"فاغنر" الروسيّة سحبت 1300 من عناصرها في ليبيا للقتال بأوكرانيا 

سحبت شركة "فاغنر" الروسية نحو 1300 من "مرتزقتها" من ليبيا، إلى روسيا، مرورا بسورية، للمشاركة في العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، بحسب ما كشف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد عادل عبد الكافي.

مقاتل ليبي (توضيحية - أ ب)

سحبت شركة "فاغنر" الروسية نحو 1300 من "مرتزقتها" من ليبيا، إلى روسيا، مرورا بسورية، للمشاركة في العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، بحسب ما كشف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد عادل عبد الكافي.

وقال عبد الكافي، نقلا عن مصادر عسكرية معنية بالملف، إن "إجمالي أعداد مرتزقة شركة فاغنر الروسية الموجودين في الأراضي الليبية يبلغ نحو 2200 عنصر".

وأضاف أن "روسيا وبسبب حربها على أوكرانيا قررت سحب 1300 عنصر من فاغنر، لتُبقي على نحو 900 فقط"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" للأنباء.

وأوضح أن انسحاب عناصر "فاغنر"، "كان من تمركزاتهم في الطريق الرابط بين سرت - الجفرة، فيما عززوا مواقعهم في قاعدتي الجفرة الإستراتيجية، وبراك الشاطئ الجويتين".

ونقلت قناة "ليبيا بانوراما"، في 22 شباط/ فبراير، عن مصدر لم تكشف عنه، أن 300 عنصر من فاغنر، انسحبوا من سوكنة وودان، واتجهوا نحو الجنوب.

وفي 24 شباط/ فبراير، شرعت روسيا في شن عملية عسكرية ضد جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والاقتصادية والمالية والرياضية.

وتتباين أعداد مرتزقة فاغنر في ليبيا، من مصدر لآخر، لكن رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، قدّر عددهم، في كانون الأول/ ديسمبر 2021، بنحو 7 آلاف عنصر، يمتلكون 30 طائرة نفاثة.

مرتزقة أفارقة

وأضاف عبد الكافي، أن "فاغنر باتت تعتمد الآن على المرتزقة الأفارقة الذين أشرفت على تدريبهم في عدد من المواقع".

وتابع: "المهبط الترابي الذي يستغله مرتزقة فاغنر (بالجنوب الليبي) يحرسه مرتزقة تشاديون، تدربوا على يد فاغنر منذ أشهر للقيام بعمليات تجاه تشاد، ضمن إستراتيجية روسيا بشأن التمدد إلى بعض الدول الإفريقية أو مستعمرات فرنسا السابقة لانتزاعها من أيدي الفرنسيين".

ولفت عبد الكافي إلى أن "فاغنر مستمرة الآن في تجنيد مرتزقة أفارقة لتعزيز مواقعهم بعد سحب بعض الأسلحة الثقيلة مثل منظومات بانتسير (المضادة للطائرات) إلى قاعدتي الجفرة وبراك الشاطئ (الجويتين)".

وحول جنسيات الأفارقة، قال عبد الكافي، إن "فاغنر جندت مرتزقة من مالي وتشاد والسودان، وتم الدفع بهم مع العناصر السورية المتواجدة في صفوف الشركة".

فاغنر في ليبيا

ويتواجد مرتزقة فاغنر في ليبيا، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بحسب تقرير أممي نشرته وسائل إعلام غربية في أيار/ مايو 2020، ذكر أن عددهم يتراوح ما بين 800 و1000 عنصر.

غير أن دور فاغنر تعاظم، بعد مشاركتهم في العدوان الذي قادته قوات حفتر على العاصمة طرابلس، في نيسان/ أبريل 2019، وبانسحابهم من جبهات القتال نهاية أيار/ مايو 2020، انهارت قوات شرق ليبيا التي يقودها خليفة حفتر، وتراجعت إلى جبهة سرت الجفرة.

وينشط مرتزقة فاغنر، حاليا، ما بين محافظتي سرت (450 كلم شرق طرابلس) والجفرة (600 كلم جنوب شرق طرابلس)، ويتمركزون بقاعدة القرضابية الجوية بسرت ومينائها البحري، بالإضافة إلى قاعدة الجفرة الجوية، وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).

ولعدة مرات رصد الجيش الليبي تحركات لمرتزقة "فاغنر"، في قاعدتي سرت والجفرة الجويتين، كما أعلن مرارا رصد وصول رحلات جوية لطائرات تحمل مرتزقة من جنسيات مختلفة.

ورغم اتفاق الفرقاء الليبيين في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، على إخراج المرتزقة الأجانب وعلى رأسهم فاغنر من بلادهم خلال ثلاثة أشهر من ذلك التاريخ، إلا أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع.

وتتهم حكومات غربية ومحللون مجموعات "فاغنر" بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان في إفريقيا، والتورط في صراعات في سورية وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ودخلوا مؤخرا إلى مالي.

التعليقات