مفاوضات فيينا تتوقّف: حان وقت القرارات السياسية

علّق الدبلوماسيون الدوليون، الجمعة، مباحثاتهم في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، بالتوافق، لإجراء مشاورات في بلدانهم، والحصول على قرارات سياسية.

مفاوضات فيينا تتوقّف: حان وقت القرارات السياسية

من مقرّ المفاوضات (أ ب)

علّق الدبلوماسيون الدوليون، الجمعة، مباحثاتهم في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، بالتوافق، لإجراء مشاورات في بلدانهم، والحصول على قرارات سياسية.

وعبّرت فرنسا عن تفاؤلها، قائلة إن المفاوضات "من الممكن أن تفضي إلى نتيجة".

وكتب منسق الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، الذي يترأس المحادثات الجارية في قصر كوبورغ الفخم في العاصمة النمساوية، في تغريدة "يعود المشاركون إلى عواصمهم لإجراء مشاورات و(تلقي) تعليمات تمهيدا للعودة الأسبوع المقبل".

وأضاف "لا بد من اتخاذ قرارات سياسية الآن".

وعبّر كبار المفاوضين عن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن موقف مماثل معلنين أنه بعد هذه المرحلة "المكثفة"، فإن "الجميع يعلم أننا نصل إلى المرحلة الأخيرة، ما يتطلب قرارات سياسية".

كما كتب المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف على تويتر أن العملية وصلت إلى "مرحلة متقدمة".

ورأى الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، نيسان رفعتي، أنه "نظرا إلى الإحساس بالعجلة الذي عبرت عنه بصورة خاصة القوى الغربية، فإن الجولة المقبلة قد تكون تلك التي تشهد حسما أو فشلا".

وبدأت مباحثات فيينا في نيسان/أبريل 2021، وعلّقت في حزيران/يونيو تزامنا مع انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسًا لإيران، خلفا لحسن روحاني الذي أبرم الاتفاق في عهده، قبل استئنافها في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.

وأتاح الاتفاق الذي أبرم بين إيران من جهة، وكل من ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا من جهة أخرى، رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أنّ مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه العام 2018، في عهد رئيسها السابق، دونالد ترامب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية.

وردّت طهران بالتراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وأتاح وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض إعادة تحريك المحادثات.

وتخوض طهران المباحثات مع القوى التي لا تزال في الاتفاق، أي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، على أن يتولى دبلوماسيو هذه الدول، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، التنسيق بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين.

وأعلنت إيران، الإثنين، للمرّة الأولى استعدادها للتفاوض مباشرة مع واشنطن، التي ردت مبدية استعدادها لخوض محادثات مباشرة "ملحة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين، الخميس، إن "إيران لم تقبل بعد على حدّ علمنا".

وترى واشنطن أن الوقت ينفد للتوصل إلى تفاهم، في ضوء وتيرة التقدم الذي تحرزه إيران في برنامجها النووي.

ولا تزال هناك عقبات، ولا سيما بشأن الضمانات التي تطلبها طهران من الولايات المتحدة، للتثبت من رفع العقوبات وتفادي أزمة جديدة.

غير أنّ الرئاسة الفرنسية اعتبرت، الجمعة، أن "هناك بعض المؤشرات إلى أن المفاوضات يمكن أن تفضي إلى نتيجة"، مشيرة إلى أنه "ما زال ينبغي توضيح" عدد من النقاط و"الحصول على التزامات من كل من الطرفين".

وقد يبحث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الملفَّ مع رئيسي خلال الأيام المقبلة، بحسب الإليزيه.

ورأت إيران، الإثنين، أن ثمة إمكانًا للتوصل الى تفاهم مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إنّ هناك "تقدما في الاتجاه الصحيح"، مع بقاء "مواضيع أساسية" تتطلب قرارا سياسيا أميركيا.

من جانبها، ترفض واشنطن الإدلاء بتكهنات.

وقال موفد البيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماغورك، الخميس، "إنّنا نقترب من اتفاق محتمل، لكن لا يسعني القول ما هو مدى احتمال" تحقيق نتيجة إيجابية.

غير أنه في المقابل لم يستبعد تماما احتمال "انقطاع" المحادثات إذا لم يتم التوصل إلى أي تسوية سياسية خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

التعليقات