السياحة تدفع بخطة إردوغان لمعالجة الأزمة الاقتصادية في تركيا

منح تدفق غير متوقع للتمويل الأجنبي على تركيا، وثبات أسعار الفائدة في برنامج تدعمه الدولة للإيداع، بعض الدعم لخطة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الاقتصادية، وذلك قبل أقل من عام من انتخابات ستشهد منافسة محتدمة.  

السياحة تدفع بخطة إردوغان لمعالجة الأزمة الاقتصادية في تركيا

بازار في إزمير، تركيا (Getty Images)

منح تدفق غير متوقع للتمويل الأجنبي على تركيا، وثبات أسعار الفائدة في برنامج تدعمه الدولة للإيداع، بعض الدعم لخطة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الاقتصادية، وذلك قبل أقل من عام من انتخابات ستشهد منافسة محتدمة.

وأدى برنامج إردوغان الذي يركز على التحفيز النقدي والصادرات والنمو الاقتصادي إلى زيادة التضخم بشكل حاد، عندما خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس في أواخر العام الماضي، مما أشعل شرارة انهيار تاريخي في قيمة العملة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وعلى الرغم من وصول التضخم السنوي إلى 80% الشهر الماضي، مما زاد من الضغط على الأسر وقوض المكاسب، التزمت الحكومة بخطتها غير المعتادة التي تتوقع أن تساعد في نهاية المطاف في انعكاس مسار العجز المزمن في ميزان المعاملات الجارية ليتحول إلى فائض.

وساعدت قوة الصادرات والسياحة في تمويل عجز ميزان المعاملات الجارية الذي قل في حزيران/ يونيو الماضي على الرغم من زيادة تكلفة الطاقة، وفقا لأحدث البيانات.

متاجر مجوهرات في تركيا (Getty Images)

وبدأ هذا الدعم للخطة الاقتصادية في تموز/ يوليو، عندما قفز عدد الزوار الأجانب إلى تركيا بأكثر من 50% متخطيا مستويات ما قبل الجائحة، وهو ما يعود الفضل فيه جزئيا إلى الروس الذين لم يكن لديهم الكثير من الخيارات بالنظر للعقوبات الغربية المفروضة على بلدهم، بسبب الحرب في أوكرانيا.

أما احتياطات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، التي استنزفت بشدة في تسعة أشهر من دعم العملة المحلية، فقد تضاعفت ثلاث مرات تقريبا منذ أوائل تموز/ يوليو إلى 15.7 مليار دولار على أساس صاف. ويقول مصرفيون إن تدفقات تبلغ نحو خمسة مليارات دولار من روسيا قدمت دعما، رغم أن السلطات لم تعلق ولا تنشر مثل تلك البيانات.

ومما زاد من تخفيف الضغط عن إردوغان، تمكن برنامج حماية الليرة التركية الذي تم الكشف عنه خلال أزمة كانون الأول/ ديسمبر الماضي، من إزاحة عقبة كبرى في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، عندما تم تجديد ما قيمته 30 مليار دولار من الودائع دون مشكلة، وفقا لبيانات احتسبها مصرفيون.

"تركيا لا تحتاج زيادات في أسعار الفائدة"

هذا وقال إردوغان، في تصريحات صدرت عنه اليوم، الإثنين، إن بلاده لا تحتاج إلى زيادات في أسعار الفائدة، لكن تحتاج إلى أن تعمل على زيادة الاستثمار والتوظيف والإنتاج والصادرات وتحقيق فائض في ميزان المعاملات الجارية.

وخفض البنك المركزي التركي على غير المتوقع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس إلى 13% الأسبوع الماضي، تماشيا مع برنامج إردوغان الاقتصادي غير التقليدي الذي يشمل خفض أسعار الفائدة.

ومتحدثا بعد اجتماع لمجلس الوزراء، قال إردوغان إن مستويات "مرتفعة جدا" للتضخم، الذي بلغ حوالي 80% في تموز/ يوليو الماضي، هي أمر "محزن".

التعليقات