إيران تعترف بمطالب روسيا لإتمام الاتفاق النووي

لافروف قال إنه يريد "ضمانات على الأقل على مستوى وزراء الخارجية" بأن العقوبات الأمريكية لن تؤثر على علاقة موسكو بطهران، وطهران تبحث عن "طرق مبتكرة" لاستعادة الاتفاق النووي بشكل يلائم مطالب روسيا بشأن العقوبات عليها

إيران تعترف بمطالب روسيا لإتمام الاتفاق النووي

علي شمخاني (أرشيف - أ.ب.)

أعلن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الإثنين، أن بلاده تبحث عن "طرق مبتكرة" لاستعادة الاتفاق النووي مع القوى العالمية، وذلك بعد أن ربط وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، العقوبات على موسكو، بسبب حربها على أوكرانيا، بالمفاوضات الجارية. وتقدم تغريدة شمخاني أول اعتراف رفيع المستوى بمطالب لافروف.

وكتب شمخاني أنه "يتصرف المشاركون في فيينا ويتفاعلون بناء على الاهتمامات وهذا أمر مفهوم. وتفاعلاتنا مدفوعة أيضا بمصالح شعبنا فقط. ومن ثم، فإننا نقوم بتقييم العناصر الجديدة التي تؤثر على المفاوضات، وبالتالي سنبحث عن طرق مبتكرة للإسراع بإيجاد حل".

وأشار المفاوضون من جميع الأطراف في فيينا، في الأيام الأخيرة، إلى أن اتفاقا محتملا بات وشيكا، حيث وافق رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على جدول زمني مع إيران، يكشف عن إجابات لأسئلة طال أمدها بشأن برنامج طهران.

وقال لافروف، أول من أمس، إنه يريد "ضمانات على الأقل على مستوى وزراء الخارجية" بأن العقوبات الأمريكية لن تؤثر على علاقة موسكو بطهران.

ووصف وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، طلب لافروف بأنه "غير ذي صلة"، لأن الاتفاق النووي والعقوبات المفروضة على موسكو بسبب حرب أوكرانيا "مختلفين تماما".

وصرح بلينكن لبرنامج "واجه الأمة"، الذي تبثه شبكة "سي بي إس"، بأنه "كان الانسحاب (الأميركي) من الاتفاق أحد أسوأ الأخطاء التي تم ارتكابها في السنوات الأخيرة. لقد سمح الانسحاب للبرنامج النووي الإيراني بأكمله الذي وضعناه في صندوق للخروج من ذلك الصندوق".


الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا حول اتفاق نووي (أ ب)

وأضاف أنه "من ثم، إذا كانت هناك طريقة للعودة إلى إعادة تنفيذ هذا الاتفاق بشكل فاعل، فمن مصلحتنا القيام بذلك ونحن نعمل على ذلك كما تحدثنا. إنه أيضا في مصلحة روسيا".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، اليوم، إن "التعاون النووي السلمي" بين الصين وإيران وروسيا ينبغي ألا يكون مقيدا بالعقوبات. وأضاف أن "روسيا أظهرت حتى الآن نهجا بناء للتوصل إلى اتفاق جماعي في فيينا، ونحن بدورنا نفسر ما يقولونه في هذا الإطار. سننتظر منهم لتزويدنا بمزيد من التفاصيل في فيينا".

وتابع خطيب زادة أن إيران والولايات المتحدة واصلا التفاوض بشأن صفقة تبادل سجناء محتملة، على غرار تلك التي رافقت الاتفاق النووي السابق. وأشار إلى أن "الخلافات المتبقية أقل من أصابع اليد الواحدة، إذا لم يضيف أحد مشكلة جديدة".

وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران "لن تسمح لأي عامل أجنبي بالتأثير على المصالح الوطنية للبلاد في محادثات فيينا"، وفقا لوكالة أنباء "إرنا" التي تديرها الدولة.

وفي غضون ذلك، نشرت صحيفة "طهران تايمز"، المملوكة للدولة والناطقة باللغة الإنجليزية، اليوم، مقالا يشير إلى أن مشروع الاتفاق النووي في فيينا سيسمح لإيران "بالاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي المتطورة والمواد النووية داخل البلاد".

وقالت الصحيفة، دون تقديم مصدر للمعلومات، إنه "شكل من أشكال الضمان المتأصل للتأكد من أن برنامجها النووي يمكن التراجع عنه بالكامل إذا تراجعت الولايات المتحدة عن التزاماتها مرة أخرى".

وفي فيينا، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، إن أي اتفاق نووي مجدد محتمل سيكون "اتفاقا شديد التعقيد" يتضمن عددا من الخطوات والترتيبات.

كما أقر بأن مفتشيه يواجهون مهمة صعبة في سد الثغرات، التي خلفتها حيازة إيران لأشرطة المراقبة التابعة للوكالة، وتقييد الوصول للمنشآت النووية وسط التوترات. وقال غروسي إن المفتش يجب أن يتأكد من أن كل شيء "يتم احتسابه على أكمل وجه بالنسبة للغرام".

التعليقات