تركيا تدعو روسيا إلى وقف حربها "غير القانونيّة" والصين "تتفهّم مخاوف" موسكو

أدانت دول عديدة، اليوم الخميس، الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا، ودعت موسكو إلى وقف عملياتها "فورا" وسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية.

تركيا تدعو روسيا إلى وقف حربها

الدخان يتصاعد من قاعدة للدفاع الجوي بأوكرانيا ("أ ب")

أدانت دول عديدة، اليوم الخميس، الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا، ودعت موسكو إلى وقف عملياتها "فورا" وسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية.

ودعت تركيا، اليوم الخميس، روسيا إلى وقف حربها "غير العادلة وغير القانونية" على أوكرانيا "في أسرع وقت ممكن"، معتبرةً أنها تشكل "تهديدًا للأمن العالمي والإقليمي"، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية التركية.

وقالت الوزارة في بيان، إن الغزو الروسي لأوكرانيا "انتهاك جسيم للقانون الدولي"، مذكّرة بأن تركيا "تعارض كل تغيير للحدود عبر الأسلحة".

كما بحث الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، آخر مستجدات التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وذلك في اتصال هاتفي بين الزعيمين، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وأوضح البيان أن الرئيسين بحثا التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وآخر المستجدات.

الصين تقول إنها تتفهم "مخاوف" روسيا

وقال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لنظيره الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس إن الصين "تتفهم مخاوف روسيا المنطقية على الصعيد الأمني"، بعد ساعات على بدء موسكو هجومًا على أوكرانيا.

مروحيات عسكرية روسية فوق ضواحي كييف ("أ ب")

وقال وانغ وفق ما جاء في بيان حول المكالمة الهاتفية نشرته وزارته، "لطالما احترمت الصين سيادة كافة الدول وسلامة أراضيها"، مضيفا "في الوقت نفسه، لاحظنا أن المسألة الأوكرانية ترتبط بتاريخ خاص ومعقّد. نتفهّم مخاوف روسيا المنطقية على الصعيد الأمني".

إيران تعتبر أن الحرب ليست حلًّا؛ "استفزازات الناتو زادت التعقيد

من جانبها، رأت إيران أن الحرب ليست حلا للأزمة بين موسكو وكييف، عازية التوتر بينهما إلى "استفزازات" من قِبل حلف شمال الأطلسي، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء عملية عسكرية ضد أوكرانيا.

وكتب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان عبر "تويتر": "لا نعتقد أن اللجوء إلى الحرب هو حل"، مشددا على ضرورة "وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي وديمقراطي".

وأعلن بوتين فجر اليوم بدء "عملية عسكرية" في الأراضي الأوكرانية. وبعيد الخطاب المتلفز للرئيس الروسي، سمع دوي انفجارات في مدن أوكرانية عدة بينها كييف حيث أطلقت صافرات الانذار.

وأثار قرار الرئيس الروسي على الفور موجة من الإدانات الدولية، خصوصا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أوروبية وحلف شمال الأطلسي الذي سيعقد قمة طارئة عبر الفيديو الجمعة.

وكانت الخارجية الإيرانية قد دعت الطرفين الثلاثاء الماضي إلى "ضبط النفس وتفادي أي عمل من شأنه تعميق التوترات"، معتبرة أن "تدخلات الناتو وتحركاته الاستفزازية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية زادت من تعقيد الأوضاع".

وكرر أمير عبداللهيان الموقف اليوم، معتبرا أن "جذور الأزمة الأوكرانية تعود الى الإجراءات الاستفزازية لحلف الناتو"، من دون تفاصيل إضافية.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة في تصريحات للتلفزيون الرسمي، اليوم الخميس، أن طهران تعمل على "الحصول على إجازة خاصة" لتنظيم رحلات لإجلاء مواطنيها من أوكرانيا.

وكانت كييف أعلنت إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام الطيران المدني بعد بدء العملية العسكرية الروسية.

("أ ب")

وشدد زادة على أن إيران تتواصل مع طرفي النزاع "وركزنا على أن سلامة مواطنينا هي أولوية بالنسبة إلينا".

ووفق أرقام وزارة الخارجية، تعود إلى فترة 2020-2021، يقيم نحو أربعة آلاف مواطن إيراني في أوكرانيا.

وحضّت سفارة طهران في بيان رعاياها، على مغادرة أوكرانيا "بأي طريقة ممكنة"، داعية إياهم إلى الاحتماء في "أماكن آمنة وملاجئ" في حال عدم تمكنهم من ترك البلاد.

روما تطلب من بوتين سحب قواته من أوكرانيا "من دون شروط"

بدوره، حضّ رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، الرئيس الروسي، على سحب قواته المسلحة من أوكرانيا "من دون شروط" وفي أسرع وقت ممكن.

وقال دراغي بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن "إيطاليا والاتحاد الأوروبي وكافة حلفائهما يطالبون الرئيس بوتين بوضع حدّ فورًا لإراقة الدماء وسحب قواته العسكرية غير المشروط إلى خارج حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا".

إدانات دولية ودعوات إلى وقف "فوري" للهجوم الروسي

وقال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، في بيان: "سنبذل قصارى جهدنا لجمع المعلومات وفهم الوضع".

وتابع: "على أية حال، الوضع متوتر، لذا أود العمل بالتعاون مع المجتمع الدولي، بما فيه مجموعة السبع".

وهذه المجموعة تضم أقوى سبع دول صناعية في العالم وهي: الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وكندا.

وقالت وزيرة الخارجية النيوزيلندية، نانايا ماهوتا، إن بلادها "تدين زحف العسكريين والمعدات إلى أوكرانيا، والذي يمثل انتهاكا واضحا لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

وأضافت في بيان: "نقف إلى جانب الشعب الأوكراني المتضرر من هذا الصراع"، واصفة التدخل الروسي بأنه "ضد القوانين الدولية".

وتابعت: "ننضم إلى المجتمع الدولي في دعوة روسيا إلى وقف العمليات العسكرية في أوكرانيا، والانسحاب الفوري والدائم، لضمان اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لحماية المدنيين، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي، والعودة إلى المفاوضات الدبلوماسية لتهدئة هذا الصراع".

وشدد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، عبر بيان، على أنه "لا مبرر للعدوان"، محذرا من أن "الشعب الأوكراني البريء سيتحمل الثمن".

وأضاف: "لقد اختلق فلاديمير بوتين ذريعة واهية للغزو. إن المعلومات المضللة والدعاية الروسية لم تقنع أحدا".

ودعا موسكو إلى "وقف أعمالها التي تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وسحب جيشها من أوكرانيا".

وأعلن موريسون فرض عقوبات مالية على 25 شخصا إضافيا وأربعة كيانات روسية مسؤولين عن "العدوان غير المبرر وغير المقبول"، حسب قوله.

فيما قال رئيس ليتوانيا القريبة جغرافيا من روسيا وأوكرانيا، غيتاناس نوسيدا: "سأوقع اليوم مرسوما بشأن إعلان حالة الطوارئ، وسيقره البرلمان في جلسة استثنائية"، وفق الإذاعة العامة "إل آر تي".

ووصف نوسيدا في بيان، التدخل الروسي بأنه "عدوان عسكري غير مبرر".

وتابع: "رغم عدم وجود تهديد مباشر للاستقرار في ليتوانيا، يتعين علينا تقييم الوضع بشكل صحيح والتصرف بمسؤولية وبتضامن".

قطر تدعو أطراف الأزمة إلى ضبط النفس

من جانبه، دعا أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، اليوم، أطراف الأزمة الأوكرانية الروسية إلى ضبط النفس وحل الخلاف بالحوار والدبلوماسية.

جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أطلعه فيه على تطورات الأزمة، وفق وكالة الأنباء القطرية "قنا".

وأوضحت الوكالة القطرية، أن الرئيس زيلينسكي أطلع الأمير تميم، على آخر المستجدات على الساحة الأوكرانية.

وذكرت أن الأمير القطري دعا "جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحل الخلاف عبر الحوار البناء والطرق الدبلوماسية وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية".

كما ناشد خلال الاتصال "بعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد".

وشدد تميم على ضرورة إبقاء الحالة الإنسانية للمدنيين أولوية قصوى، وضمان سلامتهم. وأكد موقف قطر وحرصها على ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، والالتزام بسيادة واستقلال الدول وسلامتها الإقليمية.

التعليقات