"الضم الروسي لمناطق أوكرانية".. رفض دوليْ وأوكرانيا تلجأ إلى الناتو

أثار إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا، رفضا وتنديدا دوليا فيما أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده ستوقع طلب انضمام عاجل إلى حلف شمال الأطلسي

بوتين خلال الإعلان عن ضم المناطق الأوكرانية (أ ب)

أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده ستوقع طلب انضمام عاجل إلى حلف شمال الأطلسي، وذلك بعد إعلان روسيا رسميا ضم أربع مناطق أوكرانية احتلتها.

وذكر زيلينسكي في مقطع مصور بث على مواقع التواصل الاجتماعي "نتخذ قرارا حاسما عبر توقيع ترشح أوكرانيا بهدف الانضمام العاجل إلى حلف شمال الأطلسي".

وتابع "في الواقع، لقد أثبتنا بالفعل التوافق مع معايير الحلف، إنها حقيقية بالنسبة لأوكرانيا، حقيقية في ساحة المعركة وفي جميع جوانب تفاعلنا، نحن نثق في بعضنا بعضا، ونساعد بعضنا بعضا، ونحمي بعضنا بعضا، هذا هو الحلف".

زيلينسكي (أ ب)

وأكد أنه "لن يتفاوض مع روسيا ما دام فلاديمير بوتين رئيسا لها"، وذلك بعيد طلب الأخير من كييف وقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف أن "أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسا لروسيا الاتحادية. سنتفاوض مع الرئيس الجديد".

واشنطن: "إعلان موسكو قائم على الاحتيال وينتهك القانون الدولي"

ودان الرئيس الأميركي، جو بايدن، إعلان روسيا القائم على "الاحتيال" بضم أربع مناطق أوكرانية، مشيرا إلى أن موسكو تخالف القانون الدولي.

وقال بايدن، إن "الولايات المتحدة تدين محاولة روسيا القائمة على الاحتيال لضم أراض أوكرانية ذات سيادة. روسيا تنتهك القانون الدولي وتعبث بميثاق الأمم المتحدة، وتبدي ازدراءها للدول المسالمة أينما كانت".

وأضاف "ستحترم الولايات المتحدة على الدوام حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا، سنواصل دعم جهود أوكرانيا لاستعادة أرضيها عبر تعزيز قوتها العسكرية والدبلوماسية، بما في ذلك عبر المساعدة الأمنية الإضافية البالغة قيمتها 1.1 مليار دولار التي أعلنتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع".

بايدن (أ ب)

وأعلنت واشنطن عن عقوبات "شديدة" ضد مسؤولين روس وقطاع الدفاع في البلاد، وقال البيت الأبيض في بيان "ستحمل الولايات المتحدة روسيا ثمنا سريعا وشديدا".

وذكرت إدارة بايدن، أن العقوبات ستستهدف عشرات الأعضاء في البرلمان الروسي ومسؤولين حكوميين وأفراد عائلات وقطاعات توفر الإمدادات للجيش الروسي "بينهم مورّدون دوليون".

مجموعة السبع: "لن نعترف بعمليات الضم المزعومة"

وأكد وزراء خارجية دول مجموعة السبع، أن دول هذا المنتدى "لن تعترف أبدا بعمليات الضم المزعومة".

وقال الوزراء "ندين بالإجماع وبشدة الحرب العدوانية لروسيا على أوكرانيا والانتهاك المستمر من جانب روسيا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها".

وأضافوا أن "جهود بوتين لضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا إلى أراضي روسيا الاتحادية هي دليل جديد على الازدراء الصاروخ لروسيا بالقانون الدولي".

وتابع الوزراء "وهي مثال آخر على الانتهاكات المرفوضة من جانب روسيا لسيادة أوكرانيا وميثاق الأمم المتحدة والمبادئ والالتزامات التي جرى التوافق بشأنها في وثيقة هلسنكي الختامية وميثاق باريس".

جنديان أوكرانيان في زابوريجيا (أ ب)

وكرروا أيضا "إدانتهم للاستخدام غير المسؤول للخطاب النووي من جانب روسيا".

وقال وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي "هذا الأمر لن يمنعنا ولن يردعنا عن دعم أوكرانيا ما دام كان ذلك ضروريا".

الاتحاد الأوروبي: "روسيا تعرض الأمن العالمي إلى الخطر"

ومن جانبهم، تعهد قادة الاتحاد الأوروبي بأنهم "لن يعترفوا إطلاقا" بضم روسيا غير القانوني لأربع مناطق أوكرانية أخرى، واتهموا الكرملين بتعريض الأمن العالمي للخطر.

وقال قادة الدول الـ27 في بيان "نرفض بحزم وندين بشكل قاطع ضم روسيا غير القانوني لمناطق دونيتسك ولوهانسك (لوغانسك) وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية".

وقال قادة الاتحاد الأوروبي "روسيا تعرض الأمن العالمي إلى الخطر"، متهمين موسكو بأنها "تقوض عمدا النظام الدولي القائم على القواعد وتنتهك الحقوق الأساسية لأوكرانيا (بالتمتع) بالاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي، وهي مبادئ أساسية يكرّسها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

(أ ب)

كما ندد القادة بالاستفتاءات "غير القانونية" التي نظمها الكرملين لتبرير استيلائه على الأراضي، ودعوا "جميع الدول والمنظمات الدولية إلى رفض هذا الضم غير القانوني بشكل قاطع".

كما جاء في بيان التكتل، أن "جميع هذه القرارات لاغية وباطلة ولا يمكن أن ينتج عنها أي تأثير قانوني مهما كان، القرم وخيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوهانسك جميعها أوكرانية".

وشدد الاتحاد على التزامه دعم "الحق الشرعي" لأوكرانيا في استعادة السيطرة على كافة أراضيها الواقعة ضمن حدودها المعترف بها دوليا.

وقال قادة الاتحاد إن "التهديدات النووية الصادرة عن الكرملين والتعبئة العسكرية وإستراتيجية السعي لتقديم أراض أوكرانية بشكل زائف على أنها روسية وتصوير الحرب على أنها ستكون الآن في الأراضي الروسية لن تؤثر على عزمنا".

وينظر الاتحاد الأوروبي حاليا في إمكانية اتخاذ سلسلة إجراءات اقتصادية ضد الكرملين تستهدف صادرات روسية بقيمة 7 مليارات دولار تقريبا والسعي لتحديد سقف لسعر النفط الروسي.

وقال البيان "سنعزز إجراءاتنا التقييدية لمواجهة أفعال روسيا غير القانونية. سيزيد ذلك الضغط أكثر على روسيا لإنهاء حربها العدوانية".

"الناتو": "سندعم أوكرانيا لتواصل تحرير أراضيها"

وندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، بضم روسيا "غير القانوني وغير الشرعي" لأربع مناطق في أوكرانيا، مؤكدا أن الحلفاء لن يعترفوا أبدا بأن هذه الأراضي تشكل جزءًا من روسيا.

وذكر ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي "من حق أوكرانيا استعادة هذه الأراضي التي جرى احتلالها بالقوة، وسندعمها لتواصل تحرير هذه الأراضي".

وأضاف "هذه المناطق تعود إلى أوكرانيا، وكذلك شبه جزيرة القرم" التي ضمتها موسكو في العام 2014.

وتابع "لن يعترف الحلفاء أبدا بهذه الأراضي بوصفها جزءًا من روسيا".

وحذّر "نحن نرصد عن كثب ما تفعله روسيا وأعلمنا روسيا بشكل واضح جدا أنه سيكون هناك تداعيات خطيرة في حال جرى استخدام السلاح النووي في أوكرانيا".

ولدى سؤاله عن طلب ترشح أوكرانيا لعضوية الأطلسي "في شكل عاجل" والذي أعلنه زيلينسكي في وقت سابق، قال "لكلّ ديمقراطية في أوروبا الحقّ في الانضمام إلى الناتو وقد كررنا أن الباب سيبقى مفتوحًا"، لكنه ذكّر بأن قرار الموافقة على العضوية يتطلّب إجماع الدول الأعضاء الثلاثين.

وشدّد أيضًا على رفض الناتو المشاركة بشكل مباشر في النزاع بين أوكرانيا وروسيا.

وأكّد أن الحلفاء سيدافعون عن منشآتهم الإستراتيجية بعد الأعمال التخريبية المفترضة في خطّيْ أنابيب غاز نورد ستريم 1 و2 في مياه بحر البلطيق الدولية قبالة جزيرة بورنهولم.

وقال "هناك سفن وطائرات تابعة للحلف في المنطقة وتجمع معلومات مفيدة للتحقيق القائم بهدف تحديد ما وراء هذه الهجمات".

التعليقات