روسيا تعتمد على الدعم الصيني لتجاوز العقوبات الغربية... وواشنطن تحذّر

أكدت روسيا، اليوم الأحد، أنها تسعى للاعتماد على الصين في مساعدتها على تحدي الضربة التي تلقاها اقتصادها من العقوبات الغربية، والتي قالت إنها جمدت قرابة نصف احتياطياتها من الذهب والعملات الأجنبية.

روسيا تعتمد على الدعم الصيني لتجاوز العقوبات الغربية... وواشنطن تحذّر

مكتب صرافة في موسكو، توضيحية (أ ب)

أكدت روسيا، اليوم الأحد، أنها تسعى للاعتماد على الصين في مساعدتها على تحدي الضربة التي تلقاها اقتصادها من العقوبات الغربية، والتي قالت إنها جمدت قرابة نصف احتياطياتها من الذهب والعملات الأجنبية.

وقال وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف: "نحتفظ بجزء من احتياطياتنا من الذهب والعملات الأجنبية بالعملة الصينية اليوان".

وتابع "نرى مقدار الضغط الذي تمارسه الدول الغربية على الصين للحد من التجارة بين البلدين. بالطبع هناك ضغط من أجل الحد من الوصول إلى هذه الاحتياطيات".

واستدرك قائلا: "لكنني أعتقد أن شراكتنا مع الصين ستظل تسمح لنا بالحفاظ على التعاون الذي حققناه، ولن نحافظ عليه فحسب بل سنعززه في مناخ تُغلق فيه الأسواق الغربية" أمام روسيا.

وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف

وفرضت الدول الغربية عقوبات غير مسبوقة على الشركات والنظام المالي الروسي منذ غزو أوكرانيا يوم 24 شباط/ فبراير الماضي، فيما تسميه روسيا عملية عسكرية خاصة.

وتمثل تصريحات الوزير الروسي التي أدلى بها في مقابلة تلفزيونية، أوضح بيان إلى الآن من موسكو، حول طلبها مساعدة الصين لتخفيف آثار العقوبات الغربية.

وعززت الدولتان التعاون بينهما في الآونة الأخيرة في الوقت الذي تعرضت فيه كل منهما لضغوط غربية قوية بسبب عدد من القضايا الأخرى.

مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان (أ ب)

والشهر الماضي، قال وزير المالية الروسي، سيلوانوف، إن روسيا ستكون قادرة على التغلب على العقوبات بفضل احتياطياتها الوفيرة.

وأوضح اليوم، الأحد، إن العقوبات جمدت نحو 300 مليار دولار من احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية.

ونسبت وكالة الإعلام الروسية لسيلوانوف القول إن روسيا ستفي بالتزاماتها المتعلقة بالديون الحكومية وستدفع بالروبل لأصحاب الديون حتى يتم إلغاء تجميد احتياطيات الدولة.

محادثات عالية المستوى بين واشنطن وبكين تتمحور حول الحرب في أوكرانيا

وفي هذا السياق، يلتقي وفد أميركي عالي المستوى، مسؤولا صينيا رفيعا، يوم غد، الإثنين، في العاصمة الإيطالية روما، وفق ما أعلن البيت البيض.

يأتي ذلك في موازاة تحذيرات أميركية شديدة اللهجة لبكين من أنها ستواجه "عواقب" شديدة في حال ساعدت روسيا في الالتفاف على العقوبات التي فرضت عليها ردا على حربها في أوكرانيا.

ويناقش مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، مع كبير الدبلوماسيين في الحزب الشيوعي الصيني، يانغ جيشي، "الجهود الجارية للتعامل مع المنافسة بين بلدينا وتداعيات الحرب الروسية ضد أوكرانيا على الأمن الإقليمي والدولي"، وفق ما جاء في بيان صدر عن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إميلي هورن، اليوم الأحد.

مستشار السياسة الخارجية الصيني، يانغ جيتشي (أ ب)

ورفضت بكين أن تندد بالغزو الروسي وحمّلت مرارا "توسع (حلف شمال الأطلسي - ناتو) باتّجاه الشرق" مسؤولية ازدياد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، مكررة بذلك المبرر الأمني الأبرز الذي تحدّث عنه الكرملين.

وحذّر سوليفان الصين من أنها ستواجه عواقب "قطعا" إذا ساعدت موسكو على التهرب من العقوبات الشاملة المفروضة عليها بسبب الحرب في أوكرانيا.

وأكّد سوليفان عبر عدة قنوات تلفزيونية، اليوم، أن البيت الأبيض "يراقب من كثب" لمعرفة إن كانت الصين تقدّم دعما ماديا أو اقتصاديا لروسيا لمساعدتها في التخفيف من تأثير العقوبات.

وقال سوليفان "لن نسمح لذلك بالاستمرار وأن يكون هناك شريان حياة لروسيا من هذه العقوبات الاقتصادية من أي بلد في أي مكان في العالم".

وأفاد على "سي إن إن" "إنه مصدر قلق بالنسبة إلينا، وأبلغنا بكين بأننا لن نقف متفرّجين ونسمح لأي دولة بتعويض روسيا الخسائر التي تكبدتها جرّاء العقوبات الاقتصادية".

ولفت إلى أنه بينما لا رغبة لديه في توجيه "تهديدات" للصين، "نوصل الرسالة بشكل مباشر وخلف الكواليس لبكين بأن جهود تجنّب العقوبات على نطاق واسع سيكون لها عواقب بالتأكيد".

وذكرت بكين من جهتها الأسبوع الماضي، بأن صداقتها مع روسيا لا تزال "صلبة" رغم التنديد الدولي بموسكو، وأعربت عن استعدادها للقيام بوساطة تساهم في وضع حد للحرب.

التعليقات