دبلوماسيون: واشنطن وموسكو تعرقلان قرارا حول ليبيا

تعرقل روسيا والولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي تمديد مهمة الأمم المتحدة السياسية في ليبيا، بحسب ما قال دبلوماسيون لـ"فرانس برس"، الخميس.

دبلوماسيون: واشنطن وموسكو تعرقلان قرارا حول ليبيا

غوتيرش تحايل على انقسام مجلس الأمن (أ ب)

تعرقل روسيا والولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي تمديد مهمة الأمم المتحدة السياسية في ليبيا، بحسب ما قال دبلوماسيون لـ"فرانس برس"، الخميس.

تشترط موسكو أن يعيّن المجلس سريعًا مبعوثًا أمميًا جديدًا، بينما تريد واشنطن بقاء الأميركية ستيفاني وليامز لقيادة البعثة بالإنابة.

وأوضحت المصادر الدبلوماسية أنّ بريطانيا طرحت على التصويت في مجلس الأمن مشروع قرار يمدّد تفويض "بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا" حتى 15 أيلول/سبتمبر، لكن في اللحظة الأخيرة أرجئ التصويت عليه إلى أجل غير مسمى.

وأضافت المصادر أنّ إرجاء التصويت جرى لأنّ روسيا كانت تعتزم استخدام حقّ النقض (الفيتو) ضدّه، قبل أن تطرح مشروع قرار مضادّ كان على الأرجح سيواجه بفيتو أميركي.

وينصّ مشروع القرار الروسي الذي اطّلعت عليه وكالة فرانس برس على أن "يُسمّي الأمين العام مبعوثًا دون مزيد من التأخير"، كما ينصّ على تمديد ولاية البعثة حتى 30 نيسان/أبريل فقط ريثما يتّضح، وفقًا لموسكو، الوضع السياسي في ليبيا.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، استقال السلوفاكي يان كوبيش فجأة من رئاسة البعثة، في خطوة عزتها مصادر دبلوماسية إلى خلافات بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن العملية الانتخابية في ليبيا.

ومنذ استقالة كوبيش، تشغل وليامز منصبه بالإنابة، إذ إنّ الأمين العام للأمم المتحدة استدعاها بعد عام تقريبًا من غيابها عن هذا الملف لاستلامه مجدّدًا، ومنحها رسميًّا منصب "مستشارة خاصة".

وبهذه الطريقة، استغنى غوتيريش عن موافقة مجلس الأمن على اختيار الشخص، وهو قرار دقيق منذ سنوات بسبب صراعات النفوذ التي تخوضها القوى العظمى في الملف الليبي.

وفي 2020، حين كانت وليامز مساعدة لرئيس البعثة، قامت بمهمّات أحرزت تطورات مهمة في الملفّ الليبي، لا سيّما وقف إطلاق النار بين الليبيين المتحاربين بعد سنوات عدة من الاشتباكات.

وشدّد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكيي، الإثنين، خلال جلسة علنية لمجلس الأمن حول ليبيا، على ضرورة تعيين مبعوث جديد للتوسّط في النزاع الليبي.

وقال "من المهمّ أن يقدّم الأمين العام مرشّحًا لهذا المنصب في أقرب وقت ممكن"، مشدّدًا على "وجوب أن يتمتّع مبعوث الأمم المتحدة بخبرة كافية في إطار التفويض الذي يقرّره مجلس الأمن. للأسف، ليس لدينا هذا الشخص على رأس البعثة في الوقت الحالي".

وقال دبلوماسي إنّ الخلاف الذي تعمّق مرة أخرى هذا الأسبوع بين أعضاء الأمم المتّحدة "ليس مؤشراً جيّدا" لليبيين، و"لن يساعد ستيفاني وليامز" في مهمتها.

وإثر الانتقادات الروسية أعرب غوتيريش عن دعمه لمستشارته الخاصة.

وردّاً على سؤال عن طلب روسيا تعيين مبعوث بدلًا من وليامز، قال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "الأمين العام ممتنّ للغاية لكلّ العمل الذي قامت به ستيفاني وليامز بصفتها السابقة، وما تواصل القيام به في الملف الليبي بصفتها مستشارة خاصة".

وأضاف أن الدبلوماسية الأميركية "قامت بعمل جيّد للغاية في مواجهة وضع صعب للغاية".

التعليقات