طهران تنفي الادعاءات الأميركية: لم نقدم مطالب جديدة في مفاوضات النووي

قالت إيران إنها تسعى لعقد اتفاق نووي قوي ودائم مع الدول الكبرى، وذلك بعد محادثات مع قطر، اليوم الأربعاء، حول تنشيط الجهود المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، ونفت طهران المزاعم الأميركية بأنها قدمت مطالب جديدة خارج إطار الاتفاق النووي.

طهران تنفي الادعاءات الأميركية: لم نقدم مطالب جديدة في مفاوضات النووي

(Getty Images)

أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، أن طهران لم تطرح أي مطالب تتخطى الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 بين إيران والقوى الدولية، وقال إن طهران تسعى لعقد اتفاق نووي قوي ودائم مع الدول الكبرى، وذلك بعد محادثات مع قطر، اليوم الأربعاء، حول تنشيط الجهود المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي.

وقال وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن، في طهران، إن إيران عازمة "على التوصل إلى اتفاق قوي ودائم، ورغم ادعاءات الولايات المتحدة، لم نتقدم بأي مطالب جديدة خارج الاتفاق النووي".

وزار وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، العاصمة الإيرانية، طهران، بعد أسبوع من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة الاتحاد الأوروبي في الدوحة، والتي فشلت في كسر الجمود الذي يعرقل جهود إحياء الاتفاق النووي.

وتشكك إيران، منذ الأسبوع الماضي، في عزم الولايات المتحدة على إنقاذ الاتفاق، فيما قالت واشنطن إن طهران أضافت مطالب جديدة في محادثات الدوحة. ومع ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، أمس الثلاثاء، إن واشنطن "يجب أن تقرر ما إذا كانت تريد اتفاقا أم تصر على التمسك بمطالبها الأحادية".

وبعد ما يقرب من عام من المفاوضات غير المباشرة في فيينا، تم الاتفاق على الخطوط العريضة لإحياء الاتفاق. لكن المحادثات انهارت بعد ذلك في آذار/ مارس الماضي، بسبب مطالبة طهران لواشنطن برفع "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية. ورفضت الولايات المتحدة ذلك، بحجة أنه خارج نطاق إحياء الاتفاق.

وقال دبلوماسيون إيرانيون وغربيون إن العقبات الأخرى المتبقية أمام الاتفاق تشمل تقديم تأكيدات بأن واشنطن لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى، وأن تسحب الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطالبها المتعلقة بأنشطة طهران النووية.

وقال أمير عبد اللهيان إنه "يجب أن يضمن الجانب الأمريكي أن تستفيد إيران بالكامل من اتفاق عام 2015 بعد إحيائه. وحتى الآن، الجانب الأميركي غير مستعد لتقديم مثل هذه الضمانات".

وأضاف أن "مفاوضاتنا تجري على أساس الاتفاق النووي، ونحن في المفاوضات أكدنا للطرف الأميركي أن عليه إزالة كل ما يمنع انتفاع إيران الكامل من الاتفاق النووي".

وتابع أنه "لم نطرح أي مطالب مبالغ فيها أو خارجة عن نطاق الاتفاق النووي على عكس ما تفيد به بعض التصريحات التي ينقلها الإعلام عن الجانب الأميركي". وشدد على أن "مطالبنا تنضوي تماما في اتفاق 2015".

وأكد الوزير الإيراني أن ما تطرحه طهران "ليس مطالب طامعة"، داعيًا أميركا إلى "التعهد بأن تنتفع إيران من جميع مزايا الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وهذا هو ما لم تضمنه أميركا حتى الآن".

وقال إن مفاوضات الدوحة خلال الأسبوع الماضي كانت حول تقديم ضمانات اقتصادية أميركية لإيران، وأضاف "على الولايات المتحدة أن تتعهد بأن إيران ستستفيد بشكل كامل من اتفاق العام 2015. حتى الآن، لم يقم الجانب الأميركي" بذلك.

ولفت الوزير الإيراني إلى أن قطر "تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التعاون الإقليمي"، كما أكد أنها لعبت دورًا بنّاء كذلك في المباحثات غير المباشرة الأخيرة في الدوحة بين طهران وواشنطن.

من جانبه، أكد وزير الخارجية القطري أن الدوحة تدعم المفاوضات النووية للوصول إلى اتفاق يراعي مخاوف جميع الأطراف. ودعا وزير الخارجية القطري إلى بذل جهود بناءة لإنجاح المفاوضات النووية والإقليمية، قائلاً إن الدوحة تدعم الحوار الإقليمي بين إيران ودول المنطقة، وأكد أن الحوار الإقليمي "مهم للغاية ويمكن أن تكون له نتائج مهمة".

ونفى وزير الخارجية الإيراني بذلك تصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي الخاص بالشأن الإيراني، روبرت مالي، على الإذاعة الوطنية العامة الاميركية. فقد قال المسؤول الأميركي: "لقد أضافوا (الإيرانيون)، بما في ذلك في الدوحة، طلبات (...) يمكن لأي شخص اعتبارها غير ذات صلة بالاتفاق النووي، وأمورًا أرادوا الحصول عليها في الماضي وقلنا نحن والأوروبيون والآخرون إنها ليست جزءًا من المفاوضات".

وأُجريت محادثات غير مباشرة في نهاية حزيران/ؤيونيو في الدوحة بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة من الاتحاد الأوروبي، بهدف استئناف مفاوضات فيينا التي بدأت في نيسان/ أبريل 2021 من أجل إعادة إحياء اتفاق العام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة). وبحسب واشنطن، لم تسمح المفاوضات في الدوحة بإحراز "أي تقدّم".

وبموجب اتفاق 2015، قلصت إيران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم، وهو سبيل محتمل لصنع أسلحة نووية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وتقول إيران إنها تسعى للحصول على طاقة ذرية للأغراض المدنية فقط.

وفي العام 2018، قام الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي أحاديا، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، مما دفع طهران لخرق العديد من القيود النووية للاتفاق.

التعليقات