إيران: تواصل الاحتجاجات للأسبوع الثالث إثر وفاة مهسا أميني

وقالت منظمة العفو في بيان إن "السلطات الإيرانية حشدت جهازها القمعي الجامح المكلف إنفاذ القانون لقمع الاحتجاجات بلا رحمة في جميع أنحاء البلاد، في محاولة لسحق أي تحد لسلطتها".

إيران: تواصل الاحتجاجات للأسبوع الثالث إثر وفاة مهسا أميني

(أ ب)

تواصلت الاحتجاجات في إيران اليوم، الجمعة، للأسبوع الثالث على التوالي إثر وفاة شابة اعتقلتها شرطة الأخلاق، على الرغم من القمع الذي أسفر عن 83 قتيلا على الأقل.

واندلعت الاحتجاجات إثر الإعلان عن وفاة مهسا أميني، وهي كردية إيرانية تبلغ 22 عاما من العمر، في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس المشدّدة في إيران والتي تفرض بشكل خاص على النساء ارتداء الحجاب.

وهتف محتجّون في سنندج عاصمة إقليم كردستان، التي تنحدر منها مهسا أميني، "امرأة، حياة وحرية"، وذلك وفق مقطع فيديو نشره موقع "إيران واير" (Iran Wire) على موقع "تويتر" سُمع فيه صوت إطلاق نار.

وأفاد هذا الموقع الذي يديره صحافيون إيرانيون مقيمون في الخارج بأنّ حشودا شوهدت "تهتف بشعارات وتواجه قوات الأمن" في جميع أنحاء البلاد، خصوصا في المدن الرئيسة في طهران وأصفهان ويزد في وسط البلاد.

وفي مدينة مشهد، اندلعت اشتباكات بين عناصر قوات الأمن ومتظاهرين رشقوهم بالحجارة وكانوا يصرخون "من قتل أختي يُقتل".

وفي تحدٍّ للسلطات، قامت نساء بحرق الحجاب وقصّ شعرهن خلال الاحتجاجات التي تعدّ الأكبر منذ العام 2019.

وأعرب مخرجون ورياضيون وموسيقيون وممثلون إيرانيون عن تضامنهم مع المحتجّين، من بينهم الفريق الوطني لكرة القدم، ما أثار غضب السلطات التي تنظر إلى التظاهرات على أنها "أعمال شغب" تنشر "الفوضى".

وأشارت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية إلى أنّ حوالي 60 شخصا قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما أفادت منظمة "إيران هيومن رايتس" ومقرّها أوسلو عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصا.

من جهتها، ندّدت منظمة العفو الدولية باستخدام قوات الأمن للعنف "بلا رحمة"، مشيرة إلى استخدام الذخيرة الحية والضرب في قمع التظاهرات.

وقالت المنظمة إن إيران تستخدم عمدا وسائل قاتلة لقمع الاحتجاجات، مؤكدة أنه بدون تحرك دولي يمكن أن يُقتل أو يُعتقل مزيد من الأشخاص.

وقالت منظمة العفو في بيان إن "السلطات الإيرانية حشدت جهازها القمعي الجامح المكلف إنفاذ القانون لقمع الاحتجاجات بلا رحمة في جميع أنحاء البلاد، في محاولة لسحق أي تحد لسلطتها".

وأكدت المنظمة أنها فحصت صورا ومقاطع فيديو تظهر أن معظم "الضحايا قتلوا على يد قوات الأمن التي أطلقت الذخيرة الحية".

من جانبها، أفادت السلطات عن اعتقال أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 أيلول/سبتمبر، بينما أشارت منظمات غير حكومية إلى أنه جرى اعتقال ناشطين ومحامين وصحافيين أيضا.

واعتُقل لاعب كرة القدم الدولي الإيراني السابق، حسين مناحي، الجمعة "لأنه شجّع أعمال الشغب عبر شبكات التواصل الاجتماعي"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

كذلك، أوقفت قوات الأمن المغني شروين حاجي بور الذي انتشرت أغنيته "براى" (لأجل) المؤلّفة من تغريدات عن الاحتجاجات، على موقع "إنستغرام"، حسبما أفادت منظمة "أرتيكل 19" (Article 19) المدافعة عن حقوق الإنسان ووسائل إعلام فارسية مقرّها خارج إيران.

وأوضحت لجنة حماية الصحافيين ومقرّها في واشنطن بأنّه جرى اعتقال 29 صحافيا على الأقل في إطار أعمال القمع.

وشُجبت الحركة الاحتجاجية بشدّة خلال صلاة الجمعة في طهران. فقد نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن الإمام محمد جواد حج أكبري قوله "في ما يتعلق بالتجمّعات، فقد أظهر الناس وحدتهم وهم يطالبون بأقسى العقوبات على المشاغبين والعملاء المخادعين الذين يجب أن يُعاقبوا".

منذ بداية الاحتجاجات، تتهم السلطات الإيرانية قوات خارجية من بينها الولايات المتحدة، بالوقوف وراء التجمّعات أو بالتحريض عليها.

ونفّذت طهران، الأربعاء، ضربات عبر الحدود خلّفت 13 قتيلا في إقليم كردستان العراق، متّهمة جماعات المعارضة المسلّحة المتمركزة هناك بتأجيج الاضطرابات. وأكد الحرس الثوري الإيراني مساء الخميس أنه سيواصل هذه الهجمات في كردستان العراق.

في المقابل، ندّدت عدة عواصم غربية بقمع التظاهرات وشهدت تنظيم مسيرات تضامن مع الحركة الاحتجاجية. ومن المتوقع تنظيم تظاهرات جديدة السبت في 70 مدينة حول العالم.

التعليقات