تركيا: اعتقال 164 متظاهرًا على الأقلّ خلال احتفالات عيد العمال

اعتُقل أكثر من 160 متظاهرًا، اليوم الأحد، في إسطنبول، خلال احتفالات عيد العمال، بعد ستة أيام من إدانة عثمان كافالا وسبعة نشطاء آخرين في المجتمع المدني التركي، بتهمة السعي إلى قلب نظام الحكم.

تركيا: اعتقال 164 متظاهرًا على الأقلّ خلال احتفالات عيد العمال

صدامات بين عناصر الأمن ومتظاهرين (Getty Images)

اعتُقل أكثر من 160 متظاهرًا، اليوم الأحد، في إسطنبول، خلال احتفالات عيد العمال، بعد ستة أيام من إدانة عثمان كافالا وسبعة نشطاء آخرين في المجتمع المدني التركي، بتهمة السعي إلى قلب نظام الحكم.

واندلعت اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين قرب ميدان تقسيم في إسطنبول، ورُمي بعض المتظاهرين أرضًا قبل اعتقالهم في سيارة شرطة.

وبحسب بيان لمكتب محافظ المدينة، اعتُقل 164 شخصا "بسبب تجمع غير مرخص ورفض التفرق"، بعد محاولتهم الوصول إلى ساحة تقسيم الشهيرة، مركز الاحتجاجات الكبرى المناهضة للحكومة عام 2013 والمغلقة أمام حركة المرور والتظاهرات.

أثناء اعتقال أحد المتظاهرين (Getty Images)

في الأثناء، شارك آلاف الأشخاص في التظاهرة الرسمية للنقابات والمنظمات المهنية المرخص لها، قرب تقسيم في منطقة على الجانب الآسيوي من المدينة الكبيرة.

وهتف بعضهم: "المجد لعيد العمال" و"العمل والحرية، المجد لعيد العمال".

لكن منذ بداية الصباح، طوقت شرطة مكافحة الشغب مناطق واسعة، مما أتاح عزل تقسيم على الجانب الأوروبي من مضيق البوسفور، ومنعت بالتالي المتظاهرين من الوصول إلى الميدان، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

أثناء اعتقال أحد المتظاهرين (Getty Images)

ويشهد عيد العمال صدامات مماثلة سنويا، ولا يزال الأتراك يستذكرون الأحداث المأسوية التي وقعت في ساحة تقسيم في أول أيار/ مايو 1977 عندما قُتل ما لا يقل عن 34 متظاهرا وجُرح نحو مئة في إطلاق نار نُسب إلى ميليشيا يمينية متطرفة.

وكانت تركيا تشهد حينها موجة عنف سياسي.

وازدادت رمزية ساحة تقسيم، عندما باتت مركزا لحركة احتجاج امتدت في غضون أسابيع قليلة عام 2013 إلى أنحاء البلاد.

وبدأت الاحتجاجات أول الأمر للدفاع عن حديقة جيزي المجاورة في ظل مخطط لإزالتها، وما لبثت أن انتشرت في أنحاء البلاد وتوسعت مطالبها ضد حكومة رجب طيب إردوغان الذي كان رئيسا للوزراء آنذاك.

(Getty Images)

وبعد تسع سنوات، حكم القضاء التركي الإثنين الماضي، بالسجن مدى الحياة على الناشط والمعارض عثمان كافالا، فيما أدين سبعة متهمين آخرين شاركوا في الاحتجاجات دفاعا عن حديقة جيزي، بالسجن ثمانية عشر عاما، في نهاية محاكمة من دون أدلة أو استجواب.

واتُهم كافالا الذي تحدث عن "اغتيال قضائي" بالسعي إلى "قلب نظام الحكم"، بينما اتهم السبعة الآخرون بمساعدته.

(Getty Images)

وهذه الأحكام التي فاجأت المحامين والمراقبين بقسوتها، اعتبرها المجتمع المدني رسالة تهدف إلى إحباط أي احتجاجات في البلاد من الآن حتى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، المقرر إجراؤها في حزيران/ يونيو 2023.

التعليقات