فشل اقتراح قانون أميركيّ لفرض عقوبات على "نورد ستريم 2"

فشلت الأقليّة الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، في إقرار اقتراح قانون يفرض عقوبات على الكيانات المسؤولة عن "نورد ستريم 2"، خط أنابيب الغاز الذي يربط روسيا وألمانيا وتندّد به الولايات المتحدة، فيما جدّدت الولايات المتّحدة التزامها بتقديم "مساعدة دفاعية"

فشل اقتراح قانون أميركيّ لفرض عقوبات على

أنابيب خط "نورد ستريم 2" ("أ ب")

فشلت الأقليّة الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، في إقرار اقتراح قانون يفرض عقوبات على الكيانات المسؤولة عن "نورد ستريم 2"، خط أنابيب الغاز الذي يربط روسيا وألمانيا وتندّد به الولايات المتحدة، فيما جدّدت الولايات المتّحدة التزامها بتقديم "مساعدة دفاعية" للجيش الأوكراني، في موقف يأتي بعدما فشلت المحادثات بين موسكو والغرب في خفض حدّة التوتّر على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.

وتعارض الولايات المتحدة بشدّة خط نورد ستريم 2 الذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق بدون المرور بأوكرانيا. وعلى الرّغم من معارضة الطبقة السياسية الأميركية لهذا المشروع الذي أنجز بناؤه، إلا أنّ أيّ إدارة أميركية لم تجازف بالوصول إلى حدّ التصادم مع ألمانيا، الحليف الأساسي للولايات المتحدة.

وأبرز الدول المنتقدة لخط الأنابيب هذا هي الولايات المتحدة وبولندا القلقتان من تعزيز اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، إضافة إلى أوكرانيا التي تقول إن المشروع سيضعفها دبلوماسيا واقتصاديا باعتبارها حتى الآن دولة العبور الرئيسية للغاز الروسي نحو أوروبا.

وينصّ اقتراح القانون الذي طرحته الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ على التصويت الخميس، على فرض عقوبات على جميع الأطراف المسؤولة عن التخطيط لخط الأنابيب البالغ طوله 1.230 كيلومتر أو بنائه أو تشغيله.

وصوّت بضعة سناتورات ديمقراطيين إلى جانب زملائهم الجمهوريين، لكنّ عدد مؤيّدي اقتراح القانون لم يبلغ العتبة اللازمة لإقراره وهي 60 عضوا على الأقلّ.

وإثر التصويت، أعرب صاحب اقتراح القانون السناتور عن ولاية تكساس تيد كروز عن أسفه لعدم إقراره.

وقال كروز في بيان إنّ "فرض عقوبات فورا هو الوحيد الكفيل بتغيير منطق بوتين ومنع غزو أوكرانيا وإزالة التهديد الوجودي الذي يمثّله نورد ستريم 2".

في السياق، قال المتحدّث باسم البنتاغون، جون كيربي إنّ وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن تطرّق خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف إلى "التعزيز غير المبرّر للوضع العسكري الروسي في أوكرانيا وعلى حدودها".

وأضاف أنّ الوزير الأميركي "أكّد من جديد دعم الولايات المتحدة الراسخ لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، بما في ذلك الجهود الراهنة لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية من خلال تقديم مساعدة دفاعية".

وأوضح كيربي أنّ الوزيرين لم يناقشا أسلحة محدّدة، لكنّ البنتاغون "أعاد التأكيد على التزامنا مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها".

وزوّدت واشنطن كييف بأسلحة خفيفة وسفن دوريات وقاذفات صواريخ مضادّة للدروع من طراز جافلين، لكنّ العديد من أعضاء الكونغرس يطالبون البيت الأبيض بأن يفعل المزيد على هذا الصعيد.

وازدادت حدّة التوتر حول أوكرانيا في الأشهر الأخيرة بعدما اتّهمت الولايات المتحدة ودول غربية روسيا بأنّها حشدت على حدودها مع أوكرانيا نحو 100 ألف جندي ودبابات وقطع مدفعية تحضيراً لغزو محتمل لجارتها الغربية، لكنّ السلطات الروسية نفت ذلك.

ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإنّ إدارة الرئيس، جو بايدن تدرس تزويد كييف بطائرات هليكوبتر كانت مخصّصة في الأصل للجيش الأفغاني.

والخميس قال كيربي إنّ ثلثي هذه القوات الروسية أتت من مناطق عسكرية أخرى وثلثها فقط متمركز بالفعل في المنطقة.

وأضاف: "ما زلنا قلقين للغاية إزاء الوجود الروسي قرب الحدود مع أوكرانيا".

وتابع: "ما زلنا قلقين للغاية إزاء ما يبدو أنّه رفض من جانبهم لإيجاد طريقة للتهدئة".

وشدّد المتحدّث باسم البنتاغون على أن الولايات المتحدة "لم تر أيّ مؤشر على تقليص هذا الوجود العسكري... ونحن نراقبه من كثب".

التعليقات