الاحتجاجات الإيرانية: واشنطن تفرض عقوبات على طهران والأخيرة تندد

قال بايدن إن "الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع عقوبات إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضدّ المتظاهرين السلميين"، مضيفًا "سنواصل محاسبة المسؤولين الإيرانيين ودعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحريّة".

الاحتجاجات الإيرانية: واشنطن تفرض عقوبات على طهران والأخيرة تندد

من الاحتجاجات الإيرانية (Getty Images)

انتقدت إيران، اليوم الثلاثاء، "رياء" الرئيس الأميركي، جو بايدن، غداة الإعلان عن عقوبات أميركية جديدة ضدّ طهران، بسبب قمع الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني، قبل أكثر من أسبوعين.

وقتل 92 شخصًا على الأقل في إيران منذ 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، حسبما أعلنت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (IHR) التي تتخذ من أوسلو مقرًا لها، بينما أفادت السلطات عن مقتل حوالى 60 شخصًا بما في ذلك 12 عنصرًا في القوات الأمنية. وأوقف أكثر من ألف شخص.

وتوفيت مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عامًا، بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل "شرطة الأخلاق"، على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي.

وأشعلت وفاتها موجة احتجاجات في إيران ومسيرات تضامن مع النساء الإيرانيات في مختلف أنحاء العالم.

وقال بايدن في بيان صدر عنه مساء أمس، الإثنين، إنّ "الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع عقوبات إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضدّ المتظاهرين السلميين"، مضيفًا "سنواصل محاسبة المسؤولين الإيرانيين ودعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحريّة".

ولم يوضح بايدن ماهية الإجراءات التي سيجري اتخاذها ضد إيران، المستهدفة بالفعل بعقوبات اقتصادية أميركية قاسية يتعلق جزء كبير منها ببرنامجها النووي المثير للجدل. وردّت طهران، الثلاثاء، مندّدة بـ"رياء" الرئيس الأميركي.

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، أنه "كان أجدر بالسيد جو بايدن أن يفكر قليلاً بشأن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان قبل القيام بمبادرات إنسانية، على رغم أن الرياء لا يتطلّب تفكيرًا"، وذلك في منشور على إنستغرام أوردته وكالات محلية.

واعتبر كنعاني أنّ على بايدن "أن يقلق من العقوبات المتعددة (...) ضد الأمة الإيرانية، العقوبات التي يعد فرضها على أي أمة، مثالًا واضحًا عن جريمة ضد الإنسانية".

وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد هاجم واشنطن الإثنين، متهمًا الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الحركة الاحتجاجية الأكبر في البلاد منذ احتجاجات العام 2019 على ارتفاع أسعار البنزين.

وقال خامنئي (83 عامًا) في أول رد فعل له على الاحتجاجات، "أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب والمزيّف، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهما".

وأضاف "لا يمكن للولايات المتحدة أن تتسامح مع إيران قوية ومستقلة". وقال المرشد الأعلى أيضا إن وفاة أميني "كانت مريرة وأحرقت قلبي"، لكنه اعتبر أن "رد الفعل دون أي تحقيق كان غير طبيعي".

وتابع أن "الردّ لا يكون بأن يزعزع بعضهم الأمن في الشوارع ويحرقوا المصاحف ويخلعوا حجاب السيدات المحجبات، ويُضرموا النيران في المساجد والمصارف وسيّارات النّاس". وشدد على أن التحركات "لم تكن طبيعيّة. كانت أعمال شغب مخططا لها مسبقا".

وأفرجت السلطات الإيرانية بكفالة عن المغني شروين حاجي بور، الذي أوقف بعد تقديمه أغنية لقيت انتشارا على مواقع التواصل، دعم فيها الاحتجاجات، وفق ما أفاد مسؤول قضائي، اليوم الثلاثاء.

وفي هذه الأثناء، ندّدت منظمات حقوق الإنسان بالقمع العنيف ضدّ الطلاب، خصوصًا خلال الأحداث التي وقعت ليل الأحد - الإثنين، في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، التي تعد أهم جامعة علمية في إيران.

ونشرت "منظمة حقوق الإنسان في إيران"، مقطعَي فيديو يُظهر أحدهما عناصر من الشرطة الإيرانية على دراجات نارية يلاحقون الطلبة وهم يركضون في موقف سيارات تحت الأرض، بينما يظهر الآخر عناصر الشرطة على دراجات نارية وهم ينقلون موقوفين غُطّيت رؤوسهم بأكياس قماشية سوداء.

وأفادت وكالة "مهر" للأنباء بأن مئتي طالب تجمعوا بعد ظهر الأحد في جامعة شريف للتكنولوجيا، ورددوا شعارات مناهضة للنظام فضلا عن شعار "امرأة حياة حرية" و"الطلاب يفضلون الموت على الذل"، احتجاجا على وفاة مهسا أميني وتوقيف طلاب خلال التظاهرات.

التعليقات