيركون" الفرط صوتية، وهو نوع من الأسلحة تعتبره موسكو "غير مرئي" ويندرج في سباق التسلح بين القوى العسكرية.

وقال بوتين خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون:"في تلك الليلة، في الساعات الأولى من الصباح، تم إطلاق وابل من نظام زيركون الفرط صوتي"، مضيفا أن العملية تمت "بنجاح".

وتابع: "إنه حدث عظيم للبلاد وخطوة مهمة لتعزيز أمن روسيا وقدراتها الدفاعية"، بدون مزيد من التفاصيل بشأن التجربة.

وبحسب عدد من وسائل الإعلام الروسية، هي المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو عن إطلاق "وابل" من صواريخ "زيركون". ولم تكشف وزارة الدفاع الروسية أي معلومات إضافية حتى الآن.

ويعود أول إطلاق رسمي لـ"زيركون" إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2020. وأجريت اختبارات أخرى مذاك في المنطقة الروسية القطبية، ولا سيما من الفرقاطة الأدميرال غورتشكوف ومن غواصة مغمورة. وكان آخر اختبار لإطلاق هذا الصاروخ في 16 كانون الأول/ ديسمبر.

وضاعفت روسيا الإعلانات عن تطوير أسلحة جديدة اعتبر بوتين أنها "لا تقهر"، مثل زيركون، في سياق التوتر مع الدول الغربية ولا سيما واشنطن.

ويصل المدى الأقصى للصاروخ إلى ألف كيلومتر، ويتوقع أن يتم تركيبه في سفن وغواصات الأسطول الروسي. ودخلت الصواريخ الأولى من جيل "أفانغارد" الجديد الفرط صوتية القادرة على الوصول إلى سرعة 27 ماخ وتغيير مسارها وارتفاعها، الخدمة مع الجيش الروسي في كانون الأول/ ديسمبر 2019.

وتسعى روسيا أيضا إلى تطوير أسلحتها لاستخدامها في الفضاء. ونجح الجيش الروسي منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر في تدمير قمر صناعي سوفييتي قديم في مداره بواسطة صاروخ، ما أغضب الغربيين الذين اتهموه بتعريض محطة الفضاء الدولية للخطر من خلال التسبب في سحابة من الحطام.

التعليقات