رئيسي يكرر الدعوة لتقديم ضمانات بعدم انسحاب واشنطن من اتفاق نووي

قال رئيسي لشبكة (سي بي إس) في مقابلة أجريت معه يوم الثلاثاء الماضي وبثت يوم أمس، ووصفتها الشبكة بأنها الأولى لرئيسي مع مراسل غربي، إنه "إذا كان اتفاق جيدا وعادلا، فسنكون جادين في التوصل إلى اتفاق".

رئيسي يكرر الدعوة لتقديم ضمانات بعدم انسحاب واشنطن من اتفاق نووي

(Getty Images)

قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في مقابلة بُثت مساء أمس، الأحد، إن طهران ستكون جادة في إحياء اتفاق بشأن برنامجها النووي إذا توافرت ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة منه مرة أخرى؛ فيما أكد قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه ليس لديه "أي برنامج" للقاء أو تفاوض مع الأميركيين.

وقال رئيسي لشبكة (سي بي إس) في مقابلة أجريت معه يوم الثلاثاء الماضي وبثت يوم أمس، ووصفتها الشبكة بأنها الأولى لرئيسي مع مراسل غربي، إنه "إذا كان اتفاق جيدا وعادلا، فسنكون جادين في التوصل إلى اتفاق".

وأضاف رئيسي في التصريحات التي أدلى بها قبيل زيارة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، خلال الأسبوع الجاري، أنه "لا بد وأن يكون دائما هناك حاجة إلى ضمانات. إذا كان هناك ضمان، فلن يستطيع الأميركيون من الانسحاب من الاتفاق".

وقال إن الأميركيين نقضوا وعودهم بشأن الاتفاق الذي فرضت طهران بموجبه قيودا على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وأضاف "لقد فعلوا ذلك من جانب واحد. قالوا ’أنا خارج الاتفاق’. الآن أصبح تقديم الوعود بلا معنى".

وتابع أنه "لا يمكننا أن نثق في الأميركيين بسبب السلوك الذي رأيناه منهم بالفعل. ولهذا السبب إذا لم يكن هناك ضمان، فلا توجد ثقة".

وأوضحت الصحافية ليزلي ستال، التي أجرت المقابلة مع رئيسي، أنها تلقت تعليمات بخصوص نوعية ملابسها التي ارتدتها خلال المقابلة، وقالت: "قيل لي ألا أجلس قبل أن يجلس وألا أقاطعه".

وفي الإعلام الإسرائيلي تم التركيز على التصريحات التي وردت على لسان رئيسي بشأن الهولوكست خلال المقابلة لبرنامج "60 دقيقة"، وركزت على أن رئيس قال إن "لديه شكوك حول ما إذا كانت المحرقة قد حدثت بالفعل".

واقتبست وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رئيسي قوله إنه "هناك بعض الدلائل على وقوع المحرقة بالفعل. لكن، يجب أن يسمحوا للتحقيق والبحث للتحقق من كل هذه الأمور"، كما أنها ركزت في عناوينها على هذه المسألة معتبرة أن "رئيسي يشكك في الهولوكست".

يذكر أن رئيسي رد على سؤاله بشأن ما يعتقده بشأن حقيقة حدوث المحرقة النازية، خلال المقابلة بالقول: "هناك دلائل على أن ذلك قد حصل بالفعل، لكن الأحداث التاريخية يجب أن تتحرى من قبل الباحثين والمؤرخين".

لن أجري مفاوضات مع الأميركيين

وأكد الرئيس الإيراني صباح اليوم، في مطار طهران، قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة أنه ليس لديه "أي برنامج" للقاء أو تفاوض مع الأميركيين.

وقال الرئيس الإيراني الذي يرافقه في الزيارة كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، إنه سيلقي كلمة في الجمعية العامة وسيجري لقاءات ثنائية على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية.

وشدد رئيسي، وفق التلفزيون الإيراني، على أن "العقوبات والتهديدات لم توقف الشعب الإيراني ولذلك فمشاركتنا في الأمم المتحدة تأتي من منطلق العزة"، مشيراً إلى أن الزيارة تشكل فرصة لبيان مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وجاءت تصريحات رئيسي بشأن الاتفاق النووي متسقة مع سابقة لوزير الخارجية الإيراني، الذي شدد في الشهر الماضي، على أن طهران بحاجة إلى ضمانات أقوى من واشنطن لإحياء اتفاق 2015، وحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التخلي عن "تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية" بشأن أنشطة طهران النووية.

وطالبت طهران خلال أشهر من المحادثات مع واشنطن في فيينا تأكيدات أميركية بعدم تخلي أي رئيس أميركي عن الاتفاق في المستقبل كما فعل الرئيس السابق، دونالد ترامب، في عام 2018. وبدا أن الأطراف على وشك إحياء الاتفاق في آذار/ مارس الماضي.

ولكن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن انهارت بعد ذلك بسبب عدة قضايا، من بينها إصرار طهران على إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها في آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة قبل إحياء الاتفاق.

ولم يظهر ما يشير إلى أن طهران وواشنطن ستنجحان في تجاوز مأزقهما، ولكن من المتوقع أن تستخدم إيران الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستمرار الجهود الدبلوماسية من خلال تكرار رغبتها في التوصل إلى اتفاق دائم.

ولكن لا يستطيع الرئيس جو بايدن تقديم التأكيدات القاطعة التي تسعى إليها إيران، بحجة أن الاتفاق تفاهم سياسي وليس معاهدة ملزمة قانونًا لأي رئيس أميركي مستقبلي، الأمر الذي يغذي شكوك طهران ويمنع التقدم نحو إنجاح جهود إحياء اتفاق عام 2015.

التعليقات