تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا رغم التوافق على "ضرورة نزع فتيل التصعيد"

أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء أمس، الجمعة، أنه سيقوم بنقل قوات أميركية إلى دول أوروبا الشرقية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المدى القريب، وسط تصاعد التوتّر مع موسكو في شأن أوكرانيا.

تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا رغم التوافق على

موقع خط المواجهة في منطقة لوهانسك، شرق أوكرانيا، الجمعة (أ ب)

أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء أمس، الجمعة، أنه سيقوم بنقل قوات أميركية إلى دول أوروبا الشرقية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المدى القريب، وسط تصاعد التوتّر مع موسكو في شأن أوكرانيا.

من جانبه، حذّر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، الغرب، من الإفراط في إثارة الذعر بسبب الحشود العسكرية الروسية على حدود بلاده، مطالبًا في الوقت عينه الكرملين، بخطوات تثبت أنّ هذه القوات لا تعتزم غزو بلده.

وأتت دعوة الرئيس الأوكراني في وقت اتفّق نظيراه الروسي، فلاديمير بوتين، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، على "ضرورة نزع فتيل التصعيد" ومواصلة "الحوار" لحلّ هذه الأزمة، في حين أكّد البنتاغون أنّ الحرب "ليست حتمية" لكن إن وقعت فستكون كلفتها البشرية "مروّعة".

وأكد الرئيس الأميركي، بايدن، أنّه سيُرسل عددًا صغيرًا من الجنود الأميركيّين إلى أوروبا الشرقيّة "قريبًا"، في ما يتوقع أن يُشكّل وسيلة إضافيّة للضغط على بوتين.

من جهته، يسعى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى تجنّب "إراقة الدماء" في أوكرانيا، وفق ما أكّدت متحدّثة باسم داونينغ ستريت، مساء الجمعة، مشيرة إلى أنّه سيتّصل ببوتين لحضّه مرّة جديدة على "التراجع والانخراط دبلوماسيًا".

زيلينسكي (أ ب)

وقال الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، خلال مؤتمر صحافي: "لسنا في حاجة إلى هذا الذعر"، مؤكّدا أنّ "احتمال الهجوم موجود ولم يتبدّد، لكن لم يكن أقلّ خطورة في 2021 (...) لا نرى تصعيدًا يتجاوز ما كان موجودًا" العام الماضي.

وأسف الرئيس الأوكراني لأنّ متابعة وسائل الإعلام العالمية و"حتى قادة الدول المحترمين"، تجعل هناك اعتقاد "بأنّنا في خضمّ حرب" في كل البلاد، وأنّ "هناك جيوشًا تتقدّم على الطُرق. لكنّ الوضع ليس كذلك".

وأتى تصريح زيلينسكي بعيد إعلان الإليزيه أنّ الرئيسين الفرنسي والروسي اتفقا خلال مكالمة استغرقت أكثر من ساعة، الجمعة، على "ضرورة نزع فتيل التصعيد" ومواصلة "الحوار".

وقالت الرئاسة الفرنسية إنّ "الرئيس بوتين لم يبدِ أي نية عدوانية (...) لقد قال بوضوح إنه لا يسعى إلى المواجهة".

ومساءً، جدّد ماكرون في مكالمة مع زيلينسكي التعبير عن "تضامن فرنسا الكامل مع أوكرانيا"، مؤكّدًا "تمسّكه بالحفاظ على سيادة هذا البلد ووحدة أراضيه"، وفق الإليزيه.

مناورات عسكرية قرب خط المواجهة شرق أوكرانيا (أ ب)

من جهته قال الكرملين، إنّ بوتين شدّد على مسامع ماكرون، على أنّ الغرب يتجاهل المطالب التي حددتها روسيا لخفض التوتر في الأزمة حول أوكرانيا.

ورفضت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي رسميا، الأربعاء الماضي، مطالب تعتبرها روسيا حيوية لضمان أمنها، في مقدمها إنهاء سياسة التوسع التي ينتهجها الحلف الأطلسي وعودة الانتشار العسكري الغربي إلى حدود 1997.

ونقل الكرملين عن بوتين قوله لماكرون إنّ "أجوبة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لم تأخذ بالاعتبار مخاوف روسيا الجوهرية (...) لقد تم تجاهل المسألة الأساسيّة، وهي كيف تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها ... تطبيق المبدأ القائل إنه يجب ألّا يعزز أي طرف أمنه على حساب دول أخرى".

وأشار الكرملين إلى أنّ روسيا "ستحدّد ردها المقبل" بعد أن تدرس بالتفصيل ردّ خصومها.

(أ ب)

وإذا كانت واشنطن والحلف الأطلسي قد رفضا المطالب الروسية الرئيسية، فقد عرضا العمل على فرض قيود مشتركة على نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في أوروبا، على أن يشمل ذلك أيضا المناورات العسكرية في مناطق مجاورة للمعسكر الخصم.

من جهة ثانية، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك، الجمعة، العمل على تأمين "كميات إضافية من الغاز الطبيعي" لأوروبا لمواجهة أي عواقب في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.

وتوعّدت موسكو بردّ واسع إذا رفِضَت مطالبها، لكن دون أن تُحدّد طبيعة الرد. واقترح نواب روس أن تعترف موسكو باستقلال المناطق الانفصالية الموالية لها في شرق أوكرانيا وأن تُسلّحها.

وفي واشنطن، أكّد وزير الدفاع ورئيس الأركان الأميركيان، الجمعة، أنّ اندلاع نزاع بين موسكو وكييف "ليس أمرًا حتميًا"، لكن إذا حصل فإنّ كلفته البشرية ستكون "مروّعة"، محذّرين من أنّ روسيا حشدت على حدود أوكرانيا ما يكفي من القوات لاجتياح جارتها.

وفي بروكسل، اعتبر الأمين العام للأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، أنّ لدى روسيا "مروحة واسعة" من الخيارات ضدّ أوكرانيا، مشدّدًا في الوقت نفسه على أنّ إمكان إجراء مفاوضات ومحادثات سلام لا يزال متاحا.

رئيس الأركان الأميركي، الجنرال مارك ميلي (أ ب)

وقال الأمين العام في مؤتمر نظّمه مركز "أتلانتيك كاونسيل" الأميركي للأبحاث إنّ "(الحرب) الإلكترونية هي أحدها، المحاولات الانقلابية لإطاحة الحكومة في كييف، التخريب - لديهم عملاء استخبارات يعملون في أوكرانيا في هذا الوقت بالذات. لذلك علينا أن نكون مستعدّين لمروحة واسعة من الإجراءات العدوانية الروسية المختلفة ضدّ أوكرانيا".

وأضاف "من جانب الحلف الأطلسي، نحن مستعدّون للانخراط في حوار سياسي، لكنّنا مستعدّون أيضًا للردّ إذا ما اختارت روسيا نزاعا مسلّحا ومواجهة. لذلك نحن مستعدّون لكلا الخيارين".

وتابع "نحن نعمل بجدّ لإيجاد أفضل حلّ سياسي سلمي، لكنّنا استعددنا أيضاً للأسوأ".

من جهتها أعلنت روسيا، الجمعة، أنّها منعت دخول كثير من المسؤولين الأوروبيين إلى أراضيها، مشيرة إلى أنّها اتّخذت هذه الخطوة ردّاً على انتهاج بروكسل سياسة فرض "قيود أحادية عبثية".

وسارع الاتحاد الأوروبي إلى إبداء "أسفه"، مؤكدًا أنّ "هذا القرار يفتقر إلى مبرّرات قانونية وإلى الشفافية وسيلقى ردًّا ملائمًا".

التعليقات