إيران تحث على رد أميركي واقعي لإحياء الاتفاق النووي

أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم السبت، بأن وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، يدعو إلى "رد أميركي واقعي" على مقترحات طهران لإحياء الاتفاق النووي.

إيران تحث على رد أميركي واقعي لإحياء الاتفاق النووي

(Getty Images)

أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم السبت، بأن وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، يدعو إلى "رد أميركي واقعي" على مقترحات طهران لإحياء الاتفاق النووي.

وكانت طهران قد قدمت للوسيط الأوروبي اقتراحات في المحادثات غير المباشرة في فيينا التي تهدف لإحياء اتفاق 2015 النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الدولية.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية دون ذكر تفاصيل عن الاقتراحات "شدد حسين أمير عبد اللهيان على الحاجة إلى رد أميركي واقعي على اقتراحات إيران البناءة بخصوص عدة أمور لتفعيل الاتفاق".

وأمس، الجمعة، قال المبعوث الروسي لمحادثات إعادة إحياء الاتفاق النووي، إن المحادثات تجري في أجواء "جادة" حتى وإن كان قليلون يتوقعون حدوث انفراجة في التوصل إلى تسوية، بينما تمضي طهران قدما في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا الأول من أمس، الخميس، بعقد اجتماع بين كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كني، ومنسق الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني وآخر أوروبي في حزيران/ يونيو الماضي، قولهما إن طهران تخلت عن مطلبها المتعلق بإزالة اسم "الحرس الثوري" من على قوائم واشنطن التي تدرج فيها الجهات الخاضعة لعقوبات.

وقال مسؤول إيراني رفيع إنه "لدينا اقتراحاتنا الخاصة والتي ستتم مناقشاتها في محادثات فيينا مثل رفع العقوبات المفروضة على الحرس تدريجيا".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الخميس، إن المفاوضات "اكتملت إلى حد كبير في هذه المرحلة".

وألقى باقري كني الكرة في ملعب البيت الأبيض لتقديم تنازلات، وقال في تغريدة إن على الولايات المتحدة "إظهار النضج والتصرف بمسؤولية".

ودعت الأطراف الأوروبية المشاركة في المحادثات إيران في بيان إلى "عدم تقديم طلبات غير واقعية خارج نطاق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) ومن بينها ضمانات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وجاء في البيان أيضا "نص (الاتفاق) مطروح على الطاولة. لن يكون هناك استئناف للمفاوضات. لا بد أن تقرر إيران الآن إبرام الاتفاق بينما لا يزال ذلك ممكنا".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن وزير الخارجية، أمير عبد اللهيان، قوله، إنه بالنسبة لفريق التفاوض، فإن "استفادة إيران اقتصاديا من الاتفاق ومراعاة الخطوط الحمراء للبلاد والحفاظ على قدراتنا وتقنياتنا النووية الأصلية تشكل أهمية بالغة".

وبسبب رفض إيران عقد محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، يتنقل المنسق الأميركي، مورا، بين باقري كني والمبعوث الأميركي الخاص المعني بالملف الإيراني روبرت مالي.

وانهارت المحادثات من قبل لأسباب منها مطلب طهران المتعلق بأن تزيل واشنطن الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية ورفض الولايات المتحدة لذلك.

كما طالبت طهران بأن تتراجع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عما قالته عن أنشطة إيران النووية، واعترضت على تأكيدات من الوكالة التابعة للأمم المتحدة، العام الماضي، بأنها لم تفسر بالكامل سبب وجود آثار لليورانيوم في مواقع غير معلنة.

ولم يتبق سوى القليل من اتفاق 2015 المبرم بين إيران وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، الذي رفع العقوبات عن طهران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وانسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق في 2018، وعاود فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية. ودفع ذلك قادة إيران إلى البدء في انتهاك القيود بعدة طرق منها تخزين كميات من اليورانيوم المخصب.

وقدم منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي/ جوزيب بوريل، مقترحا لحل وسط في تموز/ يوليو الماضي، ودعا الطرفين لقبوله لتجنب "أزمة نووية خطرة". وقال مسؤولان إيرانيان إن طهران "غير راضية" عن مسودة هذا المقترح.

التعليقات