خامنئي: "الأعداء" يثيرون اضطرابات في إيران لإسقاط النظام

قال المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، صباح اليوم، السبت، إن "الأعداء" يراهنون على الاحتجاجات الشعبية والفضاء الافتراضي واستخدام المال لتوجيه "ضربة للنظام" في طهران.

خامنئي:

(Getty Images)

قال المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، اليوم السبت، في كلمته بمناسبة الذكرى 33 لوفاة مؤسس الثورة الإسلامية، روح الله الخميني، أن "الأعداء يراهنون على الاحتجاجات الشعبية وتأليب الشارع للإضرار بالبلاد"، قائلًا إنهم يسعون لوضع الشعب في مواجهة النظام الحاكم.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأكد خامنئي في الوقت ذاته أن "الأعداء واهمون ومخطئون في حساباتهم إذا ما تصوروا أن بإمكانهم وضع الشعب الإيراني في مواجهة الجمهورية الإسلامية"، عازيًا ذلك إلى ما وصفه بأنه "حسابات خاطئة" تتعلق بـ"دور المستشارين الإيرانيين الخونة في الخارج"، وقال: "في الداخل أيضًا هناك سذج يصدقون ذلك ويكررونه".

وأشار المرشد الإيراني إلى أنه "نسمع من وسائل الإعلام والكتابات على الإنترنت أن الشعب بات غير مؤمن بالعلماء (رجال الدين) والدين"، مضيفًا أن "هذا خاطئ بالكامل، والشعب اليوم مقبل على الثورة، والدين أكثر من بداية الثورة"، مستشهدًا في هذا السياق بمسيرات "يوم القدس العالمي" و"التشييع المليوني" لقائد فيلق القدس الإيراني السابق، الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة في ضربة جوية يوم الثالث من كانون الثاني/ يناير 2020 بالقرب من مطار بغداد.

وعلى خلفية الأزمة الاقتصادية وتدهور معيشة الإيرانيين، شهدت إيران خلال السنوات مظاهرات واحتجاجات، كان أوسعها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 من جراء رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، وخلفت هذه الاحتجاجات أكثر من 200 قتيل وعشرات الإصابات والاعتقالات.

وقال إن "الأعداء يريدون أن يضعوا الشعب في مواجهة النظام". وأضاف "اليوم يعتمد أهم أمل للأعداء لتوجيه ضربة لبلادنا على الاحتجاجات الشعبية والفضاء الافتراضي واستخدام المال.. لكن حسابات الأعداء خاطئة مثل الكثير من حساباتهم السابقة".

وألقت السلطات باللوم في انهيار المبنى السكني والتجاري المؤلف من عشرة طوابق في عبادان، على الفساد وتراخي إجراءات السلامة، وتقول إن 13 شخصا بينهم رئيسا بلدية ومسؤولون آخرون اعتقلوا حتى الآن لارتكابهم مخالفات بناء. فيما قال محتجون إن الكارثة نابعة عن إهمال الحكومة والفساد المستشري ورددوا هتافات ضد المسؤولين بمن فيهم خامنئي.

وقال سكان إن هناك انقطاعا في خدمات الإنترنت، وهي محاولة على ما يبدو لوقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم المظاهرات ونشر مقاطع الفيديو. وأمرت السلطات السكان بمتابعة وسائل الإعلام الرسمية فقط وتجنب "الشائعات" على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلّق خامنئي على احتجاز "الحرس الثوري" الإيراني في سياق ما وصفه بـ"الحرب النفسية" للغرب ضد بلاده، وقال: "إنهم سرقوا نفطنا على شواطئ اليونان، ثم ردّ أبطالنا الفدائيون على ذلك واحتجزوا ناقلات نفط للعدو، لكنهم يتهمون إيران بالقرصنة". وتساءل خامنئي: "مَن السارق؟ أنتم سرقتم نفطنا، ونحن استرجعناه، وهذا ليس سرقة".

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن، يوم 27 مايو/أيار الماضي، في بيان، أن "القوات البحرية التابعة للحرس الثوري احتجزت ناقلتين يونانيتين لارتكابهما انتهاكات في مياه الخليج".

وأرجع الجيش الإيراني هذه الخطوة إلى ارتكاب الناقلتين "خروقات وانتهاك القواعد البحرية"، حسب المصدر ذاته. ولم يشر الحرس الثوري في بيانه إلى قيام اليونان قبل يومين، باحتجاز ناقلة نفط إيرانية والسماح للولايات المتحدة بمصادرة نفطها الخام.

وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية، في تقرير من ميناء بندر عباس الإيراني المطل على الخليج، أن الناقلتين اليونانيتين تحملان 1.8 مليون برميل من النفط ومنتجات نفطية، مشيرة إلى أن الشحنتين باتتا تحت سيطرة إيران، وسُحبتا إلى شواطئها. وجاءت الخطوة الإيرانية ردًا على احتجاز اليونان ناقلة نفط كانت تحت العلم الإيراني، في وقت سابق، ومصادرة واشنطن شحنتها النفطية، تطبيقاً للعقوبات على إيران.

وكانت وكالة "نور" التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كشفت عن قيام الجيش بالتحفظ على ناقلتيّ النفط اليونانيتين "دلتا بوسيدون" و"برودنت وورير".

وقالت إن التحفظ على الناقلتين جاء على خلفية قرار طهران باتخاذ "إجراءات عقابية" ضد اليونان بعد أن احتجزت ناقلة نفط إيرانية وسمحت للحكومة الأمريكية بمصادرة نفطها الخام، فيما طالبت الخارجية اليونانية طهران بالإفراج "الفوري" عن الناقلتين وطاقمهما.

التعليقات