روسيا: سن قانون عقوبات على نشر أخبار تعتبرها الحكومة "كاذبة"

العقوبة التي ينص مشروع القانون الجديد عليها تصل إلى السجن ثلاث سنوات، أو 15 عاما إذا رأت السلطات أن للمعلومات "عواقب وخيمة". وتمنع السلطات الروسية وسائل إعلام من استخدام كلمة "حرب" و"غزو" لأوكرانيا

روسيا: سن قانون عقوبات على نشر أخبار تعتبرها الحكومة

نازحون من أوكرانيا عند الحدود مع بولندا، اليوم (أ.ب.)

صادق البرلمان الروسي (الدوما) بالقراءة الثالثة والأخيرة على مشروع قانون يفرض عقوبات، تصل إلى السجن خمسة عشرة عاما، لتعمد نشر أخبار تعتبرها الحكومة "كاذبة" حول تحركات الجيش، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الروسية اليوم، الجمعة.

ويأتي هذا التطور وسط حملة تشنها السلطات الروسية على وسائل الإعلام المستقلة وحملات انتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا، الأسبوع الماضي.

ومن المقرر أن يحال المشروع إلى مجلس الاتحاد - الغرفة العليا في البرلمان - الذي تعد موافقته المتوقعة، أمرا شكليا، قبل توقيع الرئيس، فلاديمير بوتين، على المشروع ليدخل حيز التنفيذ.

وقال رئيس مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، إن القانون قد يدخل حيز التنفيذ غدا، السبت، على أقرب تقدير.

وينص مشروع القانون الجديد على معاقبة من ينشر معلومات، تعتبرها السلطات الروسية كاذبة، بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، أو خمسة عشر عاما إذا رأت السلطات أن للمعلومات "عواقب وخيمة". كما يحظر مشروع القانون الدعوة إلى تطبيق عقوبات على روسيا.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية، اليوم، لتدريبات مع بيلاروسيا (أ.ب.)

وتنطبق هذه النصوص على جميع السكان وليس على العاملين في الإعلام فقط. وهي تهدف إلى تعزيز الترسانة القمعية للسلطات التي تعزز سيطرتها على المعلومات في خضم هجوم على أوكرانيا.

وبعد أقل من ساعتين من إقرار القانون، أعلن موقع "زناك" الإخباري الإلكتروني أنه سيغلق بوابته، معللا قراره بـ"العدد الكبير من القيود التي ظهرت مؤخرا وتؤثر على عمل وسائل الإعلام في روسيا".

وكانت محطة "إخو موسكوفي"، أكبر محطة إذاعية روسية مستقلة، قد أوقفت بثها، أمس، كما توقفت محطة "دوزد" التلفزيونية المستقلة عن العمل بعد تلقيها تهديدا من السلطات بالإغلاق.

وأعلنت هيئة تنظيم وسائل الإعلام "روسكومنادزور"، اليوم، أنها فرضت قيودا على الوصول إلى أربع وسائل إعلام مستقلة، بما فيها النسخة الروسية من ال"بي بي سي" بطلب من النيابة.

وقالت الهيئة إن الاطلاع على المواقع الالكترونية لخدمة اللغة الروسية التابعة للبي بي سي و"دويتشه فيلي" و"ميدوزا" و"راديو سفوبودا"، الفرع الروسي لإذاعة أوروبا الحرة، اصبح "محدودا". وتمول خدمة اللغة الروسية في "بي بي سي" وأوروبا الحرة و"دويتشه فيلي" من قبل برلين وواشنطن ولندن على التوالي.

وأضافت الهيئة أن هذه القرارات اتخذت بطلب من النيابة، صدر في 24 شباط/فبراير، وهو اليوم الذي بدأ فيه غزو أوكرانيا.

وتمنع السلطات الروسية وسائل الإعلام من استخدام معلومات غير البيانات الرسمية حول غزو أوكرانيا. كما حظرت استخدام كلمات مثل "الحرب" و"الغزو"، فيما يقدم الكرملين ووسائل الإعلام الرئيسية التي يخضع معظمها لسيطرته غزو أوكرانيا على أنه "عملية خاصة" محدودة تهدف إلى "حماية" السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا من "إبادة جماعية".

التعليقات