الاحتجاجات في إيران: 50 قتيلا وإجراءات أميركية في ظل قيود الإنترنت

قالت منظمة "هيومن رايتس إيران" غير الحكومية ومقرها في أوسلو، إن "ارتفاع الحصيلة جاء بعد مقتل 6 أشخاص بنيران قوات الأمن في بلدة ريزفانشهر في محافظة غيلان مساء الخميس، مع تسجيل وفيات أخرى في بلبل وآمل".

الاحتجاجات في إيران: 50 قتيلا وإجراءات أميركية في ظل قيود الإنترنت

(Gettyimages)

قُتل ما لا يقل عن 50 شخصا في حملة تشنها قوات الأمن الإيرانية لقمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق؛ حسب ما أفادت منظمة غير حكومية اليوم، الجمعة.

وقالت منظمة "هيومن رايتس إيران" غير الحكومية ومقرها في أوسلو، إن "ارتفاع الحصيلة جاء بعد مقتل 6 أشخاص بنيران قوات الأمن في بلدة ريزفانشهر في محافظة غيلان مساء الخميس، مع تسجيل وفيات أخرى في بلبل وآمل".

وتظاهر الآلاف في عدد من المدن الإيرانية، الجمعة، تأييدا لوضع الحجاب بعد احتجاجات متواصلة منذ 7 أيام على وفاة الشابة مهسا أميني التي كانت قد اعتقلتها شرطة الأخلاق بسبب "لباسها غير المحتشم".

وندّدت منظمات غير حكومية تنشط من خارج إيران بقمع عنيف للمحتجين، بينما تشهد شبكة الإنترنت في كل أنحاء البلاد اضطرابات وانقطاعات، لا سيما بالنسبة إلى تطبيقي "واتس آب" و"إنستغرام"، فيما أعلنت واشنطن اجراءات "دعم لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني".

وأوقفت شرطة الأخلاق مهسا أميني (22 عاما) في 13 أيلول/سبتمبر، وتوفيت في مستشفى بعد ثلاثة أيام. وقال ناشطون إنها تلقت ضربة على رأسها، لكن السلطات الإيرانية نفت ذلك، وأكدت أنها فتحت تحقيقا في الحادثة.

ودعا المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية المكلّف تنظيم التظاهرات الرسمية في إيران إلى التظاهرات الداعمة للحكومة والحجاب الجمعة.

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي مشاهد من طهران وتبريز وقم وحمدان وأصفهان والأهواز وغيرها بدت فيها أعداد ضخمة من المتظاهرين تسير في الشوارع، وقد حمل كثيرون منهم أعلاما إيرانية وصور مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

وشوهد في بعض المسيرات رجال يتقدمون إلى جانب بعضهم البعض، بينما النساء اللواتي ارتدين التشادور بمعظمهن يسرن مع بعضهن.

ووصفت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية تجمعات الجمعة بأنها "التظاهرة العظيمة للشعب الإيراني المنددة بالمتآمرين والمس بمقدسات الدين".

ووصف المجلس المحتجين بـ"المرتزقة الذين أهانوا القرآن الكريم والنبي، وأحرقوا مساجد وعلم الجمهورية الإسلامية المقدس، ودنّسوا حجاب النساء والأماكن العامة ومسّوا بالأمن العام"، وفق ما نقلت عنه "إرنا".

وحمل الحرس الثوري الإيراني بدوره على المتظاهرين وندّد بـ"عملية نفسية وحرب إعلامية مفرطة" بدأت "بذريعة وفاة مواطنة".

وأشاد الحرس الثوري بـ"جهود وتضحيات الشرطة"، واصفا ما يحصل بأنه "مؤامرة جديدة سيكون مصيرها الفشل".

ودعا رئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إجئي، الخميس المدعي العام والقضاء إلى التحرك "للحفاظ على الأمن وسلامة المواطنين في كل البلاد ومواجهة العناصر المخربة والمشاغبين المحترفين".

وقال "الأشخاص الذين ألحقوا ضررا بالممتلكات العامة وخالفوا أوامر الشرطة والمرتبطون بأجهزة تجسس خارجية يجب أن يعاملوا وفق القانون، من دون أي رحمة".

كذلك، أعلنت أجهزة الاستخبارات في بيان أن "كلّ مشاركة في تظاهرات غير قانونية ستُعاقب أمام القضاء".

وأشاد المتظاهرون في وسط طهران الذين انطلقوا في مسيرتهم بعد صلاة الجمعة بالقوى الأمنية المستهدفة من المتظاهرين، وفق قولهم.

وقال الإمام سيد أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في مسجد جامعة طهران "أطلب بحزم من السلطة القضائية التحرك بسرعة ضد المشاغبين الذين يعنفون الناس ويضرمون النار في الممتلكات العامة ويحرقون القرآن".

وأضاف "عاقبوا هؤلاء المجرمين بسلاح القانون".

ورفع المتظاهرون لافتات شكروا فيها قوات الأمن "العمود الفقري للبلاد"، وحملوا على النساء اللواتي أحرقن حجابهن خلال تظاهرات احتجاجية في الأيام الماضية. وهتفوا "الدعوة الى إلغاء الحجاب تنفيذ لسياسة الأميركيين"، و"الموت للمتآمرين".

وكانت أشرطة فيديو جرى تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت نساء خلال الاحتجاجات يخلعن حجابهن ويلقين به في نار مشتعلة في الطريق. وهتف المتظاهرون أيضا "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة".

وتخلّلت الاحتجاجات مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، وأحرق المتظاهرون آليات للشرطة وألقوا الحجارة باتجاهها، وفق أشرطة فيديو جرى تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وناشطين.

وقال مركز حقوق الإنسان في إيران الذي مقره في نيويورك إن الحكومة ردّت على المتظاهرين بـ"الذخيرة الحية والمسدسات والغاز المسيل للدموع، وفق أشرطة فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيها أشخاص ينزفون بغزارة".

وبين أشرطة الفيديو المتداولة، يمكن رؤية متظاهرين، يشوهون أو يحرقون صورا للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، في تصرفات نادرا ما تحصل في إيران.

وأوقفت الشرطة عددا غير محدد من المحتجين. كذلك اعتقلت ناشطين بارزين في المجتمع المدني، هما مجيد توكلي وحسين روناغي، وصحافي لعب دورا أساسيا في كشف قضية أميني، يدعى نيلوفار حمدي، وفق ما أفادت منظمات غير حكومية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة.

ولا تزال خدمات الإنترنت والاتصالات شبه مقطوعة عن البلاد منذ يومين، وعطلت منذ الأربعاء خدمات "واتس آب" و"إنستغرام".

من جهتها أعلنت واشنطن الجمعة رفع بعض القيود المفروضة على التجارة مع إيران من أجل السماح "لشركات التكنولوجيا تزويد الشعب الإيراني مزيدا من الخيارات لمنصات وخدمات خارجية آمنة".

جاء ذلك بعد أيام من إعلان مالك شركة "سبايس اكس"، إيلون ماسك، أنه يعتزم طلب إعفاء من العقوبات المفروضة على إيران من الإدارة الأميركية من أجل تقديم خدمات الاتصال بالإنترنت في الجمهورية الإسلامية عبر أقمار "ستارلينك" الاصطناعية.

واعتبر موقع "نتبلوكس" الذي يعمل من لندن ويراقب حجب الإنترنت في أنحاء العالم، الجمعة أن قيود إيران على الإنترنت ترقى إلى "نمط تعطيل يشبه حظر التجول".

وأضاف أن الوصول إلى "منصات الإنترنت لا يزال مقيدًا والاتصال متقطع للعديد من المستخدمين"، مؤكدا أن شبكة الإنترنت عبر الهاتف المحمول "توقفت لليوم الثالث الجمعة".

التعليقات