انتخابات منتصف الولاية: بايدن يحثّ الديمقراطيين على هزيمة "شبه فاشية" جمهوريي ترامب

أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تجمع حاشد أمس الخميس، أنه على الديمقراطيين إنقاذ البلاد من "شبه فاشية" جمهوريي الرئيس السابق دونالد ترامب، ومواصلة السيطرة على الكونغرس في انتخابات منتصف الولاية، التي ستُجرى في تشرين الثاني/ نوفمبر.

انتخابات منتصف الولاية: بايدن يحثّ الديمقراطيين على هزيمة

الرئيس الأميركي، بايدن خلال كلمته، الخميس (Getty Images)

أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تجمع حاشد أمس الخميس، أنه على الديمقراطيين إنقاذ البلاد من "شبه فاشية" جمهوريي الرئيس السابق دونالد ترامب، ومواصلة السيطرة على الكونغرس في انتخابات منتصف الولاية، التي ستُجرى في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وخلال تجمّع لجمع تبرّعات في أحد المنازل الفخمة في إحى ضواحي واشنطن، انتقد الرئيس الديمقراطي، بشدّة الجانب الأكثر تطرّفا في المعسكر المحافظ و"فلسفة ’لنجعل أميركا عظيمة من جديد’ المتطرّفة" التي أطلقها ترامب.

وقال بايدن إن "ما نشهده اليوم هو إما ولادة أو موت الفلسفة المتطرّفة"، المتمثلة بشعار "لجعل أميركا عظيمة من جديد (ميك أميركا غريت أغين)". وأضاف أن "الأمر لا يتعلّق بترامب وحده، بل بفلسفة كاملة (...). إنها شبه فاشية".

مناصرو بايدن، خلال التجمع الانتخابيّ، الخميس (Getty Images)

وفي وقت لاحق، خاطب بايدن حشدا انتخابيا للحزب الديمقراطي. وقال إنه "يجب أن تصوّتوا لإنقاذ الديمقراطية بكل معنى الكلمة مرة أخرى".

ومع أن استطلاعات الرأي قد لا تكون دقيقة، ارتسم مسار يتوضح تدريجيا منذ نحو شهر لصالح المعسكر الديمقراطي.

وكشف موقع"فايف ثيرتي إيت" الذي يجمع استطلاعات الرأي، أن عدد الناخبين الراغبين في فوز الديمقراطيين في انتخابات منتصف الولاية، كان في 24 آب/ أغسطس، أكبر بقليل بواقع 44 في المئة، من الذين يأملون في نجاح الجمهوريين بنسبة 43,6 في المئة.

ويبدو أنّ تقدم "الموجة الحمراء" (لون الحزب المحافظ) الذي كان متوقعا في بداية الصيف عندما بدا أنّ التضخّم المرتفع يقوض فرص الرئيس وحزبه، ما زال بعيدا.

سابقة محتملَة لتاريخ الانتخابات

واعتُبر انتصار الثلاثاء لمرشّح ديمقراطي في منطقة شهدت تنافسا قويا في ولاية نيويورك، مؤشّرا آخر على عكس المسار.

ويتساءل معلّقون الآن عمّا إذا كان بايدن -الذي ارتفعت شعبيّته أيضا منذ تراجعها في أوائل تموز/ يوليو- سيكذّب تاريخ الانتخابات الأميركية. فحزب الرئيس يخسر تقليديا، انتخابات تجديد مقاعد مجلس النواب، و35 من المقاعد المئة في مجلس الشيوخ.

(Getty Images)

غير أنّ العامل الأهم في هذا الزخم الجديد لا يدين بشيء لبايدن، بل على العكس تماما، يتعلّق الأمر بإنهاء الحق الدستوري في الإجهاض بقرار صدر في نهاية حزيران/ يونيو عن محكمة عليا محافظة للغاية، تأثرت إلى حد كبير بتعيينات ترامب.

وبينما تؤيّد غالبية الأميركيين الحق في الإجهاض، يبدو الديمقراطيون مصمّمين على جعل هذه المسألة قضية مركزية في الاقتراع.

وفي هذا السياق، وعد بايدن مجددا، بأن يقرّ الديمقراطيون في حال فوزهم في تشرين الثاني/ نوفمبر، الحق بالإجهاض عبر قانون فدرالي سيكون ملزما في الولايات المحافظة التي حظرت الإجهاض أو حدّته بشدّة.

إعادة "تنشيط الحزب الديمقراطيّ"

كذلك، يمكن للحزب الديمقراطي أن يعول على التقدّم الذي حققه البرنامج الرئاسي، وخصوصا التصويت على الإنفاق الهائل لصالح مكافحة تغيّر المناخ والابتكار التكنولوجي.

وقال جوناثان ماكولو، العضو في إحدى جماعات الضغط الذي عمل في عدد من الحملات: "لا يمكن إنكار أنّ المكاسب التشريعية تتراكم لصالح الرئيس بايدن وهذا يعيد تنشيط الحزب الديمقراطي".

وتُضاف إلى ما تقدّم، الإعلانات القوية سواء المتعلّقة بمقتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، إثر ضربة أميركية، أو بإلغاء جزئي لديون الطلاب.

وعلى الجبهة الاقتصادية، يُظهر التضخّم إشارات على التباطؤ، بينما يبقى سوق العمل مزدهرا.

كما أنّ استطلاعا حديثا للرأي كان محط الكثير من التعليقات، كشفت عنه شبكة "إن بي سي"، يشير إلى أن الشاغل الأول للناخبين سيكون من الآن؛ "الأخطار المحيطة بالديمقراطية" قبل غلاء المعيشة، الأمر الذي يعدّ كافيا لتأجيج آمال الديمقراطيين، في حين يواصل أنصار الرئيس السابق التأكيد بأنّ بايدن "سرق" الانتخابات.

(Getty Images)

من جهتهم، يُبدو الجمهوريون في حالة ارتباك. فقد صرح زعيمهم في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أنّ احتمال استعادتهم للأغلبية في هذا المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بفارق صوت واحد، لا يتجاوز الخمسين في المئة.

وقال: "أعتقد أنّ هناك احتمالا أكبر بأن ينقلب مجلس النواب (لصالح الجمهوريين) أكثر من مجلس الشيوخ".

التعليقات