إيران: "المرض" سبب وفاة مهسا أميني وليس الضرب

أميني توفيت بسبب مشاكل صحية بينها اضطراب نظم القلب المفاجئ، بحسب تقرير طبيّ إيرانيّ رسميّ.

إيران:

جدارية ضخمة للشابة أميني (Getty Images)

قالت هيئة الطب الشرعي الإيرانية في تقرير نشرته، اليوم الجمعة، إن وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة، "ناجمة عن المرض، وليس الضرب".

وأضاف التقرير أن "أميني توفيت نتيجة نقص الأكسجة الدماغية، الناجم عن اضطراب نظم القلب المفاجئ، وانخفاض ضغط الدم، وفقدان الوعي، وليس الضرب".

وكانت أميني قد خضعت لجراحة أورام بالمخ في سن الثامنة، ونتيجة لذلك كانت تعاني من اضطرابات بإفراز الأدرينالين والغدة الدرقية والغدة النخامية في الدماغ، وكانت تستخدم أدوية منها هيدروكورتيزون وليفوثيروكسين وديسموبريسين لهذا السبب، وفق التقرير.

(Getty Images)

وأكد التقرير أن "أميني عانت من اضطراب مفاجئ في ضربات القلب وفقدان للوعي بسبب مرضها المزمن وعدم قدرتها على التعامل مع الوضع الذي كانت تواجهه".

واختتمت هيئة الطب الشرعي التقرير بالقول إن "أميني كانت تعاني من نقص الأكسجة الدماغية (عدم كفاية الأكسجين الواصل إلى الدماغ) نتيجة للتدخل غير الكافي وقت وقوع الحادث".

وفي 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، اندلعت احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.

وأثارت الحادثة غضبا شعبيا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.

التحقيقات تشير إلى "انتحار" الشابة سارينا إسماعيل زادة

وفي سياق ذي صلة، أعلن مسؤول قضائي إيراني، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الشابة سارينا إسماعيل زادة قضت "انتحارا"، وذلك بعد تقارير خارج البلاد عن وفاتها على هامش مشاركتها في الاحتجاجات التي تشهدها إيران.

ونشر موقع "ميزان أونلاين"، التابع للسلطة القضائية، ليل أمس الخميس، ما قال إنها إيضاحات من المدعي العام لمحافظة ألبرز، حسين فاضلي هرينكدي، بشأن ما أوردته "وسائل إعلام معادية" عن "مقتل فتاة من (مدينة) كرج اسمها سارينا إسماعيل زادة على يد قوات الأمن خلال التجمعات".

وأورت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، أن إسماعيل زادة توفيت في 23 أيلول/ سبتمبر جراء تعرضها "للضرب بهراوات على الرأس" في مدينة كرج، مركز محافظة ألبرز غرب طهران.

ونقل "ميزان أونلاين" عن فاضلي هرينكدي قوله إنه بعيد منتصف ليل 23-24 أيلول/سبتمبر "أفادت الشرطة المحلية القاضي المناوب بقضية سقوط (شخص) من مكان مرتفع".

وأضاف "تبيّن أن الجثة تعود لمراهقة في السادسة عشرة من العمر، موجودة عند مدخل الموقف الخلفي للبناء المجاور لمنزل جدتها" في حي عظيميه في شمال غرب كرج.

وأوضح إنه "وفق التحقيقات الأولية"، فإن الفتاة "أقدمت على الانتحار"، مشيرا إلى أن تقرير الطب الشرعي، حدد سبب الوفاة "بالصدمة الناتجة عن إصابات متعددة، وكسور ونزيف جراء السقوط من مكان مرتفع".

وشدد هرينكدي على أن "المنطقة التي وقعت فيها الحادثة في كرج لم تشهد أي أعمال شغب" في ذلك الوقت.

وكانت وكالة "تسنيم" قد أفادت في 25 أيلول/ سبتمبر، بتوقيف "قادة أعمال شغب" في "بعض أحياء كرج بينهم رجائي شهر" القريب من عظيميه.

ونشر موقع "ميزان أونلاين" اليوم الجمعة، شريطا مصوّرا قصيرا لوالدة سارينا إسماعيل زادة، نفت فيه "أي علاقة" لابنتها بالاحتجاجات في إيران.

وكانت السلطات القضائية الإيرانية، قد أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع، فتح تحقيق بشأن مراهقة أخرى تدعى نيكا شاكرمي، في ظل تقارير عن وفاتها على خلفية مشاركتها في الاحتجاجات.

وقال رئيس مكتب المدعي العام في طهران، محمود شهرياري: "قام الطبيب الشرعي بتشريح الجثة، وأخذ عينات من السموم والأمراض بأمر من السلطة القضائية. وبحسب التحقيقات كان سبب الموت السقوط من ارتفاع شاهق"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" الرسمية.

من جهتها، اتهمت نسرين والدة نيكا شاكرمي السلطات، بالمسؤولية عن وفاة ابنتها على هامش مشاركتها في الاحتجاجات، وذلك في شريط مصوّر بثته قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران.

التعليقات