الأزمة الأوكرانية: موسكو تواصل تعزيزاتها العسكرية وتبقي الباب مواربا على الحل الدبلوماسي

أعلنت روسيا، اليوم، الإثنين، أن هناك "فرصًا" لحل الأزمة الأوكرانية من خلال القنوات الدبلوماسية، في وقت يخشى فيه الغرب أن تتحول التوترات إلى صراع مسلح، فيما أعلن البنتاغون أن موسكو عززت انتشارها العسكري عند الحدود مع أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي

الأزمة الأوكرانية: موسكو تواصل تعزيزاتها العسكرية وتبقي الباب مواربا على الحل الدبلوماسي

جنود أوكرانيين على خط المواجهة (أ ب)

أعلنت روسيا، اليوم، الإثنين، أن هناك "فرصًا" لحل الأزمة الأوكرانية من خلال القنوات الدبلوماسية، في وقت يخشى فيه الغرب أن تتحول التوترات إلى صراع مسلح، فيما أعلن البنتاغون أن موسكو عززت انتشارها العسكري عند الحدود مع أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، رغم إعلانها انتهاء بعض المناورات العسكرية.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقاء مع الرئيس، فلاديمير بوتين، بث عبر التلفزيون: "يجب أن أقول إن هناك دائمًا فرصة لحلّ المشكلات التي تحتاج إلى حل"، مضيفًا أنّ فرص الحوار "لم تستنفد".

جاء ذلك فيما كرر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مطلب بلاده بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشددا على أن ذلك "سيضمن أمننا"، وهو مطلب متكرر من السلطات الأوكرانية خوفًا من غزو روسي محتمل.

اللقاء بين بوتين ولافروف تم بثه على التلفزيون الروسي (أ ب)

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم، إن تخلي أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى الناتو من شأنه أن يساعد في التفاوض بشأن الضمانات الأمنية التي طالبت بها روسيا؛ وأضاف أن رفض أوكرانيا، بشكل رسمي، موضوع الانضمام إلى الحلف سيساعد في صياغة رد ملموس على مخاوف روسيا الأمنية.

وأضاف المتحدث الروسي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أنه "من دون شك، سيساعد الرفض المسجل بشكل رسمي من جانب أوكرانيا لفكرة الانضمام إلى الناتو في دفع المفاوضات قدمًا. بالطبع، هذه خطوة من شأنها أن تسهم بشكل كبير في صياغة رد أكثر جدوى على المخاوف الروسية".

وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين قوله إن الرئيس بوتين وافق من حيث المبدأ على ردود وزارة الخارجية على الغرب بشأن الضمانات الأمنية التي تسعى إليها موسكو. وقالت إن الدبلوماسيين الروس بصدد الانتهاء من نص الردود.

الرئيس الأوكراني يؤكد أن انضمام بلاده لناتو سيضمن أمنها

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، قال زيلينسكي: "نحن نعتبر أن انتماءنا إلى حلف شمال الأطلسي سيضمن أمننا وسيادتنا الإقليمية"، فيما تواصل الولايات المتحدة تكرار إعلانها بأن غزوا روسيا لأوكرانيا قد يكون وشيكا.

زيلينسكي وشولتس (أ ب)

وتعتبر موسكو انضمام أوكرانيا الجمهورية السوفياتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي غير مقبول، وقد حشدت عشرات آلاف الجنود عند حدود هذا البلد ما أثار أخطر أزمة بين روسيا والدول الغربية منذ انتهاء الحرب الباردة.

ورأى زيلينسكي أن خط أنابيب الغاز :نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا بألمانيا، مع الالتفاف على أوكرانيا، "سلاح جيوسياسي" معتبرا أن "ثمة اختلافات في تقييم" تأثير هذا المشروع بين كييف وبرلين.

وتحث واشنطن برلين على التخلي عن هذا المشروع الذي لا يزال يحتاج إلى ترخيص ألماني، في حال حصول غزو لأوكرانيا. إلا أن الحكومة الألمانية تبقي على بعض الغموض بشأن هذه المسألة.

شولتس يصل أوكرانيا (المستشارية الألمانية)

وحث شولتس الذي يزور موسكو يوم غد، الثلاثاء، روسيا، على اغتنام "عروض الحوار" الهادفة إلى التوصل إلى خفض التوتر في الأزمة الأوكرانية. وقال إنّ "النشاطات العسكرية لروسيا عند الحدود الأوكرانية غير مفهومة. لا توجد أسباب معقولة لهذا الانتشار العسكري. ونطلب من روسيا اغتنام عروض الحوار المطروحة".

وأضاف "لا ينبغي أن يشك أحد بتصميم الاتحاد الأوروبي وجهوزيته" للرد في حال حصول هجوم على أوكرانيا. وحذر "سنتخذ إجراءات واسعة النطاق سيكون لها تأثير كبير على فرص تطور روسيا الاقتصادي".

وتهدد الولايات المتحدة والدول الأوروبية بفرض عقوبات صارمة جدا على موسكو في حال حصول غزو عسكري. وقال شولتس "هذا ما سأشدد عليه في موسكو غدا (الثلاثاء)"، مجددا التأكيد أن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها غير قابلتين للتفاوض". وأضاف "لذا نتوقع من روسيا أن تخطو خطوات إلى الأمام باتجاه خفض التوتر".

بوتين وقادته العسكريين (أ ب)

وأكد المستشار الألماني الذي يتهمه الغرب بأن بلاده تراعي روسيا لأسباب اقتصادية، ستواصل "بتصميم" دعمها الاقتصادي لكييف. وأوضح "ما من بلد في العالم دعم أوكرانيا بقدر ما دعمناها في السنوات الثماني الأخيرة. فقد حرصنا على استقلاليتها وصمودها في وجه التأثير الخارجي. وأؤكد لكم أننا سنواصل هذا الدعم بالتصميم نفسه".

البنتاعون: تعزيز إضافي للانتشار العسكري الروسي حول أوكرانيا

من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، مساء اليوم، إن روسيا عززت انتشارها العسكري عند الحدود مع أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، رغم إعلان موسكو انتهاء بعض المناورات العسكرية.

وأوضح كيربي لمحطة "سي إن إن" التلفزيونية، أن الرئيس الروسي، بوتين، "يتمتع بقدرات واسعة. ويستمر في إرسال قوات إضافية على طول هذه الحدود مع أوكرانيا حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع (الماضي) ولديه أكثر من مئة ألف (جندي)".

ومضى يقول: "هي ليست فقط مسألة أعداد. الأمر يتعلق أيضا بالقدرات، قدرات على صعيد الأسلحة (..) من المصفحات إلى وحدات المشاة مرورا بالقوات الخاصة والهجمات الإلكترونية والدفاعات الجوية والصاروخية".

وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو (أ ب)

وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في وقت سابق، اليوم، انتهاء جزء من المناورات العسكرية الروسية في حين أن هذه المناورات البرية والبحرية عند الحدود الروسية - الأوكرانية وفي بيلاروس تغذي المخاوف من تصعيد عسكري.

ورغم تصريحات وزير الخارجية الروسي بأن تسوية دبلوماسية للأزمة بشأن أوكرانيا ممكنة، مقترحا حتى "مواصلة الحوار وتوسيعه" في تصريحات أقل حدة مما صدر عن موسكو في الأسابيع الأخيرة. إلا أن الناطق باسم البنتاغون أعاد التأكيد على أن الرئيس الروسي يملك كل القدرات لشن "هجوم عسكري تقليدي في أوكرانيا في أي وقت" أو هجوم محدود أكثر لزعزعة استقرار هذا البلد.

زيلينسكي: قرار دول غربية نقل سفاراتها من كييف "خطأ فادح"

وفي سياق متصل، اعتبر الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، أن قرار دول غربية من بينها الولايات المتحدة وكندا، نقل سفاراتها من كييف إلى غرب أوكرانيا، "خطأ فادح"؛ وقال خلال مؤتمره الصحافي مع شولتس، إنّ "نقل بعض السفارات إلى غرب أوكرانيا خطأ فادح، لكنّ القرار عائد لهم (..) أوكرانيا موحّدة وإن حصل شيء فسيكون في كل مكان".

وأجلت عدة دول دبلوماسييها، كما حثت مواطنيها على مغادرة أوكرانيا. وأمرت الولايات المتحدة معظم طاقمها الدبلوماسي بمغادرة كييف على أن تبقي حضورًا قنصليًا في مدينة لفيف غرب أوكرانيا.

وأغلقت كندا سفارتها موقتًا في كييف ونقلت أنشطتها الدبلوماسية إلى لفيف، وكذلك أستراليا. كما نقلت ألمانيا قنصليتها من دنيبرو في شرق أوكرانيا إلى لفيف.

التعليقات